الشعب المصرى يعيش حالة من الاحتقان السياسى أبهج صعود جماعة الإخوان المسلمين في مصر الإسلاميين في المنطقة العربية من ليبيا إلي الخليج إلا أن سعي المجلس العسكري في مصر للحد من سلطات الجماعة كشف في الوقت نفسه عن هشاشة المكاسب التي حققها الإسلاميون منذ بدء الربيع العربي.. وبعد أن ظلت جماعة الإخوان محظورة لعقود في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي أعلنت يوم الاثنين الماضي أن محمد مرسي مرشحها في انتخابات الرئاسة فاز علي المرشح المستقل الفريق أحمد شفيق.. لكن مناورة قانونية واسعة النطاق قام بها الحكام العسكريون لمصر تعني احتفاظهم بالسلطة في الوقت الراهن حتي وإن ثبت أن مزاعم شفيق بفوزه بالانتخابات لها ما يبررها.. ومنذ خروج الجماعة من وراء ستار الحظر أظهرت أن بإمكانها جذب الأصوات لكنها مازالت عالقة في لعبة خطيرة علي مستقبل مصر في مواجهة خصم يملك السلطة والإرادة لتغيير قواعد اللعبة كلما رأي أن ذلك ضروري.. ويرجح أن يكون التأثير الأكبر لنتيجة الصراع علي السلطة في مصر صاحبة الثقل الأكبر في المنطقة العربية علي قطاع غزة حيث سيعطي فوز مرسي بالرئاسة دفعة سياسية لحركة المقاومة الإسلامية »حماس« التي تسيطر علي القطاع.. وتأمل حماس أن يخفف فوز إسلامي برئاسة مصر من قيود الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ وقت طويل علي غزة. وإذا سيطرت الجماعة علي الأمور في مصر فإن حماس تأمل أيضاً أن يعزز ذلك موقفها في الصراع الداخلي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب.. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لرويترز إنه من الطبيعي أن تشعر حماس بسعادة أكبر كثيراً إذا فاز مرسي بالرئاسة.. لكن وعلي الرغم من أن الأمر قد يعطي دفعة معنوية لحماس فإن قلة يعتقدون أن انتصار مرسي سيحقق تغييراً كبيراً سواء في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية أو في الحصار الذي فرض علي غزة بتواطؤ من السلطات أيام مبارك.. وفي الواقع فإنه مثلما أقلقت شعبية الإخوان في الانتخابات الحكام العسكريين في مصر فإنها جعلت حكومات محافظة في منطقة الخليج تخشي من أن تصل موجة الانتفاضات إلي شواطئ بلدانها في نهاية المطاف تتخذ إجراءات ضد الإسلاميين في بلادها.. وتشجع أعضاء حركة الإصلاح في دولة الإمارات بالنفوذ المتنامي لجماعات إسلامية فازت بالانتخابات في تونس ومصر والمغرب فعززوا من مطالبهم بمنح المجلس الاستشاري الوطني الذي يعين نصف أعضائه مزيداً من السلطات.. ولأن الإمارات غير مستعدة للسماح بعمل أحزاب أو جماعات سياسية مستقلة فقد اتخذت إجراءات ضد المعارضين الإسلاميين.. ويقول إسلاميون في الإمارات إنهم يتبعون نفس ايديولوجية الإخوان المسلمين في مصر لكن لا توجد صلات مباشرة تربط بينهم. وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين التي يمتد تاريخها لأكثر من 08 عاماً الجماعة الأم للجماعات الإسلامية في العالم.. وعلي الرغم من أنه من المرجح أن تقبل الإمارات بأي مرشح يفوز في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية فإن النفوذ المتنامي للإخوان ومن يمكن أن يسيروا علي دربهم في الإمارات قد يؤدي إلي تأزم العلاقات بين الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي.. ويعيش المصريون فترة انتقال عاصفة شهدت إلغاء نتيجة الانتخابات البرلمانية وشكوكاً حول سلطات الرئيس المقبل وصلاحياته لكن التونسيين تنفسوا الصعداء.. كان المسار في تونس بعد الثورة أكثر سلاسة بكثير مما حدث في مصر فلا يوجد حكام عسكريون يقلبون الطاولة في وجه حزب النهضة الإسلامي التونسي الذي فاز بأول انتخابات تجري في الربيع العربي في أكتوبر.. وعلي عكس الإخوان في مصر التزم حزب النهضة التونسي بتعهده بعدم خوض انتخابات الرئاسة وقطع خطوات في سبيل طمأنة المؤسسة العلمانية القوية في البلاد لكن فوز شفيق الذي ينتمي للمؤسسة العسكرية في مصر قد يعزز شخصيات تنتمي للنظام السابق شكلت بالفعل عدداً من الأحزاب السياسية استعداداً لانتخابات العام المقبل.. ويرقب الليبيون الوضع في مصر عن كثب أكثر وتجري الانتخابات في ليبيا في أول يوليو وستكون أول انتخابات وطنية حرة في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي.. ومثلما حدث في دول أخري في شمال افريقيا ظهرت النسخة الليبية من جماعة الإخوان كلاعب مهم في الانتخابات.. وللمرة الأولي في تاريخ ليبيا يشارك شبان ينتمون لجماعة الإخوان التي كانت محظورة في يوم من الأيام في دعاية انتخابية في شوارع طرابلس ويوزعون كتيبات تروج لحزب العدالة والبناء الذي ينتمون إليه.