واخيرا.. ستستأنف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في واشنطن يوم الخميس القادم بعد ان توقفت لاكثر من عامين جرت خلالهما احداث كثيرة تنذر كلها بالخطر والقهر للشعب الفