الصوفيون ل«شفيق»: لا تقلق نحن خلفك.. والأزهر : مصر أولا وأخيراً في الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية جاء موقف فصائل التيار الإسلامي متصدعا بشكل حاد، حيث توزعت أصوات هذه الفصائل بين ثلاثة مرشحين مرسي والعوا وأبوالفتوح كانوا يمثلون المشروع الإسلامي، وهو الأمر الذي اختلف كثيرا في جولة الإعادة التي تنحصر المنافسة فيها بين د.محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين وبين الفريق أحمد شفيق المحسوب علي النظام القديم. ومع خروج د.عبدالمنعم أبوالفتوح كان مدعوما من القوي السلفية من السباق الرئاسي في جولته الأولي بادر التيار السلفي بهيئاته وفروعه المختلفة وفي مقدمتها مجلس شوري العلماء والدعوة السلفية وجمعية أنصار السنة المحمدية بالإعلان عن دعمه للدكتور محمد مرسي بعد أن أصبح الممثل الوحيد للمشروع الإسلامي وأكد الشيخ جمال المراكبي عضو مجلس شوري العلماء أن دعم التيار السلفي في الجولة الأولي لم يكن منصبا علي مرشح إسلامي بعينه، مشيرا إلي أن مجلس شوري العلماء دعا المواطنين إلي الاختيار من بين المرشحين الثلاثة " أبوالفتوح ومرسي والعوا " وفقا لما يرونه الأصلح لنصرة المشروع الإسلامي، ولكن في جولة الإعادة فإن الاختيار أصبح واحدا ووحيدا، ومن ثم كان لابد أن ننحاز للدكتور محمد مرسي باعتباره المرشح الإسلامي الوحيد الباقي خاصة أن المرشح الآخر ينتمي إلي النظام القديم، وهو الأمر الذي يجعل د.محمد مرسي يخوض مواجهة شرسة ضد محاولات إنتاج النظام القديم. وأشار المراكبي إلي أن مجلس شوري العلماء إلتقي بالدكتور محمد مرسي، وناقشه في عدة أمور، وأخذ عليه بعض التضمينات فيما يتعلق بمعاملة المصريين جميعا، وعدم التعصب للتيار الذي ينتمي إليه، وقد أبدي الرجل استعدادا أن يكون رئيسا لكل المصريين، وأن يتعاون مع الجميع لتحقيق مشروع النهضة الذي طرحته جماعة الاخوان المسلمين. الأمر نفسه تكرر مع الجماعة الإسلامية، فبعد أن أعلن مجلس شوري الجماعة عن دعمه للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية عاد ليغير موقفه في جولة الإعادة ليعلن عن دعمه للدكتور محمد مرسي بعد خروج د. أبوالفتوح من السباق الرئاسي، وأكدت الجماعة الإسلامية علي لسان د.ناجح إبراهيم أحد القيادات التاريخية للجماعة أنه لا مفر من دعم د.محمد مرسي باعتباره مرشح المشروع الإسلامي الذي تتحيز له الجماعة. بينما بقيت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح علي موقفها المساند للدكتور محمد مرسي، وكانت الهيئة قد أعلنت عن دعمها له منذ الجولة الأولي، وأكدت الهيئة علي لسان نائب رئيسها الأول د. طلعت عفيفي أنها تؤمن بأن المشروع الإسلامي هو الأصلح لمصر خلال المرحلة المقبلة، وهو وحده الذي يستطيع أن يقود مصر إلي بر الأمان، وهو الأقدر علي تحقيق التنمية الشاملة، ومن هنا جاء دعمها للدكتور محمد مرسي في الجولة الأولي، وسوف يستمر هذا الدعم في جولة الإعادة لخدمة ونصرة المشروع الإسلامي. وأشار د.عفيفي إلي أن الهيئة تحرص علي أن تحشد أصوات المواطنين لصالح د.محمد مرسي عبر إصدار البيانات المدعمة له، والمشاركة في مؤتمراته الانتخابية، ودعوة الناس إلي انتخابه عبر منابر الإعلام، داعيا المصريين إلي الإدلاء باصواتهم لصالح المرشح الإسلامي الذي يمثل الثورة والدولة المدنية، مؤكدا أن التصويت لصالح د.