أساتذة القلب والشرايين التاجية أثناء المؤتمر اعلن مؤتمر دهنيات الدم وحيوية الشرايين بالاشتراك مع الجمعية المصرية لامراض القلب ان عمر اصابة المصريين بالذبحة الصدرية وضيق الشرايين التاجية يقل 10 سنوات عن الدول الاخري بسبب زيادة نسب الاصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسب الكوليسترول والسكر وعدم ممارسة الرياضة. أوضح الدكتور اشرف رضا استاذ الامراض القلبية كلية طب جامعة المنوفية ورئيس المؤتمر ان امراض الشرايين التاجية والازمات القلبية الحادة والتي اظهرت الابحاث الميدانية التي قامت بها المجموعة ان هناك زيادة في اعداد الاصابة عند المصريين وفي اعمار الشباب، كما كانت النساء بعيدة نسبية عن الاصابة بهذا المرض بسبب هرموناتها الخاصة ولكن العادات الغذائية والتدخين ادي الي زيادة الاصابة ، وافاد بان خلل دهنيات الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول تأتي في مقدمة اسباب مرض قصور الشرايين التاجية وزيادة المضاعفات الناتجة عنه وعدم الاستفادة الكاملة منه بالعلاج. واضاف بانه إذا لم يكن المريض علي دراية بارتفاع مستويات الكولستيرول فيمكن أن يسبب له المشاكل الصحية، اذا لم يتوجه للطبيب لسرعة علاجه. واوضح ان الأشخاص الذين يعانون من مستويات كولستيرول مرتفعة تصل إلي 042 ملليجرام معرضون أكثر من غيرهم7 اضعاف لمخاطر الاصابة بأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلي أن الرجال فوق 54 عاماً والنساء فوق 55 عاماً، والمدخنون، أو الذين يعانون من الوزن الزائد، أو المصابون بارتفاع ضغط الدم، أو السكري، فهم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات والأزمات القلبية، ويتوجب عليهم فحص مستويات الكوليسترول، لدي طبيب متخصص كإجراء احتياطي بصفة مستمرة. وقال شريف الطوبجي استاذ امراض القلب و رئيس الجمعية المصرية لامراض القلب انه غالبا ما يتم تجاهل قياس الكوليسترول، و التعامل مع ارتفاع الكوليسترول كأمر ثانوي من قبل المرضي الذين لا يعرفون المخاطر المترتبة علي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم علي المدي الطويل. وعدم وجود الوعي الكافي بالمخاطر هو القضية الأساسية التي تهدد الصحة العالمية والإقليمية معاً، وهذا بسبب اهمال إجراء الفحوصات التي تؤدي إلي الاكتشاف المبكر وتلقي العلاج المناسب. واشار الي ضرورة رفع الوعي والمعرفة لدي أفراد المجتمع بمخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم و التي تعد من أخطر اسباب الاصابة بالنوبات القلبية أو الذبحات الصدرية و التي ترتفع نسبة الاصابة بها في دول الشرق الأوسط. وعندما ترتفع نسبة الكولستيرول في الدم، يؤدي ذلك إلي تراكم المواد الدهنية وخاصة الكوليسترول عالي الكثافة و هو ما يعرف بالكوليسترول "الضار" - علي جدران الأوعية الدموية من الداخل مما يتسبب في تضييقها وإبطاء حركة تدفق الدم أو حتي توقفه تماماً وبالتالي الحيلولة دون وصول الاكسجين إلي القلب والمخ ، وإذا توقف تدفق الدم إلي جزء من القلب أو الدماغ، يؤدي ذلك إلي وقوع نوبة قلبية أو سكتة دماغية. وأوضح ان العلاقة القوية بين ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين الدموية، و نظراً للعبء الكبير الذي تلقي به أمراض القلب و الشرايين علي كاهل المريض و اسرته و المجتمع ككل، فانه من الضروري أن يتم اعتبار رفع الوعي بمخاطر الكوليسترول، كأولوية قصوي في دول الشرق الاوسط، نظراً لنوعية الحياة في هذه الدول و التي ينقصها الرياضة و الغذاء السليم. وتعد الأمراض القلبية و السكتات الدماغية هي السبب الرئيسي لوقوع الوفيات حول العالم، حيث يقدر عدد الذين يفقدون حياتهم سنوياً جراء أمراض القلب ب 3.71 مليون شخص. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه بحلول 0302 سيفقد 6.32 مليون شخص حياتهم بسبب أمراض الأوعية الدموية وخصوصاً الأزمات والنوبات القلبية. أما في منطقة الشرق الأوسط وعلي وجه الخصوص منطقة الخليج، فإن مخاطر أمراض القلب تنتشر بشكل ملحوظ بين الشريحة التي تضم السكان متوسطي الأعمار . واوضح الدكتور محمد صبحي استاذ ورئيس قسم القلب بكلية طب جامعة الاسكندرية ان نتائج دراسة عالمية اكدت اصابة المصريين بالذبحة الصدرية وضيق وتصلب الشرايين التاجية عند عمر يقل 10 سنوات عن الدول الأخري ليصبح 30 عاما في الرجال بدلا من 40 ، و40 عاما لدي السيدات بدلا من 50، فيما يتطلب اجراء الفحوصات الطبية للكشف مبكرا عن الاصابة بالامراض القلبية في سن يقل عن 30 عاما. وأوضح ان الجمعية المصرية لامراض القلب اعتمدت النتائج الخاصة بمصر في تلك الدراسة التي استمرت عام وتعرف بدراسة أكسس ريجيستري وشملت 9700 مريض في 19 دولة في البلاد النامية من بينها مصر واجريت من خلال 134 مكان بامريكا اللاتينية والشرق الاوسط. ولفتت الي ان احصائيات منظمة الصحة العالمية الاخيرة تشير الي ان نسبة مرضي السكر في مصر 16٪ ، وضغط الدم 26,7٪، والدهون او الكوليسترول 19,4٪ ، والسمنة 66٪ ، وعدم ممارسة الرياضة 70,4٪ ، ومن لا يتناولون فواكه وخضراوات طازجه نسبتهم 79٪، بينما المدخنون 28٪ ، مشيرا الي ان تلك هي النتائج التي توصلت اليها دراسة اكسس ونشرت في اكبر مجلة علمية امريكية " اميركان هارت جورنال". وأوضح صبحي ان نتائج الدراسة والخاصة بمصر تتطلب اجراء فحوص مبكرة للمعرضين لعوامل وراثية او تاريخ وراثي مع امراض الضغط والسكر وارتفاع الدهون والمدخنين خاصة في حالة توافر عاملين او اكثر حيث وجد ان هناك ارتفاعا لنسب الاصابة بضغط الدم في مصر وهو يمثل 54٪ ممن يصابون بالذبحة ، وتمثل الدهون 40٪ من الاصابة بالذبحة، والسكر يمثل من 30 الي 35٪، والسجائر من 25 الي 30٪. واضاف الدكتور نبيل فرج استاذ امراض القلب بكلية طب عين شمس انه من الضروري إجراء فحص الدم لقياس مستويات الكولستيرول بصورة دورية وعدم الاكتفاء بإجراء الفحص لمرة واحدة بعد سن العشرين. وأوضح الدكتور ياسر بغدادي استاذ امراض القلب بكلية طب جامعة القاهرة انه إذا ما تم تشخيص المريض بالإصابة بارتفاع مستويات الكولستيرول في الدم، فإنه يتوجب عليه السعي إلي خفض مستوياته إلي حدود المقبول، حيث أن الجدوي من هذا الأمر علي قدر كبير من الايجابية بالنسبة لحياة الشخص، فمع انخفاض مستويات الكوليسترول، تنخفض أيضاً مخاطر الاصابة بنوبات قلبية. ويمكن تخفيض مستويات الكوليسترول، بعدة طرق تتضمن اتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول العلاجات الطبية المخفضة للكولستيرول. وسوف يساعد الطبيب المريض علي الوصول إلي الهدف عبر وضع خطة العلاج المناسبة. ومع ذلك، فإن عدم الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي، وعدم الانتظام في تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول، واتباع الحمية الغذائية الصحيحة، وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يؤدي إلي معاودة ارتفاع نسبة الكولستيرول مجدداً.