أحلام مستغانمى أحلام مستغانمي من الكاتبات الجزائريات الرائدات في مجال الكتابة الروائية أطلقت في العشرين من عمرها ديوانا شعريا بعنوان " الكتابة في لحظة عري " لتكون أول كاتبة جزائرية تنشر ديوانا شعريا باللغة العربية بعد الاحتلال الفرنسي وانتشار الكتابة باللغة الفرنسية في الجزائر،وبعد عشرين عاما من اطلاق ديوانها الشعري أطلقت ثلاثيتها المشهورة " "ذاكرة الجسد، عابر سرير، فوضي الحواس " لتكون أول كاتبة جزائرية أيضا تكتب رواياتها باللغة العربية في الجزائر، وكان آخر اعمالها الإبداعية رواية نسيان دوت كوم، تقيم مستغانمي حاليا في بيروت وهي حائزة علي جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد منذ أيام قليلة وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب قامت الكاتبة الكبيرة بتوقيع أحدث رواياتها " الاسود يليق بك ".. تدور أحداث الرواية حول فنانة جزائرية كان والدها مطربا، ويُقتل علي يد الإرهابيين الذين يهددونها هي الأخري بالقتل لأنها تعمل مُغنية، فتضطر إلي أن تغادر الجزائر مع والدتها السورية إلي الشام، وتعيش حياتها هناك كفنانة، وتظل ترتدي ملابس سوداء منذ ذلك الحين ولا ترضي بتبديلها، إلي أن تلتقي بشاب لبناني تعجبه عزتها وأصالتها، ويكون لها معه قصة طويلة. من أجواء الرواية " الحب هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان وينطفئان بعود كبريت واحد دون تنسيق أو اتفاق ". "الحب سلطان فوق الشبهات، لولا انه يغار عشاقه، لذا يظل العشاق في خطر، كلما زايدوا علي الحب حبا ". " لا افقر من امرأة لا ذكريات لها، فأثري النساء ليست التي تنام متوسدة ممتلكاتها،بل من تتوسد ذكرياتها". " الاحلام التي تبقي احلامنا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن علي شئ تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو علي ما يحدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر ". رواية »الأسود يليق بكِ« هي قصة حب تجول الكاتبة من خلالها في الزوايا المعتمة والملتبسة لعلاقات الحب.. كيف لا تخلو أية علاقة من حروب صغيرة ورهانات وتحديات بين الطرفين؟ خيالها غني تخترع الكاتبة لبطليها رجل الاعمال الغني والمطربة الملتزمة والشموخ سيناريو حب يحاكي اساطير ألف ليلة وليلة ولكن بقالب معاصر بين رجل من ارقام وامرأة من نغمات.. بحبكة ذكية ولغة أخاذة تأخذنا مستغانمي الي عوالم الحب الوردية إلا ان الحب الوردي لا يدور في كواكب بعيدة عن الواقع، فهي تعالج قصة الحب في مواضيع اجتماعية وسياسية تطال صميم المجتمعات العربية من المحيط الي الخليج وتتطرق الي هموم من تؤرقها. وقد اطلقت دار النشر التي صدرت عنها الرواية موقعا الكترونيا يحتوي علي شريط مصور للكاتبة مستغانمي وهي تتحدث لقرائها عن رواياتها الجديدة وأعمالها السابقة حين تقول بصوتها عبر التسجيل بالصوت والصورة : " انني أكتب كل كتاب بخوف الكتاب الأول وذعر الكتاب الأخير.. وأعتقد أنه في كل ما نكتب نقول وداعا، وفي كل ما نكتب نترك وصية ربما هذا سر الاعمال التي تبقي وهذا أيضا ما يجعلني آخذ أربع سنوات مابين كل كتاب وآخر.. وهذا مزاج منذ كتابي الأول ومازلت الي الآن علي هذا القدر من الخوف.. حتي انني كنت كلما انتهيت من مخطوط وأسلمه للدكتور صهيب ادريس رحمة الله عليه كنت فورا أغادر المدينة وكان يضحك من جنوني ولكن كنت أقول انا كاتبة بمزاج بدوي، أي انا مثل البدو الذين يغادر الرجل خيامه عندما يزوج ابنته لرجل حتي لا يكون هناك ليلة الدخلة ". وتقول مستغانمي : ان كنت مدينة لأحد بنجاحي فهو بالدرجة الأولي للقارئ، وقد اخترت أن أتوجه الي قرائي عن طريق الانترنت، وأكاد أن اقول انها بدعة لأنه مجال جديد علي تماما وأريد ان اقول انني مازلت اعاني من "التكنوفوبيا "، ولدي ثلاث صفحات رقمية تضم مليونا ونصف مليون قارئ ومن اجل القارئ تعلمت الاجابة عن طريق الانترنت، والبعض يقول ان كتبي انقذتهم وانا أقول ان بإمكان القارئ ان ينقذ الكاتب، فهناك قراء يفوقون الكاتب موهبة وإتقانا للغة حتي انني فكرت ان اعمل كتابا مشتركا مع القراء وهذه الفكرة تشبه العزف علي البيانو بأربع أيدي.. وأقول لقارئي لاشيء يستحق الحزن، الحياة تستحق أن ندافع عنها وعن حقنا في البهجة ربما الحزن مهنة الكتاب والشعراء، وأحيانا من حقنا ان نحزن لنكتب لكن الإنسان العادي عليه ان يتجاوز احزانه.. لأنه ذات يوم سوف يضحك علي ما بكي عليه يوما.