حصيلة السنوات التسع السابقة من حرب امريكا ضد الإرهاب هي بكل تأكيد الفشل الذريع في تحقيق الأهداف المعلنة لهذه الحرب واهمها تحويل العالم لمكان اكثر أمناً واستقراراً عما كان عليه الوضع قبل هجمات سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن.. فنفقات الحرب التي اعلنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعد هذه الهجمات تجاوزت عدة تريليونات من الدولارات والخسائر البشرية تجاوزت اضعاف عدد ضحايا القصف الأمريكي لليابان بالقنابل الذرية خلال الحرب العالمية الثانية وتم تدمير دولة بأسرها هي العراق وقتل وتشريد الملايين من العراقيين تحت دعاوي براقة كاذبة مثل مكافحة الإرهاب ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل. والأهم من كل ذلك ان العالم اصبح اشد خطورة وتهدده المخاوف والحروب والصراعات بشكل يندر تكراره في تاريخ الإنسانية. كما تحولت حرب امريكا ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان وباكستان الي محرقة حقيقية يدفع ثمنها المدنيون العزل من الأطفال والنساء والشيوخ. وبعد كل هذه الخسائر البشرية والمادية في مختلف انحاء العالم، تستعد آلة الحرب الأمريكية لإشعال نيران جديدة في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في إيران ولبنان والأراضي الفلسطينية. كل ذلك بحجة الدفاع عن سلام العالم واستقراره وهي حجة لم تعد قادرة علي اقناع احد بما في ذلك من يرددونها ويحاولون اخفاء مخططاتهم الشريرة وراءها. وحتي مواطني الولاياتالمتحدة وبلدان حلف الاطلنطي التي تشارك في هذه الحرب المزعومة ضد الإرهاب، اصبحوا ايضاً من ضحاياها بعد ان فقدوا حرياتهم الشخصية وتدهورت اوضاعهم الإقتصادية تحت شعار محاصرة الإرهابيين ومنع حدوث عمليات جديدة علي غرار ما حدث في سبتمبر 2001. وكان اشعال نيران التطرف والعنصرية بين مختلف الاعراق والاجناس والديانات هو احدي الثمار الشيطانية للحرب الأمريكية المزعومة ضد الإرهاب وهو ما ادي خدمة كبري للاهداف المشبوهة التي يروج لها أصحاب نظرية الصراع الحتمي بين الحضارات والثقافات. بهذه المعايير تكون حرب امريكا ضد الإرهاب قد فشلت في تحقيق اهدافها المعلنة لتصبح المشكلة التي يواجهها العالم هي كيفية وقف عجلة الخراب والدمار التي تحركها دعاوي محاربة الإرهاب خاصة بعد ان انضم اليهم الرئيس الأمريكي باراك اوباما رغم اختلافه مع بوش في ان ساحة هذه الحرب هي افغانستان وليست العراق! هكذا، تتوقف المسألة علي مدي نجاح الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين في تحقيق الاهداف السرية الاساسية من وراء هذه الحرب وفي مقدمتها السيطرة الكاملة علي منطقة الشرق الأوسط حتي جنوب اسيا بكل ثرواتها الإقتصادية والإستراتيجية تمهيداً لتأكيد هيمنتهم الكاملة علي العالم بأسره. وبهذا المعيار يمكن توقع استمرار هذه الحرب الجهنمية حتي موعد لا يعلمه الا من اشعلوها. الأمل الوحيد يكمن في ان يوحد ضحايا هذه المخططات الشريرة صفوفهم ضد الإرهاب مهما كان مصدره سواء عناصر التطرف التي تمارسه قوي الاحتكار والإستغلال والهيمنة التي تدعمها وتستغلها كغطاء لإرتكاب ابشع واحط الجرائم الإرهابية بحجة الحرب ضد الإرهاب.