لست أدري في أي شرع أو دستور سوي عند المصريين فقط، أصبحت الوظائف في الدولة تكية تورث من الآباء للأبناء؟ بل وتحولت في بعض الأحيان لشبه احتلال من عائلات بأكملها للوظائف في الوزارات والهيئات الحكومية، وأصبح مسوغ التعيين المعترف به في مصر »إنت ابن مين؟« وليس مؤهلاتك إيه؟ وما هي مهاراتك لتحظي بالوظيفة؟ وبأي حق يفضل مواطن علي آخر في أولوية الحصول علي وظيفة بدخل ثابت ومزايا ومعاش لمجرد أن والده شغل منصبا في مكان ما، فيصبح من حقه ان يبلي هذا المكان بابنه أو ابنته، حتي لو كان فاشلا أو كانت فاشلة لا يصلح أي منهما للوظيفة! وإذا كانت ثورة 52 يناير قد أشعلت جذوتها فكرة رفض توريث الحاكم لابنه مقاليد السلطة، فكيف نقبل بنفس المبدأ في الوظائف الأقل؟ ونحن نري اليوم مظاهرات الموظفين وهتافاتهم المطالبة بتعيين أبنائهم في كل مكان.. أما من شاء حظه العاثر ألا يكون احد والديه صاحب وظيفة حكومية، فليمض حياته كلها في رحلة البحث عن وظيفة حتي لو كانت مؤهلاته ومهاراته تساوي ما يملكه منها ألف شاب من أبناء العاملين! انني أطالب د. شرف رئيس الوزراء بإلغاء مبدأ تعيين ابناء العاملين في مواقع عمل آبائهم، وليصبح للجميع الحق في دخول اختبار حقيقي، ليحظي كل شاب مصري بحقه في وظيفة يستحقها وليس لأجل عيون بابا.