غدا هو اليوم الحادي والعشرين من شهر ديسمبر له أهميه كبرى في تاريخ المصريين على مر العصور ففيه بداية الانقلاب الشتوي وقدسه قدماءهم لأنه يوافق يوم ميلاد اله الشمس الأكبر آمون رع واستطاعوا من خلال تفردهم وتميزهم في الدراسات الفلكية والحسابات الكونية من أن يتوصلوا إلى تصميم مجموعة معابد الكرنك. حيث تتعامد شمس هذا اليوم على أقدس مكان فيه والمسمى بقدس الأقداس والذي لم يكن مسموح بدخوله إلا لكبير الكهنة حتى الملك لم يكن له حق دخوله إلا في الأعياد فقط لإطلاق البخور وتقديم القرابين والمعجزة أيضا تتمثل في أن الشعاع يسقط على القاعدة التي يوضع عليها المركب المقدس للإله آمون ومقدمتها على هيئه رأس كبش وتستمر ظاهره تعامد الشمس لمده 3 أيام. ولم تتوقف عبقرية المصري القديم عند هذا الحد بل امتدت إلى تعامد الشمس على المعبد مره أخرى وإن كانت أعلى قليلا لكنها على نفس المحور في مناسبة لها أهميتها الخاصة عند المصري القديم وهى عيد الوادي الجميل الذي يوافق يوم 21 يونيو من كل عام والذي كان ينتقل فيه الزوارق المقدسة لثالوث طيبه المعظم (آمون وموت وخونسو) إلى البر الغربي لزيارة المعابد الجنائزية. ويحتفل فيه المصريين بزيارة مقابر أمواتهم ويذهبوا في احتفالات كبيره بعد موسم الحصاد حاملين كل ما تجود به النفس لتقديمها ك قرابين وكانت هذه الاحتفالات تستمر لمدة 10 أيام. بهذه المقدمة التاريخية بدأ محمد سيد بدر محافظ الأقصر كلماته معي وأضاف من أجل ذلك فإن المحافظة وضعت كافة إمكاناتها من أجل الاحتفال بهذه المناسبة التي تمثل تفردا للمصري القديم وتقدمه في العلوم الفلكية والحسابات الكونية في وقت كان العالم كله بعيد عن الحسابات أو الفنون والعمارة ومن أجل ذلك فإن المقصود أن نقول للعالم كله أن الحضارة المصرية تزخر بالمعجزات وأنها لا تزال سجلا حافلا لأعظم حضارة عرفها الإنسان وأن احتفالنا برصد الظاهرة ليس المقصود منها الاحتفال فقط ولكن لنرسل للعالم كله رسالة نؤكد فيها أن الأقصر هي بلد الأمن والأمان وأنها بعيدة كل البعد عن أي مهاترات. ويضيف محمد سيد بدر محافظ الأقصر أن المناسبة ضخمة بكل المقاييس وتؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك وتفوقهم فيه وفى غيره من مناحي العلوم واستغلالهم ذلك في تشييد معابدهم لجدير بأن يعرفه العالم كله وكان لزاما علينا نحن المصريين استغلال هذه العبقرية التي تذهل العالم كله في عمليات جذب سياحي أكبر لمصر للتعرف على هذه العبقرية وما خلفته من آثار عظيمه لا مثيل لها وأن المحافظة بدأت في الاحتفال بها منذ 5 سنوات ولكن نتمنى أن نبدأ من الآن الإعداد الجدي في تسويقها للسنوات القادمة. حيث تنال هذه المناسبة بالغة الدقة و التي تدل علي عبقرية المصري القديم حقها و تكون جاذبة بحيث تشارك أجهزة الدولة بالكامل سواء وزارة السياحة والهيئة العامة للتنشيط السياحي ومكاتبنا في الخارج في التسويق الجدي لتلك المناسبة التي حالت الظرف الحالية من التسويق لها علي النحو الذي يليق بها ونأمل انه في مثل هذا ألقت من العام القادم إن يكون هناك سياح قادمون لحضور هذه الواقعة في المقام الأول ونحن هذا العام قمنا بدعوة الوكالات العالمية لحضور الاحتفالية بعد أن وضعناها علي أجندة مصر السياحية. ونأمل أن تساعد معنا هذه الوكالات بجانب الإعلام المحلي في وضع هذه الواقعة التي تبهر العالم كله علي أجندة الشركات السياحية ومنظمي البرامج وأصحاب الشركات للتسويق لها أسوة بظاهر تعامد الشمس علي أبو سمبل خاصة وأن مجموعه معابد الكرنك تمثل أكبر أثر ديني في العالم القديم كله وهو الأثر الوحيد أيضا الذي يسجل لحقبه زمنيه كبيره تزيد عن ثلاثة آلاف عاما عندما حرص ملوك وأمراء مصر طوال هذه الفترة على تشييد مسلاتهم ومقصورتهم وتاريخ حياتهم على جدران المعابد للتقرب إلى الإله. ويقول الآثارى الدكتور منصور بريك مدير عام آثار الأقصر الأسبق أن الظاهرة رصدها الأثريين الفرنسيين نيكولا جريمال ولوك جافلود وهما من علماء المصريات الذين عملوا لسنوات في معابد الكرنك ضمن فريق العمل الخاص بالبعثة الفرنسية العاملة بمجموعه معابد الكرنك وهذه الظاهرة تجلت في ربط المصري القديم العمارة بالفلك عند تشييد هذا المعبد الضخم قلت للأثارى الكبير الدكتور منصور بريك مدير عام أثار الأقصر الأسبق وماذا يعنى تعامد الشمس في هذا اليوم خصيصا ولماذا اهتم به المصري القديم بذلك؟ فقال أن فتره الانقلاب الشتوي تتوافق مع عيد ميلاد الإله (رع الكبير) اله الشمس في مصر الفرعونية إلى جانب انه يتطابق مع بداية نمو محصولين رئيسيين لازمين لإقامة أي حضارة وهما القمح و الشعير وبلغت عبقرية المصري القديم مداها يوم أن شيد هذا المحور ليستقبل ضوء الشمس عندما صمم نافذة كبيره من الجهة الشرقية لتستقبل شروق الشمس في هذا اليوم على المركب المقدس ثم تستمر في إنارة المحور الرئيسي حتى تشرق بين برجي الصرح الأول للمعبد لتشكل العلامة المصرية (آخت)التي تعنى الأفق بمعنى أفق ظهور الشمس. وتابع: قلت للدكتور منصور بريك وهل من دلائل أخرى تؤكد تفوق المصري القديم في علوم الفلك فأجابني بقوله أن الدلائل على اهتمام الفراعنة بالشمس وشروقها وبراعتهم في التقويم كثيرة وأن المناطق الأثرية المصرية تحوى العديد من المعالم الأثرية التي تؤكد تقدم قدماء المصريين في مجال علوم الفلك، مثل منطقة "وادي نبقة" الواقعة جنوب غرب أبو سمبل وذات القيمة الفلكية الكبيرة والذي عثر فيها على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 8 آلاف سنة، وهو أقدم دليل تاريخي حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسي والاتجاهات الأربعة وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية في مصر والعالم وهو كشف يبين اهتمام المصري القديم منذ عصور ما قبل التاريخ ويؤكد امتلاك المصريين القدماء لفنون وعلوم وأسرار الفلك باقتدار. الجدير بالذكر أن مجموعه معابد الكرنك الستة هي آمون وموت وخونسو وبتاح وأوزوريس وأوبيت ومقامه على 220 فدانا، وهى عبارة عن مجمع مقدس يتوسطه معبد آمون رع الإله الرئيسي للأمبراطوريه المصرية من بداية عصر الدولة الحديثة وتم ربط آمون بإله الشمس (رع) والمعبد تم تشييده على محورين المحور الرئيسي فيهما غرب شرق ويتكون من الصرح الأول حتى الصرح السادس لارتباط آمون بإله الشمس من جهة و بنهر النيل الذي كان ولا يزال يمثل شريان الحياة في مصر من جهة أخرى أما المحور الثاني فهو المحور الشمالي الجنوبي ويتكون من 4 صروح من السادس إلى العاشر كما يرتبط المعبد بعيدين مقدسين هما عيد الأوبيت الذي كان يحدث في الشهر الثاني من موسم الفيضان ثم عيد الوادي الجميل والذي كان يتم في الشهر الثاني من الحصاد.