أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ارتباط مصر ومقدونيا علي مدي العقدين الماضيين بعلاقات تعاون وصداقة تميزت ومازالت بالتفاهم والاحترام المتبادل، لافتا الي أن ذلك انعكس في المواقف الداعمة التي أبدتها مقدونيا لمصر واختيارات شعبها في مرحلة دقيقة من تاريخها. وأعرب السيسي عن تطلع مصر إلي زيادة حجم ونطاق التعاون الثنائي القائم بيننا، وكذلك استمرار التعاون البناء والإيجابي في المحافل والمنظمات الدولية لما فيه الصالح المشترك للبلدين. جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المقدوني جورجي إيفانوف عقب جلسة مباحثات بينهما وحضره كل من السفيرة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس للأمن القومي واللواء مصطفي شريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية وسامح شكري وزير الخارجية وأشرف سالمان وزير الاستثمار وحسام كمال وزير الطيران المدني والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته لاستقبال الرئيس المقدوني د. جورجي إيفانوف في أول زيارة له إلي مصر منذ أن تبادلت الدولتان العلاقات الدبلوماسية التي مر علي إقامتها أكثر من عشرين عاماً، مشيرا الي أن هذا هو اللقاء الثاني الذي يجمع بينه مع الرئيس المقدوني عقب اللقاء الاول علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر 2014. دعم العلاقات الثنائية وأشار السيسي الي أنه اتفق مع نظيره المقدوني علي ضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين مشيرا الي أن الزيارة تأتي كأبلغ تعبير عن هذا التوجه المشترك، والتزامنا بالعمل علي ترجمته إلي خطوات عملية ملموسة لتفعيل التعاون الثنائي بين البلدين.. وأضاف السيسي أن البلدين ارتبطا علي مدي العقدين الماضيين بعلاقات تعاون وصداقة تميزت وما زالت بالتفاهم والاحترام المتبادل، وهو ما انعكس في المواقف الداعمة التي أبدتها دولتكم لمصر واختيارات شعبها في مرحلة دقيقة من تاريخها. ونحن إذ نعتز بهذه العلاقات بين البلدين الصديقين. وأعرب السيسي عن سعادته خلال المباحثات بما لمسه من الرئيس «إيفانوف» من حرص كبير علي الارتقاء بالعلاقات، حيث تم الاتفاق علي العمل معا علي ترجمة ذلك إلي خطوات ملموسة من خلال الجهات التنفيذية في البلدين خلال الفترة القادمة، مشيرا الي أن ضرورة استكشاف الفرص الواعدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية، بحيث تصبح مثل هذه الخطوات ركيزة أساسية لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات لصالح الشعبين الصديقين. واضاف السيسي : انه تبادل مع الرئيس المقدوني وجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، موضحا انه استمع منه لتقديره بالنسبة لاستمرار أزمة اللاجئين في أوروبا، كما بحثا معا سبل التعاون في مجال التهديد المشترك المتمثل في ظاهرتي الإرهاب والتطرف. وأكد السيسي أنه تم الاتفاق علي ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب من منظور شامل يُركز علي محاربة الأسس الفكرية التي يقوم عليها، وبما يراعي البعدين الاجتماعي والاقتصادي إلي جانب البعد الأمني لافتا الي أنه تم الاتفاق ايضا علي ضرورة معالجة جذور الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة توفير الدعم الدولي للبلدان المستقبلة للاجئين، وأشار