كان صديقي محبا للكلاب بدرجة كبيرة.. يعرف أنواعها وطباعها.. متي تفرح ومتي تحزن وعندما كانت تمرض يتحول إلي طبيب بارع يعرف كيف يعالجها ويداوي آلامها. في مكتبته عديد من الكتب والمراجع حول الكلاب والتي تتمتع بصفات وخصال تفوق إنسانية البشر. وربما لا يعرف كثير من الناس أن الكلاب تبكي وتنساب دموعها في حالة الحزن الشديد والمعروف ان الكلاب تتمتع بالوفاء النادر لأصحابها.. وقد جربت ذلك بنفسي .. ويكفي أنها تعيش في بيتي رغم انني قط إبن قط!! المهم أن صاحبنا سافر للخارج للحصول علي الدكتوراة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد ان تردد كثيرا في السفر حتي لا يفارق كلبه ، وقام بمحاولات كثيرة مع السفارة الأمريكية لكي يسمحوا له بسفره مع كلبه وللأسف الشديد رفضوا. وبعد سفره بمفرده كانت معظم خطاباته ومكالماته تستفسر عن حالة كلبه وصحته وكان دائما ما يوصينا عليه. وبعد أقل من عام لقي الكلب مصرعه بعد أن صدمته سيارة مسرعة أمام منزل صديقي وكانت المرة الأولي التي يخرج فيها للشارع بمفرده. وكان أكثر ما يقلقنا نحن أصدقاءه كيف نبلغ صديقنا بالخارج بخبر وفاة كلبه العزيز؟ أحد الأصدقاء أرسل له خطابا أبلغه فيه بوفاة كلبه وبعدها فوجئنا جميعا بأن صديقنا قرر قطع علاقته معنا جميعا لأن الطريقة التي تم ابلاغه بها بوفاة كلبه أصابته بصدمة شديدة وأرسل لنا خطابا يحمل عتابا شديدا وذكر فيه انه كان يجب علينا أن نبلغه الخبر بطريقة أكثر تحضرا وشياكة..وواحدة واحدة..أي نبلغه علي مراحل.. كأن نقول له مثلا إن كلبك أصبح أكثر شقاوة.. وبعدها نقول له في مرة أخري إن كلبك تعود الصياعة ويخرج للشارع بمفرده ليلعب.. وهكذا. وبعد ما يقرب من 5 شهور توفيت والدة صديقنا المغترب واجتمعنا مع أفراد أسرته لنبحث كيف نبلغه بالخبر الحزين واقترح أحد الأصدقاء أن نرسل له برقية تقول »أمك أصبحت شقية وتخرج للشارع بمفردها«!! وبالفعل أرسل له الصديق البرقية وبعدها تلقي برقية من صديقنابالخارج تقول »وصلتني برقيتك والبقاء لله والحمد لله ان الله عوضني بك عن كلبي«!!