زيارة خضراء .. لمدينة خضراء وقائع القمة السابعة مع بوتين والخامسة مع بينج ورسائل السيسي للبريكس اختار الصينيون أغنية مصرية كلاسيكية، لتعزف في حفل العشاء الفني الذي دعا إليه الرئيس الصيني شي جين بينج مساء أمس الأول لتكريم قادة دول »البريكس»، وقادة الدول ضيوف الشرف في قمة »شيامن» ومنهم الرئيس عبدالفتاح السيسي. كان الاختيار معبراً بدقة عن »مصر الجديدة» التي قال عنها الرئيس بينج للرئيس السيسي في لقائهما منذ 12 شهراً علي هامش قمة »هانغجو» لمجموعة العشرين: إن مصر تحت قيادتكم قد اختلفت وباتت في صورة جديدة نقدرها. في الحفل.. عزفت فرقة الموسيقي الصينية، مقطوعة »طلعت يا محلي نورها» لفنان الشعب سيد درويش، مصحوبة بعرض مبهر لصور الأهرامات ونهر النيل، وشعر الرئيس السيسي ومرافقوه من أعضاء الوفد المصري بالسعادة، وكما قال لي أحد كبار مرافقي الرئيس: أحسسنا فعلاً أن شمس مصر قد سطعت من جديد بنورها المحبب في سماء السياسة الدولية، وتذكرنا كيف كانت تلك الشمس غائبة منذ 4 سنوات، تحت غيوم التقوقع من جانبنا، وعدم الفهم من جانب آخرين! أمام أطباق المأكولات البحرية الصينية التي قدمت لضيوف الحفل، في الطابق الثاني بمركز المؤتمرات الضخم المطل علي ساحل جزيرة »شيامن» عند مضيق »تايوان»، جلس القادة العشرة علي المائدة الرئيسية يتوسطها المضيف الرئيس بينج الذي كان يجلس إلي يمينه الرئيس الروسي ڤيلاديمير بوتين، وإلي يساره مباشرة الرئيس السيسي في إشارة تقدير لاحظها الجميع لمصر ورئيسها، وتعبير عن عمق الصداقة المصرية - الصينية التي دفعت بينج لأن يحرص علي دعوة السيسي لحضور قمة البريكس، بعد عام من دعوته لحضور قمة العشرين، ولأن يقول له في مستهل قمتهما الثنائية أمس: إننا نعتز بمصر الدولة القائدة في العالم العربي وأفريقيا والعالم الإسلامي. كان الحفل في ليل يوم، استهله الرئيس بلقاء منتدي أعمال دول البريكس، في جلسة خاصة عن مصر ثم لقاء القمة السابع الذي جمعه بالرئيس الروسي بوتين في غضون 3 أعوام، وجاء عشية يوم طويل، بدأه الرئيس السيسي بلقاء القمة الخامس، منذ تولي منصبه، مع الرئيس الصيني، ثم كلمته في قمة الحوار بين دول »البريكس» والدول ذات الاقتصادات البازغة والدول النامية، وفي إشارة أخري لتقدير الصين لمصر، كانت كلمة الرئيس السيسي هي الأولي في هذه القمة بعد كلمة رئيس الدولة المضيفة. في أعقاب القمة، التقي الرئيس السيسي مع ناريندرا مودي رئيس الهند، ثم التقي مع الرئيس زوما رئيس جنوب أفريقيا في اجتماع يستأنف مسيرة علاقات تعاون وصداقة، بعد ابتعاد بين بلدين هما الأكبر في القارة الأفريقية، في أقصي شمالها وأقصي جنوبها، ويربطهما غير علاقات النضال والمساندة، مشروع حلم هو طريق »القاهرة- كيب تاون» الذي سيغير وجه الحياة في أفريقيا. • خلال حفل العشاء، دارت حوارات بين الرئيس السيسي وعدد من رؤساء الدول التسع المشاركين في قمة »شيامن»، وكان أبرزها حوار بين السيسي وبوتين رغم مرور بضع ساعات فقط علي القمة التي جمعت بينهما. استكمل الرئيسان النقاش حول قضايا ثنائية ودولية تطرقا إليها في المباحثات، وأثار الرئيس السيسي قضية المذابح التي يتعرض لها مسلمو »الروهينجا» في ميانمار، كنموذج لإبادة يتعرض لها شعب وسط صمت دولي، وكوقود لاشعال التطرف والإرهاب، واتفق الرئيسان علي إصدار بيان مشترك يؤكد علي موقفهما الموحد من ضرورة وقف أعمال العنف فوراً ودعوة حكومة ميانمار لإنهاء الأعمال العدائية. اتسم لقاء القمة السابع بين السيسي وبوتين، كما هي العادة في قمم الرئيسين، بالمودة الشخصية والتقدير المتبادل بين البلدين، والحرص علي توطيد أواصر التعاون بين روسيا التي وصفها السيسي في كلمته أمس في قمة حوار »البريكس» مع الدول البازغة، بأنها أحد أكثر الدول ثراء في العلوم والثقافة والفنون وأنها الدولة التي ساندت آمال الشعب المصري وقضاياه منذ خمسينيات القرن الماضي، وبين مصر التي قال عنها بوتين في لقائه أمس الأول بالسيسي إنها الدولة ذات الدور الإقليمي الأبرز، الحريصة علي تسوية مشكلات منطقتها، والبلد الذي تحرص روسيا علي تعزيز علاقات الصداقة والتعاون معه. كانت علاقات الدفء الحميمة تظلل قمة السيسي وبوتين الذي استقبل الرئيس المصري في مقر إقامته بفندق »كيمبنسكي» بمودة ظاهرة، ورغم جدية المباحثات، لم يخل اللقاء من خفة ظل. في مستهل اللقاء.. قال الرئيس السيسي للرئيس بوتين: كيف حالك؟.. فرد بوتين باللغة الروسية: ممتاز. غير أن المترجم المرافق لبوتين لم يسمع ما قاله، فطلب منه أن يعيد إجابته.. فرد بوتين بصوت عال: ممتاااز. وضحك الحاضرون، وعقب بوتين ضاحكا قائلاً لمترجمه: يبدو أنك ضعيف السمع، مع انك مازلت شاباً! في تلك القمة.. عبر بوتين عن تقديره الخاص لدور مصر في حل الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، خاصة دورها في التهدئة بسوريا. وأكد الرئيسان علي العلاقة الخاصة التي تربط البلدين، ودعا الرئيس السيسي بوتين إلي زيادة الاستثمارات الروسية في مصر، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في القمم السابقة، وتقرر الاسراع باتخاذ إجراءات إنشاء منطقة صناعية روسية كبري شرق بورسعيد في إقليم قناة السويس. وعرض الرئيس بوتين مطلب تحالف من شركتين روسية ومجرية لتصنيع 700 عربة قطار تعتزم مصر الحصول عليها لتحسين كفاءة مرفق السكك الحديدية، ورد الرئيس السيسي، مرحباً بالتعاون في هذا المجال، وموضحا ضرورة النزول بسعر التوريد الذي عرضه هذا التحالف ليماثل الأسعار المعروضة من شركات أخري. وأشاد بوتين بالتقدم الملحوظ في مجال اهتمام مصر بالإجراءات الأمنية في مطاراتها، وهو ما عبرت عنه تقارير الخبراء الروس في زياراتهم المتتالية لمصر. وعبر عن أمله في استئناف الرحلات الجوية بين البلدين قريباً فور انتهاء المشاورات الفنية. وقبيل نهاية اللقاء.. قال الرئيس السيسي ان اتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية أوشك علي الانتهاء، وانه سيتم توقيعه قبيل نهاية العام في مصر. ثم دعا السيسي الرئيس بوتين إلي زيارة مصر بعدها لوضع حجر الأساس لهذا المشروع الضخم الذي يعد علامة كبري جديدة علي علاقات التعاون المصري الروسي، ورحب بوتين بالدعوة، وقال إنني فعلاً مهتم بزيارة مصر وحضور هذه المناسبة، وطلب أن يتم ترتيب موعد الزيارة بين المسئولين الدبلوماسيين في البلدين. في الصباح الباكر من يوم أمس.. التقي الرئيس السيسي مع الرئيس بينج في لقاء قمة موسع حضره أعضاء الوفدين، وضم من الجانب المصري سامح شكري وزير الخارجية، د.