مدينة بورسعيد هي واحدة من اجمل المدن المصرية وقد بنيت علي طراز المدن الأوروبية من خلال الجاليات الاجنبية التي عاشت عقودا طويلة من السنين فيها مع حفر قناة السويس واحتفظت بورسعيد بجمالها حتي بداية المنطقة الحرة في سبعينات القرن الماضي بدأت العشوائيات تتسلل اليها وكانت البداية ب العشش السكنية التي حولت شوارعها إلي عشوائيات اختفت وراءها المساكن حتي تم التخلص النهائي منها وأصبحت بورسعيد 2018 أول محافظة مصرية خالية من عشوائيات الإسكان ولكن مازالت الأسواق العشوائية وإشغالات السوق التجاري بقلب المدينة تشوه جمال بورسعيد وتشكل في نفس الوقت منطقة خطرة يمكن ان تسبب كارثة لتكدس المحلات والباعة الجائلين في هذه المنطقة. ومشكلة شوارع بورسعيد ليست وليدة الوقت الحاضر ولكنها تراكمات سنين طويلة لم تواجه العشوائيات في بدايتها بالحزم اللازم وللامانة كان الفساد في العقود السابقة جعل النواب وقتها يضغطون علي المحافظين لعدم ازالة الاشغالات لكسب الأصوات الانتخابية حتي اصبحت أمراً واقعا بل توحشت حتي خرجت من شارعي التجاري والحميدي بقلب السوق التجاري الي شارع التلاتيني أهم محور مروري بالمدينة واحتل الباعة نصف الشارع واختفت الارصفة تماما واصبحت حركة السيارات تسير فيه بصعوبة بالغة وهذه المنطقة تعرضت لأكثر من كارثة حريق قبل ذلك راح فيها ضحايا ومازال الخطر قائما وحالة الفوضي في هذه الشوارع تزيد في المواسم وقبل الاعياد. ويقول عمر العطار تاجر إن من اهم المظاهر العشوائية في شوارع بورسعيد هي الاسواق المتناثرة في الأحياء سواء اسواق الخضراوات او الاسماك او الملابس المستعملة وهي لا تشوه جمال الشوارع فقط ولكن تسيء لها بشكل كبير من الروائح الكريهة والمخلفات التي تجلب الحشرات والغريب أنه كانت هناك تجربة خلال فترة تولي الدكتور مصطفي كامل منصب محافظ بورسعيد واقام وقتها سوق مجمعا للأسماك وآخر للخضراوات والفاكهة وتم نقل سوقا الروضة وهو أكبر سوق عشوائي للأسماك في قلب المدينة وسوق ستوته وهو اكبر سوق للخضراوات والفاكهة الي المجمع الجديد وهو مااحدث فارقا كبيرا في نظافة المنطقة وللاسف بالإهمال وعدم المتابعة عاد السوقان إلي مكانهما مرة اخري،أما أسواق الملابس المستعملة تحتل مساحات كبيرة وهي أسواق خشبية قديمة ونفس الأمر لسوق الموبيليا القديمة والأمر يحتاج لثورة تغيير واستبدال الاسواق العشوائية بأسواق حضارية والاهم من ذلك هو الرقابة الشديدة لعدم عودة هذه العشوائيات والتي تتكلف الملايين لإزالتها.