التاريخ دائما هو متحف البشرية الذي تطل منه علي أحداث الحاضر وتستشرف منه ما يمكن أن يحدث في المستقبل، في ظني أن مقولة التاريخ لا يعيد نفسه يجانبها الكثير من الصواب إذا نظرنا إلي تاريخ تركيا منذ أيام الخلافة القديمة وحتي مهووس الخلافة الجديد أردوغان سنجد أننا أمام دولة شديدة الادمان للنهب والسلب واغتصاب ثروات الأمم الأخري. دماء المئات من الأبرياء التي سفكها السفاح أردوغان في عفرين السورية والمدن العراقية والبلطجة الأردوغانية في البحر المتوسط ليست إلا فصلا من فصول تاريخ إجرام الدولة التركية التي اعتادت القتل والنهب. المؤرخ الكبير الراحل ابن إياس يصف جرائم العثمانيين القدماء عندما اقدموا علي غزو مصر في عام 1517م بقيادة المجرم سليم الأول قائلا: »هتكوا عرض الحريم وغنموا أموال المصريين ولم يكتف الحرامي سليم الأول جد اللص أردوغان بذلك كما يؤرخ ابن إياس بل أمر بحبس 2000 من رجال الحرف والصناعات والتجار والقضاة والأعيان وحملتهم السفن إلي القسطنطينية لتختفي من مصر وقتها ما يزيد علي 50 صنعة. ويستكمل ابن إياس وصفه للسطو العثماني قائلا: »أن ابن عثمان حمل عن طريق البر إلي تركيا وفوق ما يزيد علي 1000 جمل احمالا من الذهب والفضة والرخام والاسقف وحتي منابر المساجد بعد أن نزع من مصر والقاهرة علي وجه التحديد أثمن ما فيها» ! اللص أردوغان الآن يسعي لاعادة التاريخ الاجرامي لاجداده اللصوص، يؤوي الإرهابيين، يشتري نفط سوريا والعراق المنهوب بأبخس الاثمان من الدواعش مقابل توفير الحماية والملاذات الآمنة. السطو التركي الممنهج علي الثروات السورية والعراقية واحتلال اراض عربية كلها دلائل تشير إلي ان الكيان التركي أشد خطراً علي الأمن القومي العربي من الكيان الصهيوني. ليس لدي أدني شك أن الغطرسة التركية والبلطجة الأردوغانية انكسرت أمام المشهد المهيب لقطع البحرية المصرية وهي تحمي وتصون حق مصر في حقل ظهر للغاز وأن أصوات صواريخ البحرية التي غطت سطح وسماء المتوسط حملت معها رسائل كثيرة لزعيم المافيا التركية أردوغان أهمها أن مصر ليست سوريا ولن تكون.