مع عرض أول مشهد خارج عن الآداب العامة أو يخلله عنف ودماء أو أي ألفاظ خارجه تتعرض الرقابة علي المصنفات الفنية لحالة من الهجوم الحاد سواء من الجمهور او الاعلام لاجازتها هذه النوعية من المشاهد والتي تتنافي مع عادات وتقاليد المجتمع المصري... توجهنا لرئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية د. خالد عبد الجليل بسؤال:ما هو دور الرقابة علي المصنفات الفنية لمراقبة مسلسلات رمضان هذا العام ؟ كتب محمد قناوي: في البداية قال د. خالد عبد الجليل: بالفعل كل عام تواجه الرقابة حالة من الهجوم الشديد وتكيل لها الاتهامات رغم ان مسئولية الرقابة تأتي في المرتبة الثالثة من حيث المسئولية فمراقبة المسلسلات او اي مواد فيلمية تذاع علي القنوات الفضائية ليست مسئولية الرقابة بمفردها فالمسئول الاول هو المنطقة الاعلامية الحرة التي عندما منحت القناة الفضائية ترخيص البث كان من أول شروطها ( ألا يتم بث أي مواد علي شاشة القناة دون وجود ترخيص من الرقابة ولم نسمع مرة واحدة ان المنطقة الاعلامية الحرة تدخلت ووجهت انذارا واحدا لاي قناة لمخالفتها شروط البث) والمسئول الثاني هو القناة التي خالفت قوانين المناطق الاعلامية الحرة بعرض مواد بدون ترخيص ؛ ويأتي المسئول الثالث في المسئولية عما يعرض وهو جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية ؛ صحيح ان القانون اعطاه الحق في المراقبة واعطاء الترخيص ولكن لم يمنحها آلية التنفيذ للقانون فالرقابة لا تمتلك آلية منع اي مسلسل علي القنوات الفضائية وكل ما نملكه هو الانذار او تحرير محضر. ويضيف خالد عبد الجليل: الرقابة تعمل طبقا لقانون صدر عام 1955 وعندما صدر القانون لم تكن هناك قنوات فضائية وبالتالي القانون لم يحدد كيفية التعامل مع المواد المعروضة علي هذه الفضائيات ؛ صحيح ان هناك قرارا لوزير الثقافة صدر عام 2014 يمنح الرقابة حق مراقبة المسلسلات التي تصور وتعرض علي القنوات الفضائية ولكن القرار كان بدون آليات لتنفيذه وكان لابد من تشريع بقانون يحدد آلية التنفيذ والمراقبة. ويكمل رئيس الرقابة: القنوات الفضائية تخالف قوانين المناطق الاعلامية الحرة التي يلزمها عندما تشتري مسلسلا لابد ان يكونا لمسلسل مرخصا من الرقابة فاذا فعلت ذلك يكون المنتج مجبرا علي تقديم السيناريو والحلقات للرقابة للحصول علي الترخيص ؛ ثم انا كرقابة كيف أعرف أن هذه القناة اشترت هذا المسلسل او غيره الا قبل عرضه باسابيع قليلة.. اذن الرقابة هي الطرف الاضعف في المنظومة المسئولة عن رقابة ما يعرض. ويشير رئيس الرقابة الي أن مسلسلات رمضان تقوم حاليا علي بيزنس المسلسلات (نجم + تسويق + اعلانات ) ولا مكان للنص في البداية فالمنتج يتعاقد مع نجم ثم يقوم بتسويق النجم للقناة والقناة لا تحسم الشراء الا قبل وكالة الاعلانات تعطيها الاذن وعندما يتم الاتفاق يبدأ كتابة السيناريو يكون باق علي شهر رمضان شهور قليلة وعندما تكتمل 15 حلقة يبدأ التصوير بعد تقديمها للرقابة فنقوم بقراءة ال 15 حلقة واجازتها وننتظر باقي الحلقات لقراءتها ولكن هناك فرق بين السيناريو والحلقات المصورة ولا نعطي تصريحا نهائيا الا بعد مشاهدة الحلقات مصورة ولا يمكن البدء في مشاهدة الحلقات الا بعد تصوير علي الاقل 16 ساعة وهذا لا يتحقق الا قبل رمضان باسبوعين في اغلب الاحيان وفي هذا التوقيت يكون المسلسل قارب علي الانتهاء من التصوير وتم بيعه للقنوات وفي بعض الاحيان بدأ عرضه علي القنوات وفي هذه الحالة من الذي يملك القدرة علي وقف عرض مسلسل أثناء اذاعته علي قناة ؟ ورغم ذلك فان جهاز الرقابة وبعدد 22 رقيبا فقط يقوم بقراءة سيناريوهات 44 مسلسلات ومشاهدة الحلقات الجاهزة لاجازتها وكل ذلك يكون قبل رمضان بأسبوع او أسبوعين فقط.. وآليات العمل بهذه الطريقة والحصول علي الترخيص في الوقت الضائع تجعل الترخيص الذي يحصل عليه المسلسل شكلي لأنه تم أثناء عرض المسلسل. ويكمل د. خالد عبد الجليل: منذ ان توليت المسئولية العام الماضي وايضا سوف يحدث هذا العام قمت بارسال خطابات رسمية في اول يوم من شهر رمضان لجميع القنوات الفضائية الخاصة، وشركات انتاج الأعمال الدرامية، وشركة النايل سات، تتضمن تحذيرا واضحا من عرض أي مسلسل لم تتم اجازته بشكل نهائي من الرقابة والشكل النهائي هنا مرتبط بمشاهدة الرقيب جميع حلقات المسلسل بعد تصويرها، لمطابقتها لما جاء بالسيناريو،وإلا سوف تقوم الرقابة باتخاذ الإجراءات اللازمة وتطبيق القانون. وقال عبد الجليل: توصلنا الي طريقة للترخيص للاعمال الدرامية مطبقة في اغلب دول العالم وهي الترخيص طبقا للتصنيف العمري وذلك منعا للحذف للمشاهد ونجيز بعض الاعمال طبقا لتصنيف حسب سن المشاهد فهناك اعمال فوق 12 سنة واخري فوق 16 سنة اما الاعمال التي تتضمن مشاهد عنف ودم فهي فوق 18 سنة وللاسرة دور كبير في الرقابة علي الاعمال فعندما تجيز الرقابة عملا فيه تصنيف عمري لابد للاب والام ان يراقبوا مشاهدة ابنائهم لهذه الاعمال فيسمحوا بمشاهدة الاعمال التي تناسب الفئة العمرية لهم.