محمد شاكر وزير الكهرباء، د.سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، الدكتور هشام عرفات وزير النقل. كما ضم اللواء مصطفي شريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الوزير خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية، السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. القمة الخامسة بين الرئيسين انعقدت في قاعة الاجتماعات الكبري بمركز المؤتمرات الضخم في مدينة »شيامن». الجو خارج القاعة كان رطباً، بفعل أمطار متقطعة، كانت أشبه بالسيول في ليل الأحد، عند وصول طائرة الرئيس إلي مطار »شيامن»، وسطعت الشمس في ذلك الصباح وسط سماء صافية يبدو معها وكأنها لم تعرف الأمطار. مدينة »شيامن»، المعروفة بمدينة فن الموسيقي والرسم في الصين، هي واحدة من عجائب الصين. الطبيعة هي هبة »شيامن»، تراها مدينة خضراء في كل ربوعها، كأنها حديقة كبري مزدانة بالورود والزهور من مختلف الألوان تتوسطها شجيرات صغيرة بمختلف درجات اللون الأخضر وتحيط بها أشجار عالية ونخيل، هذا المشهد تراه في الشوارع والميادين وحتي علي جانبي أسوار الكباري. الدقة هي عنوان كل شيء في »شيامن».. في الطرق، والعمارة، بجانب تصميم الحدائق التي تمتلئ بصفوف تماثيل الأطفال وشباب في وضع حركة منظم، يبدو لك وأنت تشاهدها من السيارة وكأنها تتحرك. في قلب المدينة.. ناطحات سحاب ومبان تجارية شاهقة علي الطراز الأوروبي، وعند أطرافها مبان محدودة الارتفاع من طابقين علي الطراز الصيني، بينما تطل من المرتفعات التي تحيط بالمدينة معابد بوذية يختلط فيها اللون الذهبي باللون الأحمر. إجراءات الأمن هنا في »شيامن» لا تعرف الهفوة، التفتيش يتم بمنتهي الدقة في الفنادق، وفي مركز المؤتمرات، وحتي عند ركوب الحافلات، مصحوباً بأجهزة كشف متقدمة، تظهر صور وبيانات كل من يخضع للتفتيش. مثلما مدينة »شيامن» خضراء في مشهدها وروحها، كانت زيارة الرئيس السيسي لها خضراء أيضاً، سواء في شقها الثنائي مع قادة الأقطاب العالمية الثلاثة الذين التقاهم، بوتين وبينج ومودي، ورئيس القطب الإفريقي الجنوبي زوما، أو في شقها متعدد الأطراف، خلال مشاركته في منتدي الأعمال ثم قمة الحوار لدول البريكس والدول البازغة. في لقاء القمة المصرية - الصينية، الذي شاهدت جانباً منه داخل القاعة.. قال الرئيس الصيني للرئيس السيسي: »فخامة الرئيس إنني سعيد جداً بلقائكم مرة أخري في الصين، وإنني اعتز بمصر كدولة كبري في العالم العربي وأفريقيا والعالم الإسلامي، وأتابع ما يجري بها من تنمية اقتصادية وكذلك دورها المتنامي إقليمياً ودولياً، وسوف ندعم مصر لتقوم بدور أكبر في الشئون الدولية». وأضاف بينج: »إن توجيه الدعوة لكم لحضور حوار البريكس والدول البازغة، يأتي من واقع اهتمامنا بدور مصر وتطلعاتنا لها للقيام بدور دولي أكبر وأوسع، ونحن لدينا توافق ونثق بأن مصر سوف تسهم في تعزيز التنمية وحوكمة الاقتصاد العالمي وتنمية الشراكة بيننا». ورد الرئيس السيسي بكلمة قال فيها: إنني أشكر لكم هذه الدعوة، وأسجل تقديري لما وصلت إليه العلاقات المصرية - الصينية، ونحن حريصون علي أن تعبر الشراكة الاستراتيجية بيننا عن معناها بكل دقة. وأضاف الرئيس قائلاً: نحن في مصر نبذل جهدنا ونعزز قدراتنا لتنفيذ مبادرتكم بطريق الحرير الذي تعد قناة السويس أحد محاوره، وقمنا بالفعل بإنجاز مشروع ازدواجها، واتخذنا إجراءات واسعة لتشجيع مناخ الاستثمار، ونحن مهتمون بالشراكة الاقتصادية مع دول البريكس. وعبر الرئيس بينج عن حرصه علي تشجيع الشركات الصينية علي زيادة الاستثمار في مصر، وأبدي الرئيس السيسي إعجابه بالشركات الصينية ومساهمتها في حركة التنمية خاصة في قطاعي النقل والكهرباء. وجري خلال القمة استعراض عدد من المشروعات المشتركة والتقدم الجاري في تنفيذها، ومناقشة سبل زيادة التبادل التجاري وتشجيع الصادرات المصرية للصين. وفي ختام المباحثات.. شهد الرئيسان مراسم التوقيع علي 3 اتفاقيات.. الأولي لتمويل إنشاء خط القطار الكهربائي الذي يربط مدينة السلام بمدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية، مروراً بمدن العبور والشروق والروبيكي بامتداد 66 كيلومتراً، بموجب قرض قيمته 745 مليون دولار يشمل إنشاء الخط الحديدي و11 محطة وتوريد القطارات الكهربائية، يسدد علي 15 سنة بعد فترة سماح 5 سنوات وبفائدة ميسرة متوسطها 1.8٪. الثانية خاصة بتقديم منحة 45 مليون دولار لتصنيع وإطلاق القمر الصناعي »مصر سات 2». والاتفاقية الثالثة خاصة بالتعاون الأمني بين وزارتي الداخلية في البلدين. وقد سبق القمة توقيع اتفاق في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول قيمتها مليار دولار لإنشاء المرحلة الثانية من خطوط نقل التيار الكهربائي بالجهد الفائق لمختلف أنحاء الجمهورية، وهو مشروع ضخم وضروري لتحسين نقل الكهرباء، بعد إنشاء محطات التوليد العملاقة الجديدة. آفاق التعاون مع الصين، لا تقتصر علي تلك الاتفاقيات، هناك مشروعات أخري يجري دراستها، أهمها طريق »العلمين- العين السخنة»، والطريق الحر الممتد بين مدينة أكتوبر وأسوان عبر الصحراء الغربية، بجانب مشروع إنشاء رصيف بحري متعدد الأغراض بميناء الإسكندرية يرفع طاقة الميناء بنسبة 80٪ في استقبال سفن الحاويات. في أعقاب قمة الحوار التي عقدت بعد ظهر أمس.. التقي الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وتركز اللقاء علي علاقات التعاون بين البلدين خاصة في مجال تشجيع الاستثمارات الهندية بمصر والبالغ حجمها 3 مليارات دولار، وأكد مودي أهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، وعبر الزعيمان عن حرصهما علي تعزيز التعاون في مجال تدريب وتأهيل العمالة وكذلك المجالات التكنولوجية، واتفقا علي عقد اللجنة الوزارية المشتركة من أجل الإعداد الجيد لزيارة رئيس الوزراء الهندي المقبلة إلي مصر. وفي لقائه مع جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا التي تستضيف القمة المقبلة لدول البريكس العام المقبل، أكد الرئيس حرصه علي تطوير علاقات التعاون والتنسيق مع جنوب أفريقيا، ومع دول تجمع البريكس الذي يعد واحداً من أهم التجمعات العالمية. وأشاد زوما بدور مصر المحوري في أفريقيا والشرق الأوسط، وأكد حرص بلاده علي دعوة مصر للمشاركة في قمة »البريكس» العام