مرسي هو خيار الثورة والتغيير في مواجهة محاولات إنتاج النظام القديم. أما الجمعية الشرعية والتي اتخذت في الجولة الأولي موقفا حياديا من مرشحي الرئاسة الثلاثة المحسوبين علي التيار الإسلامي " مرسي وأبوالفتوح والعوا "، وأكدت أن هدفها هو فوز المشروع الإسلامي بغض النظر عمن يقوم علي تنفيذه من الاشخاص، فإنها مع خروج أبوالفتوح والعوا من السباق الرئاسي أعلنت عن دعمها المباشر للدكتور محمد مرسي. وقال د. محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية : خلال الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية لم نكن ندعم مرشحا بعينه، حيث كنا ندعم المشروع الإسلامي بصفة عامة، وكانت الجمعية تقف علي مسافة واحدة من المرشحيين الإسلاميين الثلاثة، وكان كل ما يهمها هو نجاح المشروع الإسلامي بغض النظر عن المرشح، ولكننا مع خروج أبوالفتوح والعوا لم نجد مفرا من الإعلان عن دعم د.محمد مرسي باعتباره يمثل المشروع الإسلامي، فليس هناك في جولة الإعادة من يرفع شعار المشروع الإسلامي غيره. وأكد المهدي أن الجمعية الشرعية سوف تحث أتباعها علي التصويت للدكتور مرسي ليس لأنه من الاخوان المسلمين ولكن لأنه يمثل المشروع الإسلامي، مطالبا المواطنين بالحرص علي المشاركة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن التقاعس عن الادلاء بالصوت يحمل اثما، بينما منح الصوت لمن لا يستحقه علي سبيل الرشوة أو غيرها يعد شهادة زور. دعم شفيق تغيير المواقف طال أيضا أبناء الطرق الصوفية حيث أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية خلال الجولة الأولي أنها لن تؤيد مرشحا بعينه في انتخابات الرئاسة، وأنها لن توجه مريديها لدعم أحد علي حساب أحد، وقد تركت الحرية لمريديها لدعم من يرونه الأصلح لقيادة البلاد، وهو الموقف الذي تغير في جولة الإعادة حيث سارعت العديد من الطرق الصوفية إلي الإعلان عن دعمها للفريق أحمد شفيق. وقال الشيخ عبدالخالق الشبراوي رئيس جبهة الإصلاح الصوفي وشيخ الطريقة الشبراوية: أهل التصوف لديهم معايير محددة لإختيار الرئيس القادم، أهمها أن يكون مؤهلا لهذا المنصب الرفيع بشكل يسمح له بقيادة الدولة علي الوجه الأمثل والوصول بها إلي بر الأمان، وأن يكون لديه القدرة علي اتخاذ القرار، وأن يستطيع أن يستعيد لمصر مكانتها في العالم العربي والإسلامي، ويستطيع أن يضع مصر علي الخريطة الدولية بما يتناسب مع تاريخ شعب مصر، وإلي جانب هذا يتطلع أهل التصوف إلي أن يكون إنتماء الرئيس المقبل إلي تراب هذا البلد وليس إلي تيار سياسي، أوأيدلوجية فكرية أو عقيدة دينية حتي يستطيع أن يتعامل مع جميع أبناء شعب مصر علي حد سواء بلا تمييز، ومعني هذا أننا نتطلع إلي قيادة عادلة لا تميز بين قبطي ومسلم، ولا تميز بين شخص وأخر بناء علي الانتماء الحزبي أو الايدلوجي، فنحن نرغب في قيادة تعيد التوازن إلي الشعب المصري، وتستطيع أن تجمع شعب مصر كله في صف واحد، ولما كانت كل هذه الصفات متوافرة في الفريق أحمد شفيق قررنا دعمه في جولة الإعادة، بالاضافة إلي أننا نرفض أن يهيمن تيار واحد علي كل مقاليد السلطة. وأشار الشبراوي إلي أن أبناء الطرق الصوفية سوف يقدمون كل أوجه الدعم للفريق أحمد شفيق، ومن هذا المنطلق هناك محاولات لاصلاح ذات البين بين الفريق شفيق وبين بعض المرشحين الذين لم يحالفهم التوفيق في الجولة الأولي ومن بينهم حمدين صباحي وعمرو موسي وحسام خيرالله ومحمد فوزي من أجل مساندة الفريق في جولة الإعادة. حياد الأزهر ومن ناحية أخري تمسك الأزهر الشريف بموقف الحياد الذي التزم به في الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية، وجدد د.محمود عزب مستشار شيخ الأزهر تأكيده علي أن الأزهر الشريف لا يساند طرفاً ضد طرف آخر، وكل همه العمل علي توحيد الصفوف للخروج بمصر إلي بر الأمان.