لم يتوقع أمير كرارة النجاح الكبير الذي حققه مسلسل »كلبش» بعد أيام قليلة من بدء عرضه علي شاشة رمضان، المسلسل بالنسبة لأمير مغامرة إجبارية كان لابد أن يخوضها للتجديد والتغيير الذي يخرج به من دائرة بعض الأدوار التي لازمته خلال السنوات الماضية، وهو في ذات الوقت عمل شائك يتناول قصة ضابط شريف يحاربه الفاسدون من كل اتجاه. نسب المشاهدة علي القنوات وعلي موقع »يوتيوب» أنصفت أمير خلال الأيام الماضية، ورأي الشارع انحاز له خاصة انه يقدم نموذجًا جديدًا للبطل الشعبي، لهذا كان الفارق كبيرًا بين نظرة أمير التي لمحتها في لقائنا العام الماضي في مثل هذا الوقت وبين حالته الآن، ولكنه يعترف أن النجاح أصابه ب»الخضة» وبدأ يفكر في الخطوة القادمة مبكرًا جدا.. ملحق الفنون التقي بسليم الأنصاري بطل »كلبش» وكان لنا هذا الحوار. عندما التقيت أمير كرارة عقب موسم رمضان الماضي كان في حيرة شديدة تجاه الخطوة القادمة، قال لي وقتها أن التغيير ضرورة حتمية، وأن الوقت قد حان ليبتعد عن شخصيات جسدها كثيرًا علي الشاشة حتي لو نجحت، ومن هنا كانت نقطة الإنطلاق للبحث عن عمل مختلف، وبين ترشيحات عديدة ومشروعات تم الاعداد لها ثم توقفت استقر أمير علي المخرج بيتر ميمي والمؤلف باهر دويدار اللذين كانا سببًا مباشرًا في تغيير جلد كرارة هذه المرة ومعهما شركة انتاج هي »فيردي» التي حرصت علي التعاون معه. • الآن أسأل أمير: هل تري أنك كنت علي حق في التغيير ؟ - يصمت قليلًا ثم يقول: الحمد لله، هذا كان رهانًا صعبًا بالنسبة لي، وكما قلت لك بعد عرض »الطبال» منذ عام لابد ان أغير جلدي، واختار عملًا مختلفًا، وبالفعل استغرقت وقتًا طويلًا في التحضير، والحقيقة أنني محظوظ بالتعاون مع المخرج بيتر ميمي والذي كان لنجاح مسلسله »الأب الروحي» دورً كبيرً في عملنا سويًا كما أن السيناريو المتميز للمؤلف باهر دويدار شجعني جدا علي الرهان علي تجربة جديدة حتي لو كانت خطيرة. هل كان لديك مخاوف قبل العمل، سواء من طبيعة الموضوع أو الأسماء التي تتعاون معها؟ فيما يتعلق بالأسماء لم يكن لي أية مخاوف علي الإطلاق، بالعكس كنت سعيدًا جدا وواثقًا من قدراتهم لأبعد حد، ولكن أي عمل جديد سيخيفني، طبيعة الموضوع شائك جدًا، خاصة أنني أعرض نموذجا موجود في الواقع بيننا وفي نفس الوقت مظلوم، هناك آلاف الضباط الشرفاء ولكن قليلين يجرؤون علي قول ذلك لأسباب عديدة، كما أننا نرصد الفساد المتغلغل في كثير من نواحي الحياة وأهمها وأخطرها، فساد الضمائر. ألم تخش من أن يقال أنك تحسن صورة رجال الشرطة ؟ - أنا منحاز في هذا العام للضابط الشريف المظلوم الذي تحاصرة الاتهامات طوال الوقت وهو يضع روحه علي كفة من أجل حماية هذا الوطن، سليم الانصاري نموذج لهذا الضابط الذي يعمل بما يرضي الله ورأي زميله يستشهد إلي جواره وفي النهاية العدالة تعاقبه لأنه قتل إرهابي قتل زميله وكاد ان يقتل طفلًا بريئًا، هنا أحاول تقديم وجهة نظر الضابط الشريف حتي لو كان شديدًا وعنيفًا ولكنه إنسان في النهاية، هناك مشهد يجمع سليم الأنصاري بوالدته يقول لها: مجربتيش حد يقولك تعالي استلمي جثة ابنك من المشرحة، هذا هو شعور كل ضابط وهو في طريقة الي عمله، وللمفارقة هذه المرة الأولي في حياتي التي أجسد فيها شخصية ضابط شرطة وحققت هذا النجاح الكبير مع الجمهور الذي تفاعل معها بصدق. كيف تفسر نجاح المسلسل علي مستوي الشارع بهذا الشكل خاصة أنك لاتقدم شخصية شعبية ؟ - كما قلت لك أنا »اتخضيت» من هذا النجاح، كنت اطمح ان يكون العمل ضمن أكثر خمسة اعمال مشاهدة في رمضان وفجأة وجدت نجاحًا اكبر من المتوقع، هذا توفيق من عند الله سبحانه وتعالي، ولكن لدي شيء مهم أريد ان أقوله عن شخصية سليم الأنصاري وهو أنه بطل شعبي بمقاييس جديدة تمامًا، أولا الجمهور اعتاد في السنوات الماضية علي صورة نمطية للبطل الشعبي غالبًا كانت تجنح إلي البلطجة أو الجريمة، فكرة المجرم الطيب أو المحبوب أو المظلوم الذي يسعي لأخذ حقه من المجتمع، ولكن أنا هنا أقدم شخصية ضابط شريف يتعرض للظلم ويسعي لإثبات براءته وإرساء القانون، وهذا له أبعاد اجتماعية نحن نرسخ فكرة الضمير الحي والإخلاص ونقدم نموذجًا إيجابيًا لا يرسخ لتجاوز القانون، وتفاعل الجمهور معها دليل علي أن الناس تنحاز للشخصيات الإيجابية أيضًا وعندما يتحول سليم الأنصاري الي نموذج للشباب والأطفال فنحن هنا أمام رسالة هامة جدًا. هل لهذا السبب أحب الجمهور شخصية ضابط الشرطة ؟ - لست مسئولًا عمن قدم شخصية الضابط بصورة سلبية، أنا حاولت في »كلبش» ان أقدم وجهة نظر الضابط الشريف، وللعلم اظهرنا نماذج فاسدة مثل امين الشرطة »زناتي»، ومثل ضباط أخرين ليسوا فسدة ولكنهم كانوا متكاسلين عن مواجهة الفساد، تقدر تقول »مكبرين دماغهم» من مواجهة أمين شرطة فاسد يدير القسم لصالحة ويتستر علي المجرمين. نقطة مهمة لابد ان أذكرها أيضًا وهي وجهة نظر الضابط في المجرم، وهذا تم تلخيصة في الحوار الذي دار بيني وبين محمود عبد المغني عندما قلت له: »عايزين تحاسبوني علشان شايف شغلي صح، وانت بتتكلم عن الإرهابي ومش بتتكلم علي زميلي اللي قتله»، هذا المشهد لخص حالة يعيشها الكثير من الضباط وهم يرون زملاءهم يقتلون أمامهم خلال تأدية واجبهم. البعض ربط بين شخصية سليم الأنصاري وقضية أحد الضباط.. ما تعليقك ؟ - لا علاقة لمسلسل »كلبش» بأي قضية أو أي نموذج تم تداوله في الإعلام، ولكن سليم الأنصاري نموذج لآلاف الضباط الشرفاء. قلت إنها المرة الأولي التي تقدم فيها شخصية ضابط الشرطة، هل تطلب هذا منك تحضيرًا أكثر ؟ - لدي صداقات عديدة بضباط شرطة، ودوري كفنان أن ألتقط تفاصيل من شخصيتهم، الأمر لم يكن صعبًا والمهم كيف أرسم الملامح الإنسانية للشخصية نفسها بالتوازي مع مهنته. قلت لي من قبل أنك لم تتدخل في العمل علي الإطلاق واكتفيت بدورك فقط.. لماذا ؟ - ببساطة أنا لا أتدخل لمجرد التدخل فقط، عندما تري كل شيء في وضعه السليم، الإخراج جيد واختيار الممثلين موفق والورق رائع وشركة الانتاج تدعم، ما الدافع لتدخل ؟ الحقيقة هذه أول مرة ابتعد عن أي تفاصيل غير دوري، كما ان اختيارات بيتر ميمي موفقة جدا، معنا فنانون كبار أضافوا لي الكثير مثل محمد لطفي ومحمود البزاوي وهالة فاخر، وممثلون رائعون مثل دياب الذي كان بمثابة المفاجأة لي شخصيا وبالمناسبة هو صاحب افيه »باشا مصر»، وكذلك ريم مصطفي، وكل الشباب المشاركين في العمل كانوا علي المستوي. هل عدم عرض المسلسل حصريًا علي شاشة واحدة ساهم في نجاحة؟ - بالطبع، انا ضد العرض الحصري لأنني كممثل سأظهر علي شاشة واحدة، والجمهور المصري بالبلدي »بيحب يمسك الريموت ويقلب»، وظهور كلبش علي عدد كبير من الشاشات ساعد في الانتشار، الجمهور شاف المسلسل كويس وبالتالي الحكم كان سليمًا. كيف تري المنافسة مع المسلسلات الأخري ؟ - الجميع اجتهدوا وقدموا أفضل ماعندهم، وأنا معجب بياسر جلال في »ظل الرئيس» وسعيد بنجاحه، وكذلك اتابع أخي وصديقي النجم الكبير أحمد السقا في »الحصان الأسود»، وانشغالي بالتصوير منعني من متابعة كل الأعمال لأننا نصور يوميًا لأكثر من 18 ساعة ولكنني أتمني التوفيق للجميع. كيف تري الخطوة القادمة؟ - لدي في العيد فيلم »هروب اضطراري» مع النجم أحمد السقا واعتقد أنها خطوة مهمة لي في السينما، وعندي قناعة كبيرة ان التغيير والتجديد أصبح مطلوبًا لهذا أري خطوتي القادمة في الدراما صعبة لأنني مطالب بتقديم شخصية جديدة ومختلفة وقصة شائقة، فعلًا الموضوع صعب ولكنني واثق في كرم ربنا.