السيسي إلي التوافق كذلك فيما يتعلق بأهمية التمسك بالوسطية والتسامح وإعلاء قيمة الحوار بين الحضارات والأديان المختلفة. واختتم السيسي كلمته قائلا : إنني إذ أكرر سعادتي بالترحيب بكم، فخامة الرئيس، ضيفاً عزيزاً علي مصر، معرباً عن ثقتة الكاملة في أن تشكل زيارتكم الكريمة محطة مهمة لانطلاق العلاقات بين البلدين إلي افاق أرحب، وآمل في تكثيف الزيارات بين دولتينا بما يحقق المصالح المشتركة لشعبينا، وإنني لأتمني لكم إقامة طيبة في مصر، كما أتمني لبلدكم الصديق كل التقدم والازدهار. مصر ركيزة الاستقرار ومن جانبه، أكد الرئيس المقدوني جورجي إيفانوف أهمية مصر وقيادتها بإعتبارها ركيزة الاستقرار في المنطقة ، مشددا علي حرص والتزام بلاده للعمل بجدية وفاعلية مصر القاهرة في كل المحافل الدولية لتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.. وقدم ايفانوف الشكر للرئيس السيسي علي الدعوة التي تلقاها لزيارة القاهرة التي تعد أول زيارة لرئيس مقدوني الي مصر بعد استقلالها ، وقال إن الزيارة تهدف الي إعطاء قوة لعلاقات الصداقة بين البلدين في إطار الاحترام المتبادل والتعاون البناء.. وأشار جورجي إلي ان السفارة المقدونية الوحيدة في القارة الأفريقية هي في مصر مشيرا الي أنه بحث مع الرئيس السيسي التعاون القائم بيننا وحددنا نقاط التعاون المستقبلية التي نريد أن نركز عليها لتعزيزها في المرحلة المقبلة. وأضاف إيفانوف أنه ناقش أيضا مع الرئيس السيسي التقديرات الخاصة بمشاكل الهجرة واللاجئين التي تؤثر علي البلدين ، مضيفاً أن كلتا الدولتين واجهتا تحديات كبيرة بسبب مشكلة الهجرة واللاجئين التي أثرت علي دول أوروبا وشمال أفريقيا. وقال الرئيس المقدوني إنه سيكون لبلاده دور مهم في الاتحاد الاوربي حول مايتعلق بهذه الازمات والتحديات، مشيرا الي أنه استمع من الرئيس السيسي علي عدد اللاجئين الذين تستضيفهم مصر وكل التهديدات التي تواجهها خاصة مشكلة الارهاب والتطرف العنيف، وقدم ايفانوف التهنئة للرئيس السيسي علي النجاح الذي تحققه مصر في هذه المعركة الحاسمة وتحقيق تقدم ضد خطر الارهاب. التحالف ضد الإرهاب وأكد أن مقدونيا شريك فعال في التحالف الدولي ضد الارهاب وستواصل هذه الجهود مع المجتمع الدولي مشيرا الي ان هناك حاجة للتعاون في هذا المجال من خلال الاجهزة المختصة لمواجهة هذه التحديات.. واوضح أن مصر ومقدونيا تربطهما صداقة وشراكة طويلة وهذه الزيارة التي يقوم بها لمصر فصل جديد من علاقات التعاون بين البلدين مشيرا الي أن هناك العديد من الامكانات والفرص الواعدة في الدولتين ومنها التعاون في المجال الاقتصادي الذي يحتاج الي المزيد من الدفع والتعزيز لأن هذا هو المستقبل. وانه سيتم عقد لقاء مشترك بين رجال الاعمال في البلدين للتعرف علي الفرص الاستثمارية المتاحة والبناء علي العلاقات الجيدة بيننا معرباً عن توقعه بأن يري المزيد من رجال الاعمال المصريين في بلاده قريباً وكذلك رجال الاعمال المقدونيين للقاهرة.. وأكد الفرص والمزايا الواعدة للاستثمار في البلدين والبيئة الايجابية المثالية في مقدونيا، مؤكداً أن بلاده يمكن أن تكون بوابة لمصر في السوق الأوروبية. ورحب الرئيس المقدوني بتوقيع بروتوكول تعاون بين البلدين في مجال الزراعة الذي ستكون له أهمية خاصة وركيزة أساسية لتعزيز التعاون بين البلدين.