بعد أن أنهت مهمتها في الفيوم، انتقل الشمس الي الأقصر أمس لتجدد ثقتها في عبقرية المصريين القدماء.. حيث تعامدت علي قدس الأقداس في معبد الكرنك لتؤكد تفردهم في الدراسات الفلكية والحسابات المعمارية.. دخلت الشمس الي المكان الذي كان الدخول فيه ممنوعا للعامة، حيث كان مقصورا علي الكهنة. حتي الملك لم يكن له حق دخوله الا في الأعياد فقط.. دخلت اشعة الشمس واستقرت علي مقدمة المركب المقدس للإله أمون، وهي تكرر تعامدها لثلاثة أعوام كل عام احتفالا بالانقلاب الشتوي الذي يوافق وفقا لمعتقدات القدماء يوم ميلاد إله الشمس الأكبر آمون رع. لم تتوقف عبقرية المصري القديم عند هذا الحد بل امتدت إلي تعامد الشمس علي المعبد مرة أخري لكن في مستوي أعلي قليلا علي نفس المحور في مناسبه لها أهميتها الخاصه عند المصري القديم، وهي عيد الوادي الجميل الذي يوافق يوم 21 يونيو من كل عام وكان يشهد انتقال الزوارق المقدسة لثالوث طيبة المعظم «آمون وموت وخونسو » إلي البر الغربي لزيارة المعابدالجنائزية ويحتفل فيه المصريون بزيارة مقابرأمواتهم.. وبالأمس نظمت محافظة الأقصر إحتفالية ضخمة لهذه المناسبة بدأت مع الساعات الأولي من فجر أمس بتوافد المئات من محبي الأثار المصرية من مصريين وأجانب لمتابعة الظاهرة الفريدة وشهدت الاحتفالية عرضا موسيقيا قبل سقوط الشعاع وسط إنبهار كل من بالمعبد وعلي رأسهم محمد سيد بدر محافظ الأقصر الذي أكد أن المحافظة وضعت كافة إمكاناتها من أجل الإحتفال بهذه المناسبة التي تمثل تقدم للمصري القديم. واشار الي ان المحافظة بدأت في الاحتفال بالظاهرة منذ 5 سنوات ولكن نتمني ان نبدأ من الان الاعداد الجدي لتسويقها في السنوات القادمة بحيث تنال حقها وتكون جاذبة .. اسوة بظاهرة تعامد الشمس علي ابو سمبل خاصة وان مجموعه معابد الكرنك تمثل أكبر أثر ديني في العالم القديم كله وهو الأثر الوحيد الذي يسجل لحقبة زمنية كبيرة تزيد عن ثلاثه آلاف عاما عندما حرص ملوك وامراء مصر طوال هذه الفترة علي تشييد مسلاتهم ومقصوراتهم وتاريخ حياتهم علي جدران المعابد للتقرب الي الإله. ويقول الآثاري الدكتور منصور بريك مدير عام آثار الأقصر الأسبق أن الأثريين الفرنسيين نيكولا جريمال ولوك جافلود .. اكتشفا الظاهرة. واضاف ان فترة الانقلاب الشتوي تتوافق مع عيد ميلاد الإله «رع الكبير» اله الشمس في مصر القديمة، وبلغت عبقرية المصري القديم مداها عندما صمم نافذة كبيرة في الجهة الشرقية لتستقبل الشروق في هذا اليوم حتي تشرق الشمس بين برجي الصرح الاول للمعبد لتشكيل العلامة المصرية «أخت» التي تعني الافق بمعني أفق ظهور الشمس. الاقصر - محسن جود