الحلول التقليدية ما عادت تنفع ولا تفيد ، لذا نطرح تباعا لهذا الفكرالعصري في المعمار ، قد يؤدي لحل مشكلة المشاكل المركبة : البطالة والسكن وذلك التكدس في شريط الوادي و.. تحقيق ذلك ليس بترف ولا من قبيل الاحلام بل حق أصيل من حقوق الانسان. انما تعرفوا ؟ المفاجأة كانت في العثور حاليا وسط كل هذه (الهلمة) الضاربة في كل مكان، علي من يعملون في صمت وتواصل ودأب، ليتقدموا بحلول جاهزة وتصورمكتمل ليلحق بنتائج الحوار الوطني الذي سيعرض أمام متخذي القرار .. و نحن نعلم أن ارادة التنفيذ والانجاز هما سمة مميزة في العسكرية، لذا قد تتحقق انطلاقة حركة العمران الجماعي المنشود واستيطان الصحراء علي أيدي المجلس العسكري الاعلي القائم في الوقت الحالي علي ادارة الدفة السياسية للبلاد. نحن أشد ما نكون حاجة الآن الي تنمية مجتمعات عمرانية، وليس مجرد مشروعات اسكان أو انشاء وحدات سكنية .. نحتاج تنمية عمرانية بمعني انشاء مجتمعات مكتملة : عمل مع سكن الي سائر احتياجات معيشة متكاملة تكفل الاستقرار .. شيء مشابه للمستوطنات الاسرائيلية، وان تكون مستوطنات علي أراضينا وصحارينا، ليس لصوصية اراض بشعب آخر كما يفعل الاسرائيليون! لنبدأ الانشاء بالداني الأقرب والاسهل المتاح في الوقت الراهن، ما يعرف بقري الظهير الصحراوي، علي ان يكون مدروسا وفق خطط مكتملة سكنا وعملا واستقرارا، فمن أكبر عيوب مشروع توشكي أنه اقتصر علي موقع للعمل فقط ينتقلون إليه يوميا ، فمثل هذه المجتمعات الجديدة لابد من توافر كل وسائل العيش والاستقرارفيها بجميع احتياجاتها المعيشية بما فيها الترفيه... سبل التشييد والانشاء ومواد البناء طرأت عليها طفرة غير تقليدية وانتشرت عالميا ، غير وعي غير مسبوق بعيوب الأسلوب التقليدي ، أدي كل ذلك الي طفرة معمارية غير مسبوقة لم تقلص فقط تكاليف الانشاء بنسبة 30٪ علي الأقل، بل خففت من نسبة تلوث المناخ .. فهذا فكر جديد أو نظم متكاملة للبناء بمواد مستمدة من تربة الأرض (طينها) مضغوطا مصنعة في ألواح بدون حديد ولا خراسانة وانما مع قليل من الاسمنت.. وكلها مواد تصنع محليا وتمتاز بمتانة وقوة احتمال طويل المدي، غير كونها عازلة تماما للحرارة والبرودة وسابقة التجهيز فتوفر الكثير من الوقت المستغرق في الانشاءات وبنحو مدهش ولا حاجة الي محارة ولا بياض أو التشطيبات المعهودة التي تكلف الكثير من الوقت والمال.. من هنا يأتي الوفر في التكاليف وفي الطاقة وفي الوقت فقد لا يستغرق بناء بيت صغير اكثر من أسبوع واحد . يبقي السؤال : لأي مدي قوة التحمل لهذه المواد المستمدة من تربة الارض؟ استنادا الي الدول الكبري التي خاضت تجارب واختبارات لا تحصي قبل ان تقدم علي هذه المنشآت، وجد أنها تحتمل الي مدي مفتوح بل ربما تفوق بعض أقوي مواد البناء التقليدية ولذا يستخدمونها الآن في الولاياتالمتحدة في بناء ناطحات ومولات تجارية كبري وجسور إذ تبين انها لا تتأثر بعوامل التعرية ولا الرطوبة ..بل 50٪ من مجمل صناعات البناء في امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرازيل واليابان والهند وجنوب أفريقيا والصين وغيرهما يزاولون حاليا هذا التطور المعماري الجديد بنحو 50٪ من مجمل صناعات البناء في تلك الدول حيث تحولت كبري شركات مقاولاتها الي مزاولة المنهج الجديد . من شروط التصميم الهندسي من (الداخل) لهذا اللون من المعمار، ان يوفر اقصي قدر من مصادر التهوية، و الضوء الطبيعي ، غير أن الألواح المصنعة المستخدمة كما أسلفنا تعزل الجو الداخلي تماما عن الحرارة والبرودة فلا تحتاج لوسائل التبريد ولا التدفئة، هذا غير استخدام الطاقة الشمسية علي اوسع نطاق ممكن . .. من الجديد أن تكتشف في مصر اننا ننتج طاقة شمسية بتكنولوجيا سهلة و بسيطة باستخدام انعكاس اشعة الشمس علي " المرايا المسطحة " بحيث يتجمع فوقها بخار يتحول الي كهرباء .. فالمرايا تشفط الاشعة بطريقة معينة تحولها الحرارة الي بخارثم لطاقة وهذه تكنولوجيا تنتج هنا لدينا محليا من الألف إلي الياء ولانحتاج لاستيرادها .. الطاقة الشمسية تنتج كذلك (بالخلايا الضوئية) وهذه تكنولوجيا أكثر تعقيدا وغير متاحة لنا علميا في الوقت الحالي، وانتاجنا الحالي من الطاقة الشمسية يغطي نحو 20٪ من احتياجاتنا في الطاقة .. وبمجهود أكثر نستطيع ان نرفع الانتاج ليصل ربما الي تغطية مائة في المائة من احتياجاتنا، و نصدر مستقبلا الي دول افريقية، بل يمكن تحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية لو أنشأنا محطات الطاقة الحرارية هذه بجوار البحر و... من منا يعلم أن مصرربما أول دولة في العالم عرفت أولي تجارب الطاقة الشمسية حيث قام مهندس أجنبي اسمه فرانك شامان بتجربة توليد هذه الطاقة في منطقة المعادي عام 1913 ... المجلس المصري للعمارة الخضراء استطاع ان يستخلص أرضا في الظهير الصحراوي للفيوم تعرف بقرية هوارة - عجلان ليقيم عليها نموذجا علي الطبيعة لقرية تقوم.. كل ما تقدم وتكون جاهزة للعرض ربما خلال شهرين... الفكر والمعلومات الواردة في هذه السطور مستمدة من الحديث مع أ. د. مصطفي الدمرداش رئيس المركز القومي لبحوث البناء الذي قام بتشكيل المجلس المصري للعمارة الخضراء منذ نحو عامين .. ومستمد كذلك من آراء وأفكار قيمة لنخبة الأساتذة من العلماء المصريين المتحدثين في مؤتمر التنمية العمرانية الذي انعقد منذ ايام قلائل .. وهذا من تواصل مسبق لاجتماع حظيت بشرف المشاركة فيه حول المشروع القومي المزمع للعمران خارج الوادي الضيق، سبق وطرحنا هنا ملامحه منذ اسابيع ثلاثة. ونستكمل الأسبوع القادم