منذ شهور بدأت الالسنة تتداول مصطلح »الأخونة« والذي يعني تسكين شخصيات إخوانية في المناصب والوظائف العليا بالدولة حتي وأن أدي ذلك إلي الاخلال بمعايير الكفاءة لصالح الهوي الحزبي والانتماء الايديولوجي!! كان الحديث عن هذه الكلمة الغريبة علي اسماع المصريين آنذاك يدور همسا وكأن »الأخونة« مرض يفر منه الجميع حتي الإخوان انفسهم كانوا يتبرأون وينكرون هذه التهمة ويؤكدون أن وجودهم بالجهاز التنفيذي لا يتجاوز عدد أصابع اليد! منذ أيام صار الحديث الهامس عن الأخونة.. صخبا وضجيجا يصم الأذان بعد أن هتك د. يونس مخيون رئيس حزب النور وامام الرئيس د. محمد مرسي ستار هذا المخطط بالمستندات كاشفا عن استحواذ الإخوان علي عشرات الالاف من المناصب في العديد من المحافظات في شهور قليلة!! لوهلة كنت اتصور ان اتهام الإخوان بالسعي للهيمنة علي مفاصل الدولة ليس أكثر من فصل من فصول الصراع الدائر بينهم وبين مناهضيهم أو طلقة تصوبها المعارضة في صراعها السياسي ضد حزب الحرية والعدالة ولكن مستندات وارقام د. مخيون أكدت بما لايدع مجالا للشك أن الأخونة قنبلة شديدة الانفجار نيرانها شديدة السعير تهدف إلي صهر مصر وصبها في قالب »اخواني«. عندما اتسلق شجرة ذاكرة الشهور الثمانية الماضية فاجد أن الانكار الإخواني للأخونة لم يكن سوي مناورة لتهيئة مسرح العمليات لإنجاح هذا المخطط!! هل يمكن أن نصدق بعد حديث د. مخيون وصمت الرئيس والجماعة أن الأخونة مجرد اتهام أو وهم وأن نسلم بان الصدفة وحدها وراء تعيين وزراء الإخوان في الوزارات ذات الاحتكاك المباشر مع الجماهير مثل وزارات الشباب والتموين والتنمية المحلية والقوي العاملة وهل يمكن بعد ذلك أن نصدق أن هذه الوزارات لن تعمل لصالح فصيل معين خلال الانتخابات القادمة!! وأن شعار الإخوان الجديد لم يعد هو الأخونة هي الحل!! آفة مصر في هذا العصر هما الكذب والجهل !!.