د. طارق أنيس توجد علاقة وثيقة بين الاصابة بأمراض الشريان التاجي والاصابة بضعف الانتصاب حيث إن أسباب الاصابة بهذين المرضين واحدة وتتمثل في التقدم في السن والاصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وارتفاع نسبة الدهون في الدم والاكتئاب إلي جانب الأسباب المتعلقة بنمط الحياة مثل التدخين والسمنة المفرطة والبعد عن ممارسة الرياضة بانتظام والتوتر الدائم بسبب مشاكل العمل والحياة. وتقدر نسبة الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب بين مرضي الشريان التاجي نحو 25٪ وفي معظم الأحيان يحدث ضعف الانتصاب قبل ظهور أعراض قصور الشريان التاجي نظرا لصغر الشرايين المغذية للقضيب بالمقارنة للشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب ويقول د. طارق أنيس استاذ أمراض الذكورة بجامعة القاهرة أن الدراسات أثبتت أن الرجال المصابين بضعف الانتصاب معرضون بنسبة كبيرة للاصابة بالذبحات الصدرية خلال ثلاثة أعوام من اصابتهم بضعف الانتصاب وهم كذلك معرضون بنسبة كبيرة للجلطات القلبية والسكتات الدماغية خلال خمس سنوات من اصابتهم بضعف الانتصاب ما لم يتم التحكم في أسباب قصور الدورة الدموية وكذلك تعديل نمط الحياة ويصاحب الاستثارة الجنسية زيادة في المجهود المبذول حيث يحدث ارتفاع بسيط في ضغط الدم وزيادة في معدل ضربات القلب ويزداد هذا المجهود بشكل واضح أثناء القذف الذي يستغرق نحو 01 إلي 51 ثانية. وتقدر الأبحاث أن المجهود الذي يبذله الرجل المتزوج صغير السن والذي يتمتع بصحة جيدة أثناء المعاشرة الزوجية الكاملة يقدر بنحو أربعة أضعاف المجهود المبذول أثناء الراحة التامة وهو ما يعادل المجهود المبذول أثناء صعود طابقين باستخدام السلم وقد يبذل الرجال المتقدمون في السن مجهود أكبر من ذلك خاصة الذين يعانون من صعوبة في القذف لأسباب مرضية أو نفسية. وتمثل الذبحات الصدرية التي تحدث أثناء المعاشرة الزوجية نحو 5٪ من جميع الذبحات الصدرية وهي نادرة الحدوث في مرضي القلب الذين لا يشعرون بآلام الصدر أثناء ممارسة الرياضة، بينما تزداد بشكل كبير في مرضي القلب الذين لا يمارسون الرياضة والذين يعانون من ألم الصدر مع المجهود العضلي البسيط. أما بالنسبة لجلطات القلب فالدراسات تقدر ان نسبة حدوثها أثناء المعاشرة الجنسية تقدر بنحو ثلاثة أضعاف نسبة حدوثها في غير أوقات المعاشرة الجنسية وذلك في الرجال في العقد الخامس والسادس من العمر وبالرغم من هذه الزيادة النسبية الكبيرة لا تمثل المعاشرة الجنسية سوي 1٪ من أسباب جلطات القلب وذلك لقصر الوقت الذي تستغرقه المعاشرة الجنسية بالمقارنة للأنشطة الأخري وتقدر نسبة حدوث الجلطات بسبب المعاشرة الجنسية بالنسبة لمرضي القلب الذين يمارسون الجنس لمدة ساعة اسبوعيا بنحو 2 لكل عشرة آلاف مريض سنويا. أما بالنسبة لحالات الوفاة المفاجئة نتيجة لتوقف القلب فتتسبب المعاشرة الجنسية فيما لا يتعدي 7.1٪ من هذه الحالات وقد أثبت تشريح جثث هذه الوفيات ان نحو 39٪ منها في الرجال و57٪ في السيدات يحدث نتيجة لعلاقة جنسية خارج اطار الزواج مع شريك جديد أصغر في السن وفي ظروف غير مألوفة بعد الافراط في تناول الطعام أو الكحول. ومرضي القلب الذين يرغبون في معاودة النشاط الجنسي يتوجب عليهم استشارة الطبيب الذي يحدد مدي قدرتهم علي تحمل المجهود المبذول أثناء الجماع وكذلك مراجعة الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج القلب حتي لا تتعارض مع أدوية علاج ضعف الانتصاب. وقد أثبتت الأبحاث ان نسبة حدوث جلطات القلب أثناء المعاشرة الزوجية في مرضي القلب الذين لا يمارسون الرياضة تبلغ ثلاثة أضعاف نسبة حدوثها في الأصحاء، بينما تعادل هذه النسبة مثيلتها في الأصحاء في مرضي القلب الذين يمارسون الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا وقد أثبتت الأبحاث كذلك ان انقاص الوزن والامتناع عن التدخين من أهم أسباب الوقاية من حدوث الجلطات المصاحبة للنشاط الجنسي. وقد أثبتت مثبطات النوع الخامس من انزيم فوسفودايستريز التي تستخدم في علاج ضعف الانتصاب مثل الفياجرا وفاعلية فائقة في علاج ضعف الانتصاب لمرضي القلب، وكذلك درجة عالية من الأمان عند استخدامها تحت اشراف طبي .