سيدنا محمد محب ودود الحب عنده طبيعة ، وفطرة ، لا غرض أو شهوة .. من أجل هذا كان يبذل حبه في سخاوة نفس نادرة النظير . أحب الله وأحب الناس وأحب الزمان والمكان وأحب كل شيء في كون الله الرحيب ، وحين نتتبع الحب في حياة رسولنا الكريم وفي أحاديثه نجده قد اتسع لكل شيء ، لقد بدأ فأحب ربه حبا عظيما .. الله عند سيدنا محمد هو بارئ الحياة كلها والأحياء جميعا، ذلك أن الله عند محمد وفي عقيدته ليس أسطورة مثالية ولا رمزا جميلا انما هو حقيقة بل هو الحقيقة الكبري . ذات يوم كان يجلس رسولنا الكريم مع رجل من أصحابه فمر بهما رجل آخر فقال جليس النبي : يا رسول الله اني احب هذا الرجل فسأله الرسول : وهل أعلمته بهذا ؟ قال الرجل : لا .. قال النبي : فأعلمه فلحقه الرجل وقال له : اني احبك في الله فأجابه صاحبه : أحبك الذي أحببتني له ..!! وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : اذا أحب أحدكم أخاه فليخبره انه يحبه هذا رسول أحب الحب ، وأدرك قيمة دوره في حياة البشر .فقال في الحب قولا بليغا وسديدا ، وعاش حياته كلها محبا ودودا عليه صلوات ربنا وسلامه .. لقد تعلمنا من حبيبنا رسول الله أن الحب.. صدق ورحمة وتسامح وأن الحب .. عرفان بالجميل ، واعتراف بالخطأ. الحب .. خوف من الزلل، وقبول للعذر. الحب .. عطاء بلا حدود ، وتضحية لا تنتظر إذنا من العقل، الحب .. تجاوز عن السيئة ، وزرع للأمل في قلب حزين، الحب .. ألفه وتجانس فكره. الحب.. امتلاك دون انانيه وصداقه متوازنة سليمة. الحب .. وسيله للبناء ، وروح للسعادة ، وقلب ينبض بإرادة جبارة للعمل لا تريد التوقف أبدا. أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم ، حب خالٍ من أي غرض ، خال من شوائب الدنيا ، حب لا يقوم علي الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة ، بل يقوم علي التقوي ، فبحب الله ورسوله نحب انفسنا والآخرين .