لموسيقار جمال سلامة بجوار استاذه ختشادريان أثناء دراسته فى موسكو أكاديمية الفنون تفتح أبواب الأمل لأبنائها لا أحد ينكر ان الموسيقار الكبير د.جمال سلامة قيمة فنية وقامة عالية في مجال التأليف والتوزيع الموسيقي وقيادة الاوركسترا وهو فوق هذا وذاك رجل أكاديمي حيث يعمل أستاذا بالمعهد العالي للموسيقي القومية الكنسرفتوار وبالتالي فهو عندما يتحدث يجب الانصات إليه جيدا خاصة اذا كان حديثه به نغمة غضب وثورة وألم من مشاكل وأزمات كثيرة تحول دون تنفيذ أحلامه وأفكاره التي يسعي إلي تحقيقها في مجال الموسيقي والغناء بعد أن اصبحت مصر تتطلع إلي بناء عصر جديدة من التقدم في شتي مجالات العلوم والفنون والمعرفة. وفي البداية يتحدث د.جمال سلامة عن أولي الازمات والمشاكل التي يعاني منها فيقول: هل يتصور أحد بأنني منذ عدة شهور لا أستطيع تحديد موعد للإلتقاء مع وزير الثقافة د.صابر عرب الذي تقدم بإستقالته مؤخرا لرئيس الوزراء وفي الوقت نفسه فشلت في مقابلة زميلتي وصديقتي د.إيناس عبدالدائم رئيسة الاوبرا حتي أعرض علي كل من الوزير المستقيل والمسئوله عن الأوبرا المشروع الجديد الذي أسعي إلي تنفيذه وهو عبارة عن استغلال لما نمتلكه من قدرات فنية كمؤلفين وموسيقيين وعازفين ومطربين ونجوم في مجال الاستعراض والباليه ففكرت في أن اضع خبرتي في إنشاء أوركسترا يحمل اسم »صوت الموسيقي« يقدم مؤلفاتي الموسيقية بالأوبرا أو حتي من خلال المسارح المغلقة في قصر المانسترلي أو قصر محمد علي بالمنيل أو قصر محمد علي بشبرا وبذلك نعيد لمصر مظاهر الحياة الفنية ولكنني بكل أسف لم أتلق ردا شافيا من وزير الثقافة المستقيل الذي أهملني بكل أسف بعد أن عرضت عليه المشروع وأعطاني رقم هاتفه المحمول الذي أتصلت به عدة مرات ولم يرد علي كأنه لم يسمع عني من قبل، بينما فشلت أيضا في مقابلة صديقتي د.ايناس عبدالدايم رئيسة الاوبرا التي تجاهلتني هي ايضا بعد أن عرضت عليها المشروع وأناقش معها تقديم حفلاتي التي سوف تتضمن عروضا موسيقية وسيمفونية وغناء ولوحات استعراضية تمثل كل فنون الدراسة في معاهد أكاديمية الفنون وهذا يساعد في خلق فرص عمل وظهور أجيال جديدة من المبدعين في شتي المجالات. حق الأداء العلني ويضيف جمال سلامة بصوت غاضب: وكنت أريد أن أدعو د.إيناس عبدالدايم إلي قيام دار الاوبرا بدفع حقوق الاداء العلني لنا نحن كمؤلفين موسيقيين فالجميع يتقاضون أجورهم في الحفلات أما المؤلف الموسيقي فلا يتقاضي شيئا عن استغلال المصنف الفني ثم لا يتقاضي عنه ايضا حقه في الاداء العلني مثلما يحدث في كل بلاد الدنيا من حولنا ومثلما يتقاضي الاجانب أجورهم عندما يأتون لمصر لتقديم حفلاتهم بدار الاوبرا فأين نحن من هؤلاء؟! ويواصل د.