المقبل بجنوب أفريقيا. ومن جانبه دعا السيسي، زوما، إلي زيارة مصر للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب خلال نوفمبر المقبل، وفي منتدي أفريقيا -2017 في ديسمبر، والمقرر عقدهما بشرم الشيخ، ورحب رئيس جنوب أفريقيا بالدعوة معبراً عن تطلعه لزيارة مصر. أكثر من رسالة، وجهها الرئيس السيسي في كلمته خلال منتدي أعمال البريكس أمس الأول، وأمام قمة الحوار بين المجموعة والدول ذات الاقتصادات البازغة. حرص الرئيس في رسائله علي أن يقدم صورة مصر الحقيقية التي لا تعوقها حربها ضد الإرهاب واستعادة الاستقرار والأمن، عن إجراء إصلاحات اقتصادية طموح، يتحملها شعبها العظيم بصبر وإدراك، أدت إلي رفع معدل النمو إلي 4.3٪ وخفض التضخم وعجز الموازنة إلي 10٪ ورفع الاحتياطي النقدي إلي 36 مليار دولار. وأشار في هذا الصدد إلي استفادة مصر من تجربتي البرازيل في الخصخصة مع توسعة الحماية الاجتماعية، والهند في التطوير التكنولوجي لمنظومة الدعم. وعرض الرئيس ما تحقق من تيسيرات للاستثمار ومنح التراخيص للمشروعات في 7 أيام بدلاً من 600 يوم. كما قدم صورة كاملة للمشروعات القومية العملاقة سواء في إنشاء المدن الجديدة والعاصمة الإدارية واستصلاح 1.5 مليون فدان وإنشاء 5 آلاف كيلومتر من الطرق ومحطة نووية لتوليد الكهرباء وإقامة محور للتنمية بقناة السويس، وتسيير 7 أنفاق أسفل القناة، وكذلك إنشاء مجتمعات سياحية جديدة علي طول ساحلي البحر المتوسط والبحر الأحمر. وكان الرئيس محدداً في رسائله لقادة دول البريكس والدول البازغة، وهو يؤكد أن مصر لديها ما تقدمه للتجمع من إمكانات حالية ومستقبلية لاسيما من خلال محور قناة السويس الذي يفتح منافذ جديدة وهائلة أمام التفاعل الاقتصادي لهذه الدول. وأعرب عن استعداد مصر للدخول في علاقات تعاون ثلاثي مع دول البريكس في أفريقيا، داعيا إلي استفادة الدول البازغة ومنها مصر من الأدوات المالية التي يقدمها بنك التنمية لدول البريكس وفق ترتيبات أكثر مرونة للدول غير الأعضاء فيه. أيضاً وجه الرئيس رسالة واضحة بإنشاء نظام اقتصادي عالمي عادل وشفاف يعزز مشاركة الدول النامية، وإلي عدم اعتبار مسألة تمويل الدول النامية شأنا يخصها ويضع عبء تنميتها علي الدول النامية الأخري. واقترح الرئيس تشكيل مجموعة اتصال مصغرة للدول المشاركة في قمة »شيامن»، وإيجاد آلية مناسبة للحوار بين تجمع البريكس والدول النامية التي يمكن أن يكون لها إسهام في هذا التجمع. زيارة ناجحة بكل المقاييس إلي »شيامن» يختتمها الرئيس السيسي اليوم، متوجها إلي ڤييتنام في أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلي هانوي. هذه الزيارة المكثفة، التي عززت التعاون بين مصر وأصدقائها التاريخيين، الصينوروسياوالهند، أظهرت أيضاً أن مكانة مصر لم تعد هي فقط الموقع الفريد ولا الدور السياسي في منطقتها وقارتها، وإنما أصبحت انعكاساً لنهضة اقتصادية انطلقت علي طريقها، حفزت مجموعة العشرين إلي دعوتها لحضور قمتها في العام الماضي في الصين، وحضور قمتها في العام المقبل في الأرجنتين، ودفعت أيضا دول »البريكس» إلي دعوتها لحضور قمة »شيامن»، ولحضور قمة التجمع العام المقبل في جنوب أفريقيا.