اختيار أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق كأمين عام ثامن للجامعة العربية خلفا لنبيل العربي، أصبح أمراً محسوماً..ومنتظر أن يعلن ذلك وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الخميس القادم بالجامعة، بتفويض من الرؤساء والملوك. الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار أبو الغيط «دون علمه» ليكون مرشح مصر للجامعة، وهو المنصب الذي يطمع فيه كثيرون سواء من المصريين أو الخليجيين، بعد أن أثبت نبيل العربي خلال 5 سنوات أن أداءه الضعيف أسقط بيت العرب في الهاوية.. وتتيقن القيادة المصرية أن أبو الغيط سيؤدي دوراً قوياً في تلك الهاوية وسينقذ ما يمكن إنقاذه خلال المرحلة القادمة.. ويبقي فقط الإجماع العربي علي مرشح مصر. خلال اليومين الماضيين أجري سامح شكري وزير الخارجية مشاورات مكثفة مع نظرائه العرب بتكليف من الرئيس السيسي، لتكوين إجماع عربي علي أبو الغيط للحفاظ علي مصرية المنصب.. وحتي الآن يحظي مرشح مصر بشعبية كبيرة بين الدول، إلا دولتين فقط، وخلال الأيام القليلة القادمة وقبل اجتماع وزراء الخارجية، ستنجح الدبلوماسية المصرية بلا شك وبالتعاون مع السعودية في إقناع كلتا الدولتين بتأييد مرشحنا، ليصبح أمراً واقعاً أن أبو الغيط هو الأمين العام الثامن للجامعة العربية. تاريخ أبو الغيط طويل وحافل بالدبلوماسية القوية، وله عدة مواقف مشرفة تثبت أنه مؤهل لانتشال الجامعة العربية من كبوة عجز أصابتها طوال السنوات الخمس الماضية.. يأخذ بعضهم عليه فقط انتماءه لنظام مبارك، ولكن يجزم الجميع أن نظام الثلاثين عاماً ذاك أولد الصالحين كما أولد كثيرا من الطالحين. مما لا شك فيه أن جعبة أبو الغيط في الجامعة الميتة ستحمل الكثير، ولعل أبرز ما ستفرزه وجود السفير حسام زكي في الجامعة، وأتيقن أن يصبح متحدثاً باسم الجامعة العربية فهو الوجهة المشرفة والمتحدث اللبق والشخصية القوية وشعلة النشاط الدبلوماسي، وبالتأكيد سيساعد في محاولة إحياء الجامعة.