محمدانور السادات خلل وشرخ وارتباك ومجتمع أوشك علي الانقسام، واحساس يزداد كل يوم لدي المصريين بأن مصر في أزمة حقيقية، وان ما نعيشه الآن ليس له علاقة بالتغيير الذي نادت به ثورة يناير العظيمة. صحيح أن التظاهرات في محافظات القناة وغيرها من المحافظات الاخري ليست بالحجم والضخامة التي قد تزعج أو تهز اركان نظام قائم، لكنها أيضا تبعث في داخلها رسالة قوية بأن هناك من الشعب متحفظين وغاضبين من مسيرة الدولة بهذا الشكل تحت حكم الاخوان المسلمين وهو الأمر الذي ينبغي الالتفات إليه وسرعة ترتيب الأوراق وتحديد المطالب والغايات. دعونا نتفق أولا وقبل أي شيء علي أن الأعداد القليلة التي تخرج للتظاهر لا تعني ان البقية الباقية من الشعب والتي لم تخرج معهم راضون عن الوضع الحالي، بل ان هناك ظروفا وأولويات قد فرضت علي كثيرين مراعاة الظرف الراهن والرغبة في الاستقرار بعض الشيء واعطاء بعض الفرص وهو ما يجب أن يلتفت إليه الرئيس ومساعدوه ويضعونه نصب اعينهم وينظروا له بعين الاعتبار. الحقيقة أن هناك جواً من عدم الثقة بين كل أطراف اللعبة السياسية وتخوفات وتحفظات من بعض المصريين حول ما انتهت إليه الانتخابات البرلمانية الماضية والرئاسية الأخيرة وما تم إعداد من دستور جديد للبلاد، وذلك نتيجة بعض المواقف والقرارات والتصريحات السلبية والتي شعر من خلالها كثير من المصريين بحالة من القلق والانزعاج، مثل الافراج عن المعتقلين السياسيين، والعلاقة مع حماس، والسعي شبه المنظم للسيطرة الاخوانية علي مؤسسات الدولة وغيرها. إن هذا المشهد المصري المرتبك يتطلب من الرئيس وحزبه ان تكون هناك رسائل وأفعال طمأنينة للمصريين علي المستويين الداخلي والخارجي سواء فيما يتعلق بشئوننا وأوضاعنا في مصر أو ما يتعلق بمعاهداتنا واتفاقياتنا والتزاماتنا الدولية، ولابد من وقفة جادة مع أنفسنا لتحديد اهدافنا وفهم ما يحدث في مصر قبل أن نجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة ونعود لنقطة الصفر من جديد ونعطي فرصة لاطراف خارجية بالتدخل في شئوننا الداخلية. وعلي الرئيس أن يقوم فورا بلم الشمل ويقف هو وحكومته علي أولويات ومقتضيات المرحلة الراهنة ويدرك مطالب جموع المصريين ويبدأ في تنفيذها فورا طبقا لأولوياتها ويدعو لمؤتمر قومي لدعم الاقتصاد المصري بمشاركة خبراء الاقتصادي الدوليين، وإلا فسوف تظل النيران موقدة تحت الرماد مستعدة لأن تشتعل في أي لحظة وتحرق الجميع ولا تلومن إلا أنفسنا.