في كل صباح تطالعنا الصحف بنبأ استدعاء النيابة لمسئول ما للتحقيق معه وما هي إلا ساعات معدودة ويذاع الخبر في وسائل الإعلام بحبس هذا المسئول 51 يوما لتورطه في وقائع فساد.. نتج عن ذلك حالة من التخبط الشديد داخل اروقة الوزارات والهيئات والأجهزة التابعة للدولة وخلق نوع من عدم الثقة بين العاملين فلا يستطيع مسئول الآن اتخاذ قرار فوري لحل مشكلة ما دون الرجوع إلي رئيسه ثم من يثق فيهم للتأكيد علي صحة القرار. المهندس أحمد حلمي رئيس المجلس التصديري للأثاث يؤكد ان اغلب المصانع لاتعمل بطاقتها التي كانت عليها من قبل مستندا إلي مصانع إنتاج الاثاث أصبحت تعمل يومين فقط طوال الأسبوع نتيجة التباطؤ في اتخاذ القرارات من قبل المسئولين ويتفق في الرأي معه د. وليد هلال رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية مؤكدا ان الوقت يمر بسرعة شديدة والصراع في تزايد بين الشركات العالمية لتحقيق صفقات تصديرية وفي مصر مازالت عجلة الإنتاج شبه متوقفة مشيرا إلي أن هيئة التنمية الصناعية مازالت حتي الأن لم يصدر عنها قرار بطرح اراض أو البت في خطابات الضمان بالاضافة إلي عدم هيكلة مركز تحديث الصناعة د. سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية اعترف ان هناك ايادي مرتعشة مازالت خائفة من اتخاذ القرارات داخل بعض الهيئات التابعة لوزارته ورجح السبب في ذلك إلي حالة الفساد التي شابت الوزارة وهيئاتها خلال الفترة الماضية والقبض علي بعض المسئولين فيه وقال الوزير: بطبيعة الحال لن يصدر مدير أو مسئول قرارا دون أن يتحري من صحته وخاصة الطلبات المقدمة إليه .. مشيرا إلي أن الوزارة في طريقها لإعادة هيكلة القوانين والحد من سلطة المدراء والمسئولين وقال ان مجلس أدارة هيئة التنمية الصناعية اجتمع مؤخرا وسوف يجتمع اسبوعيا للبت في الطلبات المقدمة اليه.