قبل نصف قرن كان برج المنوفية مكانا يقصده المصريون والسياح والأمراء العرب ومشاهير المجتمع باعتباره أشهر مكان في مصر متخصص في تقديم الفطير المشلتت تلك الوجبة المصرية الريفية، وما يصاحبها من مفردات ريفية أخري مثل عسل النحل والجبن القديم تفتح الشهية، وتجعل الأكل في هذا المكان متعة. وعلي الطريق الزراعي السريع الذي يربط القاهرة بمدينة الإسكندرية يقع البرج وهو عبارة عن استراحة ومطعم سياحي يعود اسمه لبرج الحمام وهو رمز وشعار المحافظة ويشتهر البرج بتقديم الوجبات الريفية بشكل عام وعلي رأسها الفطير المشلتت ومستلزماته من عسل النحل الطبيعي والعسل الأسود والمش والجبن القديم، كذلك يشتهر البرج بتقديم الحمام المشوي والمحشي فضلا عن مختلف أصناف الأطعمة الطازجة والمشروبات. ويعود تاريخ تشييد البرج إلي بداية ستينات القرن الماضي بقرار من محافظ المنوفية في ذلك الوقت الدكتور محمد متولي، ليكون استراحة للمسافرين علي الطريق الزراعي ومنذ ذلك التاريخ اصبح البرج من أشهر معالم المحافظة وزاره عبر السنين ملوك وأمراء ووزراء وسياح إلي جانب عدد كبير من مشاهير المجتمع المصري، بينهم المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي وشيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، وعدد كبير أيضا من الساسة ورجال الفكر وهذه الزيارات ممهورة بتوقيع هؤلاء جميعا من خلال دفتر زيارات البرج والذي يحتوي علي كلمات ثناء واطراء من كل هذه الشخصيات وغيرها الكثير. والطريف أن الفطير كان يتم اعداده في البرج خصيصاً للرئيس المصري السابق الراحل محمد أنور السادات ثم ينقل إليه في منزله بمسقط رأسه قرية ميت أبو الكوم،بمركز تلا يقول لنا أقدم العاملين في البرج «عم فوزي» أنه كان يتم خبز واعداد الفطير المشلتت داخل أفران بلدية متخصصة، داخل البرج علي نيران الحطب والأخشاب المجففة فيها.وتتولي عمليتي إعداد العجين والخبز سيدات ريفيات ماهرات. أما بدر الصباح فهي تعمل في البرج منذ 30 سنة وتقول: نتوجه انا ورفيقاتي للعمل في الصباح الباكر لإعداد السمنة والعجين ونخبز الفطير ونعده بالعسل والمش ليصبح جاهزا للبيع علي الزبائن المارين علي برج قويسنا ونوجه نداء إلي دكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية بأن يتم تثبيتهن فهن يعملن فيه منذ عقود طويلة ولم يتم توفيق أوضاعهن حتي الان رغم أننا نقدم أشهي وأجود أنواع الفطير المشلتت في ربوع مصر علي مدار السنين. المنوفية - محمد الشامي