جمال سلامة حواره معي ويقول: في الاحتفال بالمولد النبوي يوم 24 يناير الماضي قدمت حفلا في الاوبرا كانت مؤلفاتي تمثل 80٪ مما قدم في هذه الاحتفالية ولكنني لم أتقاض عنها أجرا رغم ان كل الموسيقيين والمايسترو والكورال والمخرجه ومهندس الديكور والفنيين صرفوا مستحقاتهم باستثناء مؤلف هذه الأعمال الذي درس وتعلم خارج بلاده لسنوات طويلة وتتلمذ علي أيدي كبار المؤلفين الموسيقيين العالميين مثل خاتشادريان هذا الفنان الروسي العالمي الذي يعد علامة فارقة في هذا المجال.. ولكن ماذا اقول سوي ان قدري ان اعاني من أهمال دار الاوبرا أنا وغيري من المبدعين؟ غاضب من التليفزيون وأسأل د.جمال سلامة: ولماذا أنت غاضب من التليفزيون؟ قال: أشياء كثيرة تجعلني غاضبا من التليفزيون فمثلا حاولت أن أقدم حفلا في الاحتفال بالمولد النبوي وعندي تراث ضخم من الأعمال ولكن لم يستجب أحد لدرجة انني قلت لشكري أبوعميره رئيس التليفزيون إنني متبرع بأجري وتحملوا فقط أجور الفنانين ونقل الحفل ولكنه لم يرد علي. وعلي الجانب الآخر والكلام لايزال لجمال سلامة كنت قد اتفقت مع شكري أبوعميره علي تقديم برنامج باسم »جمال سلامة والنجوم« أقدم من خلاله مؤلفاتي الموسيقية بجانب الأغاني التراثية بأصوات المطربين الجدد من أصحاب المواهب في القاهرة والمحافظات وأعلنت أنني لن أتقاضي اجرا ولكن علي التليفزيون ان يتحمل تكاليف إنتاج البرنامج الذي كان من المقرر ان تخرجه ميرفت إمام وأعلن عنه التليفزيون في جميع وسائل الإعلام ولكنه لم يخرج إلي النور حتي الآن فاغتالوا حلمي في تقديم شكل جديد من برامج المنوعات؟! أكاديمية شو وانتقل بدفة حواري مع د.جمال سلامة وأسأله عن إعلانه بأن أكاديمية الفنون ورئيسها د.سامح مهران تعد لمشروع يفتح أبواب الأمل لأبنائها فماذا عن هذا المشروع؟ يقول د.جمال سلامة والابتسامة تعلو وجهه: د.سامح مهران تحمس للفكرة التي عرضتها عليه بتقديم عروض موسيقية لمؤلفاتي وغيري من الزملاء مثل عمر خيرت وآخرين بجانب عروض للبالية ومختارات غنائية شرقية يشارك فيها طلبة المعاهد الفنية مثل الموسيقي العربية والكنسرفوار والبالية وكل ذلك يتضمنه برنامج واحد يحمل عنوان »أكاديمية شو« بمصاحبة أوركسترا صوت الموسيقي بقيادة جمال سلامة وقد وعدني د.سامح مهران بعرض هذا المشروع علي وزير الثقافة د.صابر عرب قبل أن يتقدم باستقالته لرئيس الوزراء ولا أدري متي نبدأ في تقديمه فنحن حاليا نجري البروفات وفي انتظار الفرج للخروج إلي النور فهذه العروض سوف يشرف عليها وينظمها عميد المعهد العالي للموسيقي القومية الكنسرفتوار د.محمود بيومي ويحدد ميزانية هذه العروض وأجور القائمين عليها. ويغادر الموسيقار د.جمال سلام مكتبي بعد حوار مثير وممتع دار بيننا أعاد إلي وجهه الابتسامة بعد أن فارقته طويلا في اثناء رحلته ومعاناته مع أهل الاوبرا وأهل ماسبيرو ومن قبلهما وزير الثقافة المستقيل د.صابر عرب!!