بينج تجاوز البروتوكولات الدبلوماسية تقديراً للرئيس المصري أمطار الخير في استقبال السيسي بشيامين.. والإعصار السنوي يغير من اتجاهه نحو كمبوديا زوما أصبح حليفاً لمصر بعد أن شوهت الإرهابية علاقتنا بجنوب إفريقيا أسرار لقاءات الرئيس مع قادة الصينوروسياوجنوب إفريقيا والهند في شيامن قبل لحظات من وصول طائرة الرئاسة التي تقل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي مطار شيامن.. المدينة الساحلية بالصين توقف سقوط الأمطار التي كانت مصاحبة لاعصار متوقع حدوثه في هذا التوقيت من العام.. وفي العام السابق أطاح هذا الإعصار بأكثر من 10 آلاف شجرة.. وتسبب في أضرار كثيرة.. إلا أن هذا العام.. غير الإعصار في هذه اللحظة من اتجاهه.. وسار نحو كمبوديا وتوقفت الأمطار. وفي اللحظة التي ظهرت طائرة الرئاسة وهي تقترب من ممر الهبوط في المطار انهمر المطر بشدة حتي هبطت الطائرة واتخذت موقعها المحدد لخروج الرئيس ومن معه.. وفي لحظة الخروج تتوقف الأمطار مع بداية الزيارة.. وتشرق الشمس من جديد علي شيامن طوال فترة انعقاد مؤتمر البريكس مع حلول الرئيس السيسي علي هذه الجزيرة التي تقع في جنوبالصين وتعتبر من أهم المدن الساحلية هناك.. والتي يبلغ تعداد سكانها 3٫5 مليون نسمة ويزورها سائحون من مختلف العالم يصل تعدادهم إلي 10 ملايين سائح سنويا. في شيامن عقد المؤتمر الاقتصادي المهم البريكس الذي يعتبر تجمعا اقتصاديا مهما يجمع بين الصينوروسياوالهندوجنوب إفريقيا.. ووجهت الصين الدعوة لمصر هذا العام لتكون دولة مشاركة في المؤتمر.. تمهيدا لانضمامها لهذا التجمع الاقتصادي المهم. هناك التقي الرئيس السيسي بالقادة الأربعة لهذه الدول في لقاءات ثنائية.. فالتقي مع الرئيس شي جين بينج رئيس الصين.. وهو اللقاء الخامس بينهما.. ثلاثة منها كانت في الصين والرابع في القاهرة.. في هذا اللقاء المهم كانت النظرة الصينية مختلفة عن اللقاءات الأربعة فقد أبدي الجانب الصيني اهتماما غير عادي بالتعاون المشترك بين مصر والصين.. وانعكس هذا الاهتمام في التقدير لشخص الرئيس الذي ظهر جليا في تقديم السيسي عن باقي الزعماء بصورة لافتة.. حتي في الصورة التذكارية للمؤتمر ليكسروا كل أصول البروتوكول من أجل توصيل رسالة مهمة وهي تقدير الصين للرئيس عبدالفتاح السيسي ولمصر.. فوقف الرئيس المصري في منتصف الصورة.. وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون الذين تابعوا مؤتمر البريكس من جميع أنحاء العالم حفاوة وتقديرا بالغا من الصين للرئيس المصري. في اللقاء الثنائي طالب الرئيس الصيني بضرورة العمل علي تقليص فارق العجز في الميزان التجاري بين مصر والصين.. وأمر فوراً بإقامة سلسلة معارض للمنتجات المصرية في الصين.. من أجل تسويق المنتج المصري في هذه الدولة كثيفة السكان.. وهو أمر في غاية الأهمية لمنافسة المنتج المصري للمنتجات الصينية في السوق الصيني ذاته.. بالإضافة إلي اتخاذ حزمة إجراءات من أجل تسهيل دخول المنتج المصري ونقله من مصر إلي السوق الصيني بدون عقبات أو مشاكل تحول دون ظهور المنتجات المصرية في الأسواق الصينية. بشرة خير ومن الرئيس الصيني إلي الرئيس بوتين الزعيم الروسي والذي كان لقاؤه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي فاتحة خير حيث اتفق الجانبان علي مجموعة أمور مهمة.. لعل أهمها عودة السياحة الروسية إلي مصر في أقرب وقت.. وترجم ذلك بتصريح من وزير النقل الروسي الذي حدد هذا الوقت بأنه سيكون في غضون شهر. وخلال اللقاء أعرب الرئيس الروسي عن تطلعه إلي أن يكون موجودا في حفل وضع حجر الأساس للمفاعل النووي بالضبعة والذي ستقوم روسيا بإنشائه في مصر.. وهو العمل الثاني المهم في تاريخ البلدين بعد السد العالي.. والذي سيعتبر علامة بارزة في تاريخ التعاون بين مصر وروسيا. وفي ذات اللقاء كانت الرؤي بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس بوتين متطابقة ومتشابهة في جميع القضايا المشتركة علي الصعيدين العربي والدولي وتم الاتفاق علي إنهاء جميع الدراسات الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس والتي تعتبر خطوة مهمة خاصة أنها استثمارات روسية بالمليارات توفر أكثر من 35 ألف فرصة عمل. كسبت أخاً أما رئيس وزراء الهند ناربندا مودي.. فاستهل لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي بقوله: »سيدي الرئيس هل أناديك بذلك أم يا صديقي العزيز.. أم يا أخي العزيز.. وأنا أفضل أن أناديك بأخي العزيز.. حيث إنني منذ اللحظة التي التقينا فيها لأول مرة.. شعرت انني كسبت أخاً عزيز.. بهذه الكلمات بدأ اللقاء الثنائي وعليك أن تدرك منحي الحوار بعد ذلك.. فالحميمية والرغبة في التعاون مع مصر.. وكذلك التقدير البالغ لشخص الرئيس.. واحترامه وتوقيره بصورة لافتة للنظر من جانب رئيس وزراء الهند كانت السمة الغالبة في هذا اللقاء الذي نوقشت فيه العديد من الأمور السياسية والاقتصادية.. ففي الجانب السياسي تطابقت الرؤي بين البلدين في جميع القضايا.. أما من الناحية الاقتصادية فقد أعرب الرئيس الهندي عن رغبة بلاده في فتح المجالات أمام الاستثمار الهندي في مصر بصورة كبيرة.. أيضا فتح الأسواق الهندية أمام المنتج المصري.. وتقديم جميع المساعدات التي تحتاجها مصر من أجل أن تنطلق اقتصاديا نحو المستقبل. وفي اللقاء الرابع والذي كان مع زوما رئيس جنوب إفريقيا كان الانعكاس الحقيقي لنجاح السياسة الخارجية المصرية في تعميق صورة مصر الحقيقية وتغيير مفاهيم كثيرة كانت مغلوطة وتروج لها.. فقد كانت جنوب إفريقيا واحدة من الدول التي استغلتها الجماعة الإرهابية للترويج لمفاهيم خاطئة حدثت في مصر عقب ثورة 30 يونيو.. وكان لهذه الدولة الإفريقية مواقف علي عكس اتجاه مصر.. وبعد ثلاث سنوات تغيرت الصورة تماما وأصبحت علي العكس.. حيث أعرب زوما عن ترحيبه بالرئيس السيسي وتقديره لشخصه علي ما يقوم به من أجل شعب مصر ومستقبل هذا البلد الإفريقي المهم.. ودعا الرئيس لحضور مؤتمر البريكس في نسخته الرابعة الذي سيعقد في عاصمة جنوب إفريقيا من العام المقبل.. وهو تطور مذهل في العلاقات الثنائية بين البلدين بعد سنوات شوهت فيها العلاقة بعد أن روجت الإخوانية الإرهابية لمفاهيم خاطئة.. ولم تكن الصورة كاملة لدي المسئولين في جنوب إفريقيا.. ونجح الرئيس عبدالفتاح السيسي في زياراته الدولية في تغيير هذه الصورة في بلدان كثيرة وكان من بينها جنوب إفريقيا التي تحولت إلي حليف لمصر.. بعد أن كانت تقف علي أقصي اليسار منها. المحطة الثانية ومن شيامن إلي فيتنام.. كانت المحطة الثانية في رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. إلي البلد الذي يصل اجمالي الناتج المحلي فيه إلي 200 مليار دولار ويصل متوسط دخل الفرد فيه إلي 2300 دولار وإجمالي صادراتها العام الماضي 169 مليار دولار.. وتأتي أهمية هذه الزيارة إلي كونها أول زيارة لرئيس مصري لهذه الدولة.. وأيضا للاستفادة من ثلاثة أمور مهمة تتفوق فيها فيتنام عالميا وهي: • تجهيز المناطق الصناعية. • إنشاء الترسانات البحرية. • الاستزراع السمكي. وهذه الأمور الثلاثة كانت محور زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي فيتنام.. وهو ما أعرب عنه رئيس فيتنام تران داي كوانج في ترحيبه بتقديم جميع إمكانيات فيتنام في هذه الأمور الثلاثة لمصر.. من أجل الاستفادة بها.. وطالب بالسعي نحو زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وفيتنام إلي مليار دولار في العام. ومن جانبه عقد رئيس وزراء فيتنام نوني سوان فوك لقاء مع الرئيس حضره جميع الوزراء الفيتناميين من أجل بحث جميع سبل التعاون بين مصر وفيتنام في جميع المجالات. وخلال هذا الاجتماع تم الاتفاق علي عدد من الاتفاقيات المهمة في المجالات الثلاثة السابقة والتي ستري النور خلال أيام.. وأعرب رئيس الوزراء الفيتنامي عن رغبة بلاده في زيادة صادرات فيتنام من القطن المصري والأدوية.. وإقامة احتفالية مشتركة العام المقبل بمناسبة مرور 55 عاما علي العلاقات المصرية الفيتنامية.. ووجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي علي قيام مصر بإجلاء الرعايا الفيتناميين في 2012 و2014 من ليبيا.. حيث قامت مصر بذلك دون أن تنتظر أمرا من فيتنام.. وانما هي مصر العظيمة القادرة علي المساعدة تقدمها دون أن تنتظر مقابل هذه المساعدة. جولة ناجحة.. تضاف إلي رصيد الجولات الخارجية الناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أيام من توجهه إلي الأممالمتحدة لإلقاء بيانه المهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في رابع زيارة للرئيس منذ توليه مقاليد الحكم وقد استقر في أذهان أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة أنهم يقفون أمام شخص فريد يحمل علي عاتقه مستقبل النهوض بأمة كانت تحتضر.. وجاء هو ليكون الذراع التي تنتشلها نحو مستقبل رفيع قادم.