قناة فضائية واحدة أو قناتان علي اكثر تقدير، والباقي تحول إلي مسرح للردح والسب والقذف والتهديد والوعيد والشرشحة ! كلمات منتقاة بداية من التهديد بالضرب بالاحذية مرورا بسب الأم والأب وانتهاء برمي المحصنات! لم يعد هناك حد اقصي للحوار والمعارضة القائمة علي الرأي والرأي الآخر.. الجميع أصبح لا ينطق عن الهوي والكل خبراء في السياسة والاقتصاد والقانون والدستور والجيولوجيا ناهيك عن الخبراء الاستراتيجيين الذين امتلأت بهم شاشات الفضائيات يتنقلون بين هذه وتلك مثل الذباب! وكله كوم وبعض المذيعين والمذيعات كوم تاني، يقرأون الاسئلة وينتظرون ردودا بلهاء لتأتي الاسئلة الاخري أكثر بلاهة.. معلوماتهم وخبراتهم لا تؤهلهم لمناقشة الضيف في ابسط القضايا المطروحة علي الساحة، والكارثة الكبري عندما يكون الحوار حول قضية قانونية أو دستورية، وقتها تجد اطرش يتحدث مع اخرس وكأن المشاهدين مجموعة من العميان الخرس البكم الصم! تفتح قناة الفراعين تجد انثي العكاشة تحاور خبيرا» استراتيجيا« يكره الثورة من أول يوم وربما يكره نفسه.. تسأله : ما رأيك فيما قاله الدكتور صفوت حجازي حول جنود حماس ووصفه لهم بان بيادة »حذاء« كل منهم أفضل من الجيوش العربية؟! أنا شخصيا لحظتها تشككت تماما في ان يتلفظ د. حجازي بمثل هذا القول وهو ما تأكدت منه عندما نفي د. صفوت هذه الادعاءات.. المهم ان رد الخبير الاستراتيجي جاء سريعا وكأنه كان ينتظر هذا السؤال أو ربما كان متفقا مع انثي العكاشة عليه.. قال لا فض فوه »إن هذا الأسم يقصد د. صفوت حجازي »أحقر« من ان أتحدث عنه«! تصوروا خبير استراتيجي - كما يقال عنه - يتفوه بمثل هذه الالفاظ دون التأكد من كلام ادعت المذيعة ان شخصا ما قاله! ما علينا من الفراعين وضيوفها فقد تعودنا علي نوادرها وما يطرحه صاحبها العكاشة الكبير طوال الشهور الماضية، تعالوا إلي قنوات اخري عندما يطل علينا المذيع »الخبير الأمني السابق« مستضيفا المستشار مرتضي منصور.. ويا ويله الذي ينطق باسم مرتضي منصور! ما حدث ان باسم يوسف في احدي حلقات »البرنامج« تحول إلي ما يشبه »رقاص الساعة« وهاتك يا ردح في مرتضي منصور لدرجة ان البرنامج تحول إلي زفة بالمزمار تردد »يا مرتضي يا مرتضي..« بشكل سخيف للغاية! صحيح ان مرتضي كان سباقا إلي تهديد باسم يوسف ووقع في مطب قانوني رغم كونه مستشارا قانونيا عندما قالها صراحة انه يهدد بازالة مقر السينما التي تستضيف برنامج باسم يوسف، وهو ما استغله باسم أبشع استغلال! المهم ان مرتضي كما كان متوقعا ظهر علي احدي الفضائيات مع الخبير الأمني السابق والمذيع الحالي وقام بعملية »تشطيف« وغسيل لباسم يوسف مدعيا أن والدته أو زوجته علي ما أتذكر أبلغته أنه يعاني مشكلة ويضطر لاستخدام البامبرز! وأردف مدعيا كذلك ان والدته طلبت منه العفو والسماح ! ولم يكتف مرتضي بذلك بل زاد الطين بلة ناصحا باسم يوسف بعدم اللعب معه وأبلغه علي الهواء مباشرة انه يعلم اسم المقهي التي يجلس عليها وهي كما قال لا يجلس عليها سوي »الخواجات«! بصراحة لا أوافق علي ما فعله باسم يوسف مع مرتضي منصور أو ما فعله مرتضي مع باسم.. والحمد لله ان باسم لم يرد من جديد.. يبدو انه شايف العين الحمراء من المستشار! أنا شخصيا أهرب من هذه القنوات إلي أفلام اسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري وزينات صدقي وسليمان نجيب وزكي رستم ونجيب الريحاني.. أفلام لا تجد خلالها كلمة تخدش الحياء!... وكثيرون يفعلون مثلي بحثاً عن كوميديا أرقي!