في وقت أوعز فيه مراقب إسرائيل «يوسف شاپيرا» بنقل انتقاداته إلي نتانياهو ووزير دفاعه يعالون، التي أكد فيها إخفاق مؤسسات إسرائيل السياسية والعسكرية في التعاطي مع أزمة انفاق قطاع غزة، شنت دوائر عسكرية في تل أبيب هجوماً غير مسبوق علي الجهة ذاتها، وقال تقرير محسوب علي الاستخبارات الإسرائيلية، إن نتانياهو ووزير دفاعه يتعاملان بفتور، ليس مع الجبهة الغزاوية فقط، وإنما مع الجبهتين السورية، وما وصفه التقرير بنظيرتها في الضفة الغربية. ووفقاً للتقرير الذي نشره موقع «دبكا» العبري، رأت الدوائر ذاتها أنه في حين يجزم الإيرانيون وحزب الله بأن «النجاحات» العسكرية التي حققها الروس في سوريا قبالة هضبة الجولان، تخدم مصالحهما الاستراتيچية، وتقود لفتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل في تلك المنطقة، يتخذ نتانياهو ووزير دفاعه موشي يعالون موقفاً متخاذلاً، ويلتزمان الصمت إزاء تلك التطورات. الخطر الفادح ورغم أن انتقادات الداخل الإسرائيلي لم تُفصح عن الطريقة، التي ينبغي أن تتعامل الحكومة الاسرائيلية بها مع هذه التطورات، إلا أنها قالت إنه من غير المستبعد أن يجند ويسلح الروس دروز مدينة السويداء السورية، ما يُعد خطراً فادحاً علي خط التماس مع إسرائيل، وينذر بتهديد الإيرانيين وحزب الله لإسرائيل بشكل يفوق تهديد الأخير لإسرائيل من الجنوب اللبناني؛ وفي محاولة لإقامة الدليل علي ذلك، نقل التقرير العبري معلومات وصفها بالموثقة، أشار فيها إلي أن الأردن حذر من احتمالات هروب ما يتراوح بين 6000 إلي 8000 عنصر مسلح من القوات المعارضة للأسد إلي الأردن، علي خلفية عمليات القصف التي تقوم بها المقاتلات الروسية في سوريا، وأضافت المعلومات المنسوبة إلي دوائر استراتيجية وعسكرية في الأردن، أن هروب هذا العدد إلي الأراضي الأردنية سيشعل حدود المملكة، ويزيد من تفاقم الأزمة الأمنية، لاسيما في ظل تزايد أعداد اللاجئين من المدنيين السوريين. منحة الروس علي الصعيد ذاته، قال التقرير العبري إن الروس منحوا الأسد والإيرانيين وحزب الله فرصة عظيمة لتهديد إسرائيل، إذ حاولت تلك الجبهات في الماضي، بالتعاون مع سمير القنطار، الذي اعترف التقرير بأن اسرائيل اغتالته في 19 ديسمبر الماضي حاولوا السيطرة علي مدينة السويداء، لكنهم فشلوا في ذلك. وفيما يتعلق بالضفة الغربية، تجاهل التقرير العبري ممارسات اليمين الاسرائيلي المتطرف ضد الفلسطينيين، ورأي أن احتجاز جثث الفلسطينيين، وهدم منازلهم وتشريد أسرهم ليس كافياً لدحر انتفاضة الشعب، الذي يناضل لتحرير أرضه المحتلة؛ وتهكم معدو التقرير علي وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي وصفوه بالعاجز أمام تأمين طريق بطول 32 كيلو مترا (وهو الطريق المعروف برقم 443)، الذي يشهد أكبر نسبة من الاحتكاكات بين اليمين المتطرف والفلسطينيين في إطار ما يُعرف بانتفاضة السكين؛ ودعا التقرير في هذه النقطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه إلي التخلي عن سياسة «ضبط النفس» وتحمل المسئولية حيال ما يجري. مواقف سلبية أما فيما يخص الجبهة الثالثة «الغزاوية»، فقال التقرير إن حكومة تل أبيب تتعامل بسلبية مع أنفاق القطاع، مشيراً إلي أنه في الوقت الذي يعلن فيه نتانياهو، أنه سيرد بقوة علي حماس إذا هاجمت إسرائيل، تعكف كوادر الحركة علي تدشين أكبر عدد من الأنفاق، لتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي، بينما تنتظر حكومة تل أبيب وصول عناصر حماس إلي هدفها لتبدأ بالرد؛ وأبدي التقرير العبري دهشة من تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي، ورئيس أركانه «أيزنكوت»، أنه لا يوجد نفق واحد علي خط التماس بين غزة وإسرائيل، جازماً بأنه توجد شبكة أنفاق متشعبة إلا أن حكومة تل أبيب تتعامل مع الأمر بسلبية لا تختلف عن سلبيتها في التعاطي مع الجبهات الأخري، التي تهدد إسرائيل.