عبدالناصر: شمس بدران أراد الاستيلاء علي فيلا »المرشدي» وعندما قيل له الموضوع عندي التزم الصمت ولم يتكلم هدي ابنتي أبلغتني أنهم عملوا لي استراحة في سيدي عبدالرحمن فألغيت ذلك علي الفور رفضت أخذ شقة لهدي من شقق الحراسة واستلفت قرض وبنيت لها بيت والمقاول من القطاع الخاص عصام حسونة: كلمة حاضر.. نعم سبب »وكستنا» ولازم نتعلم نقول »لا»!! في الحلقة الرابعة من كتاب »ناصر 67.. هزيمة الهزيمة» الذي ستصدره قريبًا المكتبة الأكاديميةيتناول الكاتب الصحفي مصطفي بكري وقائع المحاضر السرية لفترة ما بعد النكسة. وفي هذه الحلقة يجري عبدالناصر حوارًا موسعًا يتناول فيه بعض التجاوزات التي قامت بهاجمعية المنتفعين، ويتحدث بكل صراحة عن ضرورة التوقف عن النفاق واللجوء إلي الصراحةوالمواجهة. في يوم الرابع والعشرين من يوليو، عُقد اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس جمال عبدالناصرلبحث الأوضاع ودراسة الإجراءات الاقتصادية والحد من الامتيازات. في البداية تحدث الرئيس مطولًا مع المهندس سيد مرعي حول دودة القطن، وإنتاج المحصول، ثم تطرق الحديث إلي الضرائب والموازنة العامة. ثم الحديث عن الامتيازات والشقق التي حصل عليهاالبعض، خاصة من كبار المسئولين، وهنا تدخل عبدالناصر بكل حسم ليطالب الجميع بمراعاةمشاعر الشعب المصري، وإلغاء كافة الامتيازات التي تستفز الناس. جمعية المنتفعين وضرب عبدالناصر مثلًا بذلك عندما قال: »يوم فرض الحراسة علي السعوديين، في نفس اليومتكونت جمعية المنتفعين بفرض الحراسة علي طول، في نفس اليوم!!، وأنا اتصلت شخصيًا بأمينهويدي، وقلت له: مافيش شقة ولا فيلا تُعطَي، أنا عايز يفضلوا فاضيين إلا بموافقتي أنا شخصيًا،هذا هوالسبيل الوحيد، أما الناس لما تعرف إن أنا اللي لازم أوافق، يقولوا: لا.. مبنروحش،ماإحناش عايزين، ومجاليش ولا طلب، جاني طلب واحد من شمس بدران، كان عايز ياخد فيلاالمرشدي وبعدين لما اتقاله: إن الموضوع عندي رجع.. ساب الموضوع ومشي. النفاق وتحدث عبدالناصر عن نفاق بعض المسئولين وقال: »وهمة بيعملوا سيدي عبدالرحمن، جات هديبنتي، وقالت لي: إنهم عاملين استراحتين هناك، استراحة للريس واستراحة للمشير، وأنا لم أطلب أبدًا استراحة، وأنا عندي استراحة في القناطر، أنا بقالي 4 سنين ما رُحتهاش -كنت زمان باروحها-استراحة حلوة وكويسة، كنت زمان بروح يمكن كل شهر، دلوقتي بقالي 4 سنين ما رُحتهاش،والاستراحة الوحيدة اللي أنا بروحها هي استراحة البساتين اللي هي بتاعة برج العرب، وهيأوحش استراحة في البلد كلها، ماعرفش عارفينها، وأفقر استراحة وأغلب استراحسة، أصلها كانت موجودة من زمان متبنتش من جديد، أما اتعمل في العين السخنة قالوا: بيبنوا استراحة للريس،وأنا اتصلت بيهم ولغيت هذا الكلام، حتي في البلد اللي فيها مصنع إدفو، قالوا: عاملين استراحةللريس، وأنا عمري ما رُحت إدفوأبدًا». شقق الحراسة - وكان عبدالناصر حاسما في موقفه من شقق وفيلات الحراسة وقال: »مفيش وزير ياخد حاجة من الحراسة، لأن إذا واحد أخد حاجة من الحراسة، معني هذا إن عنيا انكسرت قدام البلد كلها، لانستطيع أن نحاسب أي إنسان». وأضاف عبدالناصر: »طب ما أنا كنت قادر آخد أحسن شقة لهدي بنتي في الحراسة، وقلت: لا..مش ممكن، ودورت علي شقق، وطلب مني أنا خلورجل 4 آلاف جنيه و6 آلاف جنيه في هذه العملية، فقلت: أحسن حاجة بدل كدة أبني، ممكن آخد أرض من مصر الجديدة، وآخد سلفية من مصر الجديدة 3 آلاف جنيه، والأرض علي 15 سنة، والعملية ممكن تمشي تطلع أرخص من كل العمليات التانية، وأما جت تبني قلت: مش عاوز مقاول من القطاع العام، ولوجبت مقاول من القطاع العام هيقولوا: إني ببني علي حساب البلد، جه مقاول من القطاع الخاص، غلِّبنا، لأنه قعد سنتين، كان أسهل لي أنا كنت آخد أحسن شقة في الحراسة في عمارة الشمس، وألا أقول لبتوع شركات التأمين يبنوا شقق جديدة فوق السطوح، ويبنوا شقق جديدة، فيلات فوق السطوح، وأناعارف الطلبات دي». وقال محذرًا الجميع: »البلد مفتحة جدًا وشايفة كل حاجة، وبيقولوا: إن الكلام عن الاشتراكية هوكلام فارغ، لأن اللي بيتكلم عن الاشتراكية لازم يطبق الاشتراكية علي نفسه، فالحقيقة أولًا إحنا لازمندي المثل، وأنا بقول إن إحنا بالنسبة للدولة كلها، وقانون »من أين لك هذا؟»، القانون لازم نطبقه،ولازم حد يتولي تطبيق هذا القانون». من أين لك هذا؟ كان كلام عبدالناصر عن المساواة وتكافؤ الفرص وتفعيل قانون »من أين لك هذا؟»، قد لقي ارتياحا من جميع الحاضرين، تحدث العديد من الوزراء ثم علق عليهم عبدالناصر، وراح ينتقد ممارساتمجلس الوزراء في الفترات الماضية ويطالبهم بالالتحام مع الشعب والجرأة في الكلام والنقد، وقاللهم محذرًا: »أنا أكتر عملية بتضايقني هي الخناقات اللي بينكم، والكلام اللي بتتكلموه علي بعض»، وقال: »البلد مش حاسة إن فيه حكومة، هل الحكومة متنفعش؟ يبقي أعمل مجلس ثورة..ممكن أهز البلد تاني وأعمل فيها مجلس ثورة، بس هل هي المرحلة؟ ماهياش أبدًا مرحلة مجلسالثورة، سهل قوي نحل مجلس الأمة ونعمل مجلس ثورة ولكن البلد تحتاج شيء آخر».. وكان اجتماع مجلس الوزراء في السادس والعشرين من يوليو1967 هو من أهم الاجتماعات التي شهدتها هذه الفترة لأنه كما وصفه المستشار عصام حسونة وزير العدل بداية هامة لمرحلة جادة تتمفيها المكاشفة والمحاسبة علي أوسع نطاق. كانت البداية في هذا الاجتماع هي للمستشار عصام حسونة الذي وجه حديثه إلي عبد الناصر وقال حرفيًا: ما عندي سوي أمانة الكلمة، ولوخالفت رأيك، ولأني أيضا أثق في قيادتك واحترمها،وأنا لا أخشي عليها أبدا من كلمة »لا». تمام يا أفندم واستكمل القول: اسمح لي أن أقول الحقيقة، كلمات نعم وتمام يافندم، وحاضر، وكل شيء مظبوط، كل هذه الكلمات الناعمة، الخادعة، الذليلة العثمانية الأصل، في يقيني أنها ساهمت في بعض ماحدث، ولوأن كلمة »لا» احتلت مكانها، حيث ينبغي أن تقال -أمانة لا تطاول- لتغيرت الأحداث ولوكانت الأحداث غير الأحداث. وأضاف حسونة القول: »: ولوأني أيضا عرفتك معرفة صادقة، فقد سموت بك فعلا أن تكون حاكماأوملكا أوحتي رئيسا». لقد ظل وزير العدل (عصام حسونة) يتحدث في هذا الاجتماع بكل صراحة ووضوح، منتقدا العديدمن الأوضاع داخل مؤسسات الدولة، وآلية التعامل معها.. صحيح أن حديث (عصام حسونة) لم يعجب البعض من الحاضرين، وردوا عليه بشدة، لكن عبدالناصر أصغي بكل اهتمام للانتقادات اللاذعة التي وجهها عصام حسونة، وطالب الجميع بالحديث بمثل هذه الصراحة والوضوح. لقد تطرق الحديث حول الممارسات السياسية وقضية الديمقراطية، وكان غريبا أن تطرح هذه القضية في هذا الوقت بينما جرح »الهزيمة» لا يزال ينزف، لكن عبد الناصر طالب بالحديث في كل الملفات ودون استثناء ولذلك عندما تحدث عصام حسونة وفتح هذه القضية، اقصد قضيةالديمقراطية.. كان محددًا وجريئًا عندما قال: سيادتك فوضت من الشعب تفويضًا مطلقًا في ليلة 9يونيومن الخصوم والأصدقاء ومن الساسة ومن المواطنين ومن المحترفين، كان هناك اجماع علي أن كان فيه تفويض فعلًا، وتستطيع بهذا التفويض أن تفعل الكثير، فيه استفتاء، فيه بيعة، لقد حصلت علي كل ما يجعلك قادرًا علي أن تنقذ البلاد من محنتها. وأضاف حسونة: »من حقك أن تعلن -وقد أعلنت تلميحًا- أن الانتخاب سيكون في مرحلة ما بعداجتياز الأزمة، هوأساس كل التنظيمات السياسية، وإذا كنت قد أخطأت المعني، فأنا مصمم عليأن يكون الانتخاب هوالأساس السليم لكل تنظيم سياسي فيما بعد. وقال حسونة : »أسلوب العمل لا يكفي أن ننشئ قيادة ديمقراطية وسيادتك تقودها وتتصدي لكل القضايا الهامة، إنها أسلوب العمل هوالأساس، وراح عصام حسونة علي مدي يقارب من الساعةيتحدث دون مقاطعة، ويطرح وجهة نظره دون تردد، وعبد الناصر يستمع، وأحيانًا يقاطعل لاستفسار عن بعض الأمور وليس أكثر. بنت سيادتك وعندما قال »حسونة» : أنا هبط عليّ في يوم من الأيام 6 أعضاء نيابة دون أن أعلم بهم، وأنا وزيرالعدل، ومكانوش أوائل أومجتهدين، أنا اندهشت إزاي بنت سيادتك مدخلتش معيدة بالجامعة ليه،صحيح ليه؟، واستكمل حديثه بالقول: لوكانت دلوقت دخلت، كان ممكن تبقي معيدة، لأن الكشف كان فيه معيدين أيضا في الجامعة. - هنا تدخل عبد الناصر مقاطعًا: ليه أنا بنتي كانوا طالبينها معيدة. - حسونة: أنا اندهشت. - عبد الناصر: لأنها واخدة يعني جيد جدًا. - حسونة: أنا عارف السنة دي، أنا بقول أيام ما دخلت. - عبد الناصر: لا.. هدي واخدة مرتبة الشرف.. وكانوا طالبينها في..... واحنا بنبعد عن.. »ضحك». وفي هذا الاجتماع روي عبد الخالق الشناوي )وزير الري( ما سمعه عن الحراسات المفروضة عليالبعض بقوله: أنا تصادف في الأيام الأخيرة كان لابد لي أن أروح كفر المصلحة، علشان أحضر ميتمعزاء هناك، والميتم كان مجتمع فيه -زي عادة الفلاحين- القري المجاورة وحصل أنه كان علي أثر مااذيع من أن بعض الناس رفعت عنهم الحراسة في بلد مجاورة، والصدي بتاع هذه العملية أن كل الناس اللي كانت موجودة في الميتم، كانت بتهني بعضها، وكان وقع هذا الخبر عليهم وقعا طيباوده طبعا مش مستبعد، لأن هذه طبيعة بلدنا القديمة قوي »اكرموا عزيز قوم ذل». واستكمل قوله: يعني هذا الموضوع بالذات، أنا أري أن نعممه، موضوع الحراسات ده لابد أن ننظرإليه النظرة التي تتفق مع شعور الشعب المصري. الميتم ده لمين؟ - هنا تدخل عبد الناصر متسائلا ومندهشًا: طيب الميتم ده كان الشعب الحقيقي ولا......؟! - رد الشناوي: دول كانوا جايين من الفلاحين هناك، وكان الشعب الحقيقي طبعًا. - عبد الناصر »ساخرًا»: أعيان الفلاحين!! هنا رد الشناوي بقوله: وغير الأعيان، الناس اللي في الفلاحين، في الفلاحين، في قرية كفرالمصلحة، منها أعيان الفلاحين وغير أعيان الفلاحين، دايما كده، ومش بس هم بتوع كفر المصلحة،هناك أيضا الجهات المجاورة، كانوا بيتكلموا في موضوع الحراسة.. وقد دار حوار مطول بين أعضاء مجلس الوزراء حول هذه القضية، وغيرها من القضايا، وكان الحديث يدور حول ضرورة أن يسود القانون، ولكن لابد للثورة أن تحمي نفسها بإجراءات ثوريةلابد من الالتزام بها، علي حد وصف الوزير أمين هويدي. - وعندما تطرق الحديث إلي تقييم عمل الثورة منذ انطلاقتها في عام 1952 تدخل حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية بالقول: احنا يوم ما قمنا بهذه الثورة بقيادة الرئيس جمال، خرجنا معاه بشخصه، وإيمانا بالمبادئ اللي أعلنها، وأنا باعتبر احنا انهردا أرضنا محتلة، أقرب ما تكون إلي الوضع الذي كنا فيه قبل ،1952 ويمكن بشكل أكثر إهانة وأكثر إذلال. وأضاف: يمكن المبدأ للثورة، اللي هوالقضاء علي الاستعمار، إن كان لازم يجيي في المقام الأول بالنسبة لجميع المبادئ والأهداف، وده يتطلب منا أن ننظر إلي جميع مصادر القوة الحقيقية ونركزعليها، ونبحث أيضا عن مراكز الضعف الحقيقي ونقضي عليها بكل قوة وصراحة وبكل اخلاص. إخفاء الحقيقة وطالب الشافعي في هذا الاجتماع بمواجهة كافة المشاكل بكل وضوح وصراحة وقال: العمل اللي قام بيه جمال عبد الناصر منذ قيام الثورة، لا أحد هايقوم بيه لا قبله ولا بعده، ولكن احنا عشان نحمي هذا العمل لازم ننقيه نقاء كامل من كل ما يهدمه، وأكثر ما يهدمه هو اخفاء الحقيقة، والواحد لازم يسأل نفسه، هل الحقائق تعلن وتصل لأن ده سؤال كان بيحير الواحد، لأنه بيسمع الحقيقةمن مصادر لا تقبل الشك، وبعدين يجد اللي بيتعمل بيختلف اختلافا كاملًا عن اللي بتسمعه، فهل احنا وصلنا إلي أننا بقينا نعادي الحقيقة في بعض الأمور؟. وقال : »إن اللي شجعني علي الكلام، يمكن أن الريس دعا أن الناس كلها تتكلم، وممكن كنت أقول هذا الكلام بيني وبين الريس في أي مجال، ولكن حتي لا يقال أن النواب لا يشاركون في المناقشة،لذلك اتكلم وأقول ما أريد قوله». سيادة القانون ورغم الرد الذي قدمه شعراوي جمعة وزير الداخلية علي كثير مما أثير حول سيادة القانون،وتحديدا ما ذكره الوزير عصام حسونة إلا أن عبد الناصر كان سعيدا بهذه المناقشات والحوارات الساخنة. لقد قال شعراوي جمعة: أنا عاوز اتكلم عن سيادة القانون لأنها اتكررت في حديث الأخ عصام حسونة بأسلوبه البليغ، وأن تشبيهه صور الأمر علي أن الواحد ماشي وحاطط سلطات فوق مجلس الأمة في جيب وسلطات رئيس الجمهورية في جيب، والسلطة التالتة في جيب المنديل..وضرب شعراوي جمعة مثلا بالقول: يمكن أول قانون ثوري أصدرته الثورة كان قانون الإصلاح الزراعي الأول والثاني، وبعدين فوجئنا بعد 14 سنة من الثورة هناك تحايل علي هذا القانون، وأن هناك قضية دخلت مجلس الدولة ولم يفصل فيها، ولم يبت فيها، وأيسضا قضايا أخري خاصةبالإصلاح الزراعي.. وتحدث شعراوي جمعة عن قضية كمشيش التي احيلت إلي وزارة الداخلية من القوات المسلحةوالمتهم فيها 25 شخصا، وقال: عندما سألت النائب العام ما هوموقفهم، هل ستحبسهم أم يستمراعتقالهم رد بالقول: أنا مش متأكد هل حنبسهم أم لا وأنا أفضل أن يصدر أمر باعتقالهم. وعندما رد علي قضية الحراسات قال شعراوي جمعة: يبدوأننا نسينا عام 64 وتآمر الإخوان البلدكها كانت معرضة لنسف منشآتها الحيوية، وتصبح خرابا في يوم وليلة، وكل ما بنته الثورة يمكن القضاء عليه، وتساءل شعراوي جمعة: هوالقانون يجب أن يكون في صف مين؟ وقال: هذا سؤال يجب أن نطرحه علي أنفسنا، هل القانون في صف فئة من الناس فقط، هل القانون في صف غالبيةالشعب وفي صف أصحاب المصلحة الحقيقية في هذه الثورة؟ وعلي مدي أكثر من ساعتين ترك عبد الناصر مجال الحوار والجدل المتبادل مفتوحا بين شعراويجمعة وعصام حسونة ولبيب شقير وعبد المحسن أبوالنور وحسين الشافعي ومحمود رياض وكمال الدين رفعت وغيرهم، وكان الحديث مركزا علي سيادة القانون ومعناها، وكيفية حماية الثورة دون أي تجاوزات. الواجب والأصول وبعد أن استمع عبد الناصر إلي كافة الآراء قال معلقًا: »أنا الحقيقة كنت بعالج مشكلة عويصة بتقابلني من سنين، إن محدش بيتكلم لا كبار ولا صغار، مفيش واحد، وأنا كنت بحاول اجرجركم في الكلام في هذا الظرف، علشان كل واحد يقول الحقيقة اللي في نفسه علشان يبقي في تقليد نمشيعليه في المستقبل، وبدل ما تطلعوا تتكلموا بره، تتكلموا هنا، وده الواجب، وده الأصول، أنه يكون هنا في مجلس الوزراء. واستكمل القول: احنا في مجلس وزراء يحترم نفسه، ومع وزراء بيحترموا أنفسهم، واللي مش عاجباه السياسة يستقيل، وإلا يبقي مقصر في حق نفسه. وقال عبد الناصر -معلقا علي كلام حسين الشافعي-: بالنسبة للأمور اللي اتقالت عن الماضي،حسين الشافعي ما اتكلمشي معايا عن الأسلوب وما استقالشي أيضا، ازاي أنا اشتغل مع ناس بالشكل ده، أنا عايز ناس تتكلم، كل واحد يقول رأيه، وإذا مش مقتنع بالرأي يستقيل، يقول أنارأيي كذا ومصمم علي الرأي الفلاني، لكن أنا كنت باشتغل مع ناس مبتتكلمشي. الصراعات الداخلية وقال: طبعا مش عايز احكي لكم علي الصراعات والحاجات اللي هي ممكن تعرفوا بعضها،وبعضها متعرفهوش، أنا باقول الكلام ده عشان المستقبل، اللي عنده رأي يقوله، واللي مش منسجم مع المجموعة يستقيل علشان تبقي فيه وحدة فكرية تقدر تمشي البلد. وأضاف موجها حديثه لأعضاء المجلس: لازم تعرفوا نظامنا إيه ووضعنا إيه ومحناش انجلترا، احنابرضه ثورة وثورة مستمرة، احنا مش مجلس وزراء طالع من حزب سياسي نتيجة انتخابات جماهيرية، احنا بنتكلم علي الجماهير ومن هي الجماهير، الوزير ومن هوالوزير في أي بلد.