لقد تحملت القوات المسلحة عبئا كبيرا، لإنجاح ثورة 25 يناير، مؤكدة أنها الدرع الواقية، بما لها من دور عظيم، في أمن الوطن وأمان المواطن، والذي لا يقل بمشاركتها، عما حققته من انتصار في حرب أكتوبر. ما يتحقق الآن علي أرض مصر، من انتصار لكرامة الإنسان المصري، وحماية لثورته، بالحفاظ علي مكاسب الثورة، من فضح للفساد والمفسدين، وما يتحقق من تطهير للمجتمع من أمراضه التي أصابته في الأعوام السابقة، وما يتم من تعديل للدستور، وإعادة صياغة لمستقبل مصر، يستوجب علينا المشاركة الإيجابية، للنهوض بالوطن، علي طريق تعويضه ما فات، بالإسراع نحو تلبية نداء الواجب. ليس من الثورة، ولا من مقدراتها، أو أهدافها، أن يسمح لأصوات الانتهازيين أن تعلو، بدعاوي التغيير المغلوطة، وهم الفئة الباحثة عن تحقيق مآربها الشخصية، كما أنه ليس من العدل أن نترك لتلك الفئة أن تعبث بمقدرات الشعب، ويترك لها السعي نحو سرقة مكاسب الثورة، تلك الفئة هي التي تندس وسط التجمعات الفئوية، تدعوها للتظاهر، وتدس سموم شائعاتها بدعوي التشكيك في جميع قياداتها، في نفس الوقت الذي تحرض فيه علي عدم العمل، لتوقف عجلة الإنتاج، محققة ما يطلق عليه الفوضي الخلاقة، التي تخلق مناخا يمكن الانتهازيين، من الحصول علي مكاسب ليست من حقهم، ولا تمكنهم قدراتهم من الحصول عليها، إلا إذا وجدت تلك الفوضي. إن خطر الفوضي الخلاقة تلك، يتهدد أمن الوطن وأمان المواطن، ليخلق معاناة من نوع جديد يعاني منها الشارع المصري، ويؤكدها تبديد جهود القوات المسلحة وتشتيتها، وتعطيل مسيرتها نحو تحقيق الأفضل للمواطنين، مما يستوجب تصدي المواطنين جميعا لأمثال هؤلاء الانتهازيين من المحرضين، لإعادتهم إلي جحورهم، حتي لا يسرقوا مكاسب ثورة الشعب، بما يدعون من ادعاءات باطلة يريدون بها سلب مكاسب الثورة لأنفسهم! لعنة الله علي الانتهازيين، وكفانا معاناة منهم، فهؤلاء هم من سلبونا مقدراتنا في الأزمنة الماضية، لقد حان الوقت لندعم منظومة الإخلاص لمصرنا الحبيبة، بعيدا عن الانتهازيين الذين يتوارون في ثوب التغيير المغلوط، وهم الذين يجعلون من أنفسهم أوصياء علي مقدرات الوطن، وما أقبحهم من نفوس مريضة تعمل من أجل مصالحهم الشخصية، وقدراتهم المشبوهة تفضحهم، ولنبحث عن مصالح هؤلاء المدعين، حتي ندرك مآربهم قبل الانسياق وراء توجهاتهم، لنأمن خطرهم الذي يتهددنا. بارك الله في ثورة شباب مصر، وبارك الله في شعب مصر، وبارك الله في قواتها المسلحة حامية مقدرات الوطن، وآن الأوان أن تضع حكومة الثورة آليات لكبح جماح الانتهازيين، حماية للوطن والمواطنين من سمومهم التي تعرقل مسيرة الإنتاج، وكفانا عبثا، ولنبدأ المسيرة بنقاء نفوس، لنستشعر المكاسب الحقيقية للثورة، ولتبدأ السواعد في العمل من أجل الشباب والمستقبل، ولتكف الأبواق عن الصراخ، فقد أصبحت الثورة واقعا، ولم يتبق سوي العمل والعمل، ولم يعد بيننا مكان لمن يحاول سرقة مقدراتنا وجهودنا وعرقنا، ولنقول لهم ليس بيننا مكان لأمثالكم.. أليس كذلك؟!