استفتاء اليوم علي تعديل بعض مواد الدستور، هو الاختبار الأول للشارع المصري، بعد نجاح ثورة 52 يناير، وما تحقق من تغيير، وانتصار لكرامة الإنسان المصري، وحان الوقت للحفاظ علي مكاسب الثورة، وإعادة صياغة المستقبل، مما يستوجب المشاركة الإيجابية، لتعويض ما فات، والإسراع لتلبية نداء الواجب. لم يعد هناك مبرر، للعزوف عن المشاركة الإيجابية في صنع المستقبل، الذي يبدأ من صندوق الاستفتاء، فقد حطمت الثورة جدار الشك في تزوير إرادة الشعب، وحان الوقت لتأكيد وترسيخ قيمة رأي المواطنين، في اختيار مستقبلهم، ومستقبل أبنائهم. في 52 يناير، فجر الشباب ثورة الشعب، واليوم يأتي دور المشاركة الجماعية، ليخرج الجميع، سواء كبارا وصغارا من أجل قول رأيهم، ويبرز دور الشباب الأكثر أهمية، فالذهاب إلي صناديق الإقتراع واجب قومي، تفرضه الوطنية، وتلزمنا جميعا بعدم التخاذل عن الإدلاء بأصواتنا، لنؤكد حبنا لمصرنا، مما يستلزم علينا حماية التجربة الديموقراطية، والحفاظ عليها، دون تهاون في أي تجاوز يشوبها، حماية لمكاسب الثورة. انطلاق ثورة الشعب، وانتصاره في الخلاص من النظام الذي قيد حرياته، يعطينا الأمل في قدرة هذا الشعب علي صنع مستقبل أفضل للبلاد، في الوقت الذي يؤكد قدرته علي رفض الخطأ، وتأييد الصواب، وهذا ما يؤكده ضجر الشارع المصري من استمرار التظاهرات الفئوية التي بالغ فيها أصحابها، وما حملته بعضها من تجاوزات، أعاقت عجلة الإنتاج، وهددت التنمية، وأثرت سلبا علي الإقتصاد المصري. ثورة 52 يناير، أطلقت شرارة التغيير، ولكن التغيير ذاته، يحتاج إلي تغيير ما بأنفسنا، وهذا يتطلب إعمال الضمائر، وتنقية النفوس من الأحقاد، وإذكاء الحب وإفشاءه بين الناس، ولو تحقق ذلك، لكان التغيير للأفضل الذي نريده، ولاختفت الضغائن بين النفوس، وتحقق الأمل. صندوق الاستفتاء اليوم ينتظر الأحرار، ليقولون رأيهم سواء بنعم أو لا، فكلا الرأيين يؤكدان صوت الأحرار، في أول انتخابات حرة، نتمناها هكذا، يؤكدها ما سيدور من استفتاء، في تجربة تقدم للشعب مؤشراتها ودلالاتها لما ستكون عليها انتخابات مجلس الشعب، وانتخابات رئيس الجمهورية الجديد. اليوم هو الاختبار الأول، علي طريق الممارسة الديموقراطية، بعد ثورة الشعب، التي انطلقت لتغيير ملامح الحياة السياسية في مصر، لتؤكد حق الجميع في تقرير المصير، والذي يحتم علينا عدم التفريط فيه، إكراما لروح شهداء الثورة، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تلك الخطوة، فليس من المعقول أو المقبول أن نتكاسل في الذهاب إلي صناديق الاستفتاء، ثم تنطلق أصوات التشكيك التي ليس لها سبيل الآن. حان الوقت لتبدأ عجلة التغيير، وليبدأ الشارع المصري في استشعار مكاسب الثورة، وجني ثمارها، والتخلص من المعاناة التي ألهبت سياطها حياة المواطنين، ولنبدأ استقرارا، وأمنا وأمانا، ولنقضي علي فلول البلطجة التي استشرت أفعالها، في وقت ما أحوجنا فيه لجهد المخلصين من أبناء الوطن، لعزف سيمفونية الخلاص من كل سيء، يهدد أمن الوطن، وأمان مواطنيه. الآن، كل الجهود مطلوبة، والمشاركة الإيجابية هي الوسيلة، والغد الأفضل هو الهدف، وإعمال الضمير هو المآل، وليس بغير ذلك تتحقق نهضة الشعوب.. أليس كذلك؟!