لم يستطع زعماء حزب رابطة الشمال الايطالي أحد حلفاء حكومة بيرلوسكوني اليمينية اخفاء مشاعرهم الانفصالية العدوانية تجاه مواطني وسط وجنوب ايطاليا. علي الرغم من اعتلائهم اربعة مقاعد وزارية هامة في حكومة بيرلوسكوني الا انهم مازالوا يحلمون بانفصال شمال ايطاليا الغني عن مدن الجنوب الفقيرة، ولا شك ان المناخ السياسي الذي تشهده ايطاليا الان من صراعات سياسية بين اهم قطبي تحالف الاغلبية جان فرانكو فيني رئيس مجلس النواب وسيلفو بيرلوسكوني رئيس الحكومة قد فتح الطريق امام زعيم حزب رابطة الشمال اومبرتوبوسي ورابطته الانفصالية لانتهاز هذا المناخ المتوتر لدعم تواجدهم داخل الائتلاف الحاكم حتي اصبح مصير مستقبل حكومة بيرلوسكوني في يد اومبرتوبوسي المعادي دائما لوحدة ايطاليا وتاريخها الروماني. ويحاول بيرلوسكوني التقليل من مخاوف كبار الساسة والمحللين من خطورة تمادي حزب رابطة الشمال وزعيمه اومبرتوبوسي لجرف ايطاليا إلي حرب اهلية بسبب مواصلة زعماء الحزب تصريحاتهم وانشطتهم السياسية الاستفزازية التي تسعي إلي حدوث انشقاق بين مواطني الشمال واهالي وسط وجنوب ايطاليا فعلي الرغم من تحذيرات رئيس الجمهورية الايطالي جورج نابوليتانو بعدم المساس بوحدة البلاد الا ان حليف بيرلوسكوني القوي اومبرتوبوسي يتمسك برموز رابطة الشمال الانفصالية في المدارس والاماكن العامة بمدن الشمال بدلا من رموز الدولة فقد قام أحد محافظي مدن الشمال واحد زعماء التحالف بازالة صور رموز الدولة من المدارس ووضع بدلا منها رموز حزب رابطة الشمال بما اثار قلق رئيس الجمهورية الايطالي الذي ادان بشدة تصرفات مسئولي رابطة الشمال ودعا لازالة الرموز الحزبية من الاماكن الحكومية العامة وضورة التمسك بوحدة ايطاليا الا ان الدلائل تشير استمرار تمسك حلفاء بيرلوسكوني الانفصاليين بسياستهم الانفرادية فخلال احتفال قادة الدولة بعيد الوحدة تغيب ممثلو حزب رابطة الشمال ووزرائه عن الاحتفال وفضلوا الاحتفال بتجمع اقليم الشمال بادانيا بدلا من وحدة ايطاليا الامر الذي اثار غضب زعماء الاحزاب السياسية خاصة المعارضة التي ادانت مواقف حزب رابطة الشمال الذي يعتبر احد اضلاع حكومة بيرلوسكوني الائتلافية. ولا يخفي المراقبون قلقهم من أن يقوم اومبرتو بوسي بمحاولات ابتزاز سياسي للضغط علي بيرلوسكوني لتلبية مطالب رابطة الشمال التي تطالب بتحول النظام الضريبي إلي نظام فيدرالي والغاء مركزية الدولة كما يطالب بتدريس لغة اقليم بادنيا الشمالي بدلا من اللغة الايطالية في مدارس مدن الشمال فضلا عن مناهضته للاجانب وخاصة العرب والمسلمين . وقد أثار وصف نائب رئيس الوزراء الايطالي ووزير الاصلاحات الدستورية وزعيم رابطة الشمال أمبوتو بوسي أهل روما بال »خنازير« موجة من الانتقادات، وطلب عمدة روما جاني اليمانو تدخل رئيس الوزراء لإحترام روما والرومان. وحرف اومبرتوبوسي شعار روما »مجلس الشيوخ والشعب الروماني« قائلا خلال الاحتفال بإختيار ملكة جمال »بادانيا« شمال البلاد، بالقول »خنازير هم هؤلاء الرومان« مستخدما نفس الاحرف الأولي من كلمات الشعار باللغة اللاتينية وصرح عمدة روما جاني أليمانو اناومبرتوبوسي هذه المرة لم يهن روما الحاضر فقط ولكن أهان ايضا روما التاريخية، ودعا بيرلوسكوني للتدخل لدي وزرائه لكي يقوموا بواجباتهم الدستورية والسياسية التي تتناسب مع مهامهم وهي المزيد من الاحترام لدور روما وكرامة الرومان. من جانبه دعا رئيس محافظة روما نيكولا زينجاريتي، زعيم رابطة الشمال إلي أن »يقوم بعمله كوزير بدلا من القيام بعمل الممثل الكوميدي لاسيما في وقت صعب وحساس مثل هذا حيث تواجه البلاد ازمة اقتصادية وارتفاعا في مستوي البطالة. ودعت احزاب المعارضة استقالة اومبرتوبوسي من منصبة كوزير للاصلاحات الدستورية وسحب الثقة منه امام البرلمان. وعلي الجانب الاخر صرح وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني احد زعماء حزب رابطة الشمال بانه سيقترح علي الحكومة والبرلمان السماح بامكانية طرد مواطني الاتحاد الاوروبي ايضا ممن لاتستوفي اوضاعهم التوجيهات الاوروبية لعام 4002. واكد ماروني الرغبة بالتزام الشروط المنصوصة بالتشدد تجاه الرعاية الاجانب الذين لايمتلكون القدرة علي التكفل بتوفير مستلزمات اقامتهم بشكل مستقل في ايطاليا. واعرب عن القلق من انضمام رومانيا إلي منطقة شنجن العام المقبل مشيرا إلي الحاجة لان تكون ايطاليا جاهزة بالوسائل اللازمة لمواجهة وجود الاجانب علي اراضيها.