كمال عبد العزيز - د. وليد يوسف أصبحت المهرجانات السينمائية العربية تشغل بال السينمائيين والنقاد والاعلاميين وايضا الجمهور بسبب تضارب مواعيدها وتشابكها لدرجة ان هناك مهرجانات تعقد بالتزامن مع مهرجانات اخري دون اي تنسيق والملاحظ ان المهرجانات السينمائية العربية تركز نشاطها خلال الربع الاخير من العام لدرجة ان هناك أكثر من 9 مهرجانا في 9 مدن عربية يتم اقامتها خلال ثلاث شهور فقط حيث يشهد الربع الاخير من العام ذروة الصراع السينمائي بين المهرجانات فمثلا خلال شهر سبتمبر وقبل ان يختتم مهرجان الاسكندرية السينمائي دورته الثامنة والعشرين افتتح مهرجان الاقصر للسينما المصرية والاوربية فعالياته وبينهما انطلق مهرجان سلا لسينما المرأة بالمغرب؛ بعدها بأقل من اسبوعين فقط ينطلق مهرجان ابو ظبي يليه مهرجان الغردقة لللسينما الأسيوية والذي تنطلق دورته الاولي عقب ابو ظبي بثلاثة ايام فقط يليه مهرجان الاردن للفيلم القصير ثم القاهرة السينمائي نهاية نوفمبر ليتداخل معه موعد مهرجاني دبي السينمائي ومراكش بالمغرب وهذا التداخل في مواعيد المهرجانات لا يتيح الفرصة سواء للسينمائيين او النقاد لمتابعة هذه المهرجانات ولا تقتصر حالة الفوضي علي المواعيد بل تتجاوزها الي تشابه الافلام والنجوم الذين يحضرون هذه المهرجانات ويجري صراع بين هذه المهرجانات للحصول علي الافلام وايضا خطف النجوم مما يجعل اغلبها نسخة واحده لا تفيد صناعة السينما.. فإلي متي تظل هذه الحالة من الفوضي التي تسيطر علي مهرجاناتنا العربية؟ في البداية قال الناقد د. وليد سيف - رئيس مهرجان الاسكندرية لسينما حوض البحر المتوسط - خريطة المهرجانات السينمائية العربية وخاصة المهرجانات القديمه واضحة تماما فمثلا مهرجانا القاهرةوالاسكندرية اللذين تجاوز عمرهما الثلاثين عاما مواعيدهما واضحة منذ بداية انطلاقهما والغريب أن المهرجانات العربية التي انطلقت بعدهما بسنوات نافستهما في اختيار نفس مواعيد انطلاقهما ولا احد يعرف الدوافع ولا الاسباب التي ادت الي ذلك وكان الاولي بصناع المهرجانات الجديدة ان يبتعدوا عن مواعيد القاهرةوالاسكندرية قدر الامكان. واضاف د.وليد سيف: هناك اربعة شهور كاملة من المستحيل اقامة مهرجان عربي فيها بداية من شهر مايو وحتي اغسطس وذلك لارتفاع درجات الحرارة في المدن العربية في هذا التوقيت مما يقف حائلا أمام استجابة النجوم العالميين والضيوف لحضور المهرجانات العربية ولكن للتخلص من أزمة تضارب المواعيد ان يتم تحريك مواعيد المهرجانات العربية ما بين شهر سبتمبر حتي نهاية ابريل. وطالب د. وليد بضرورة انشاء اتحاد عربي للمهرجانات العربية يتولي التنسيق لمواعيد هذه المهرجانات وايضا التنسيق بين البرامج السينمائية التي يتم تقديمها بحيث لا تتشابه او يتم تكرار برنامج مما لا يحقق الفائدة منه وبالتالي تحقق المهرجانات الفائدة من انشائها وهي خدمة صناعة السينما. خصوصية المهرجان يقول الناقد علي ابو شادي : لا أري أن هناك صراعا بين المهرجانات السينمائية العربية ويمكن لأكثر من مهرجان أن يقام في توقيت واحد لأن المهرجانات السينمائية توجه بالاساس لجمهور المدينة او البلد الذي يقام فيه المهرجان وليس للنقاد والصحفيين وكل مدينة لها جمهورها وايضا خصوصيتها. واضاف علي ابو شادي : لا يوجد اي مشكلة لدي صناع السينما في تداخل مواعيد المهرجانات لان كل صناع السينما لا يتواجدون في كل المهرجانات بل يختارون المهرجان الذي يحقق لهم الاستفادة سواء المادية من خلال القيمة المالية للجوائز او من خلال الاستفادة من تبادل الخبرات وحضور ورش العمل التي تقيمها المهرجانات فلا يوجد صانع للسينما يحضر كل الورش الفنية التي تقام علي هامش المهرجانات بل يختار ما يحتاج اليه وكل واحد يبحث عن المساحة التي من الممكن ان تخدمه سواء كمنتج او مخرج او كسوق والمشكلة تم تضخيمها اعلاميا فقط لان الاعلاميين والنقاد هم المتضررون الوحيدون من هذا التداخل ورغم ذلك اتمني التنسيق بين المهرجانات العربية. واشار علي ابو شادي الي ان تركيز اقامة المهرجانات العربية في الربع الأخير من العام لا علاقة له بدرجات الحرارة او الطبيعة الجغرافية للمدينة التي يقام فيها المهرجان لان القاعات المكيفة ودور العرض المجهزة لا تشعر ضيوف المهرجانات بدرجات الحرارة سواء كانت شديدة البرودة او عالية الحرارة وقال أبو شادي: وجود مهرجانات اخري في العديد من البلدان مثل مهرجانات الفنون الشعبية او الموسيقية او المسرحية ربما تكون السبب الرئيسي في تاخير المهرجانات السينمائية للربع الاخير من العام حتي لا يحدث تضارب داخل المدينة نفسها ولكن هناك مهرجانات اختارت توقيتيات من اجل العناد فقط مثل مهرجاني دبي ومراكش والذين يتم اقامتهما في نفس التوقيت تقريبا وكل عام يكون هناك خناقات خطف النجوم والافلام رغم ان توجهات المهرجانين مختلفة تماما. وطالب علي ابو شادي صناع المهرجانات المصرية الجديدة بضرورة الابتعاد عن الثلث الاخير من السنة وقال: بحيث يتم توزيع المهرجانات المصرية علي مدار العام وايضا الابتعاد عن موعد مهرجان القاهرة السينمائي وثانيا حتي يتسني لهذه المهرجانات الجديدة ان تحظي باختيار افلام عرض اول في مسابقتها. موسم المهرجانات ووصف كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما- الثلث الاخير من العام بموسم المهرجانات العربية وقال: صناع المهرجانات العربية ركزوا جهودهم في اطلاق مهرجاناتهم خلال الشهور الثلاث الاخيرة من العام والكل اختار الموعد علي حسب ظروف دولته او المحيطة به دون اي رؤية لخريطة المهرجانات العربية لذلك لابد من فض حالة الاشتباك بين المهرجانات في مواعيدها من اجل الصناعة وايضا من اجل تحقيق هذه المهرجانات للنجاح المرجو منها. وقال: أزمة تضارب مواعيد المهرجانات العربية كانت تشغلني منذ فترة طويلة ومنذ ان توليت مسئولية المركز القومي للسينما قمت بعمل حصر دقيق لمواعيد المهرجانات العربية واكتشفت ان كل التواريخ راكبة علي بعضها من هنا جاءت الفكرة بأن أوجه الدعوة لكل المهرجانات العربية لترتيب المواعيد ويجري حاليا التحضير لورقة عمل لعقد لقاء مع كل مديري المهرجانات للتنسيق في مواعيد المهرجانات العربية من خلال هذه الورقة التي سيتم توزيعها علي ادارات المهرجانات سنحقق التنظيم لكل المهرجانات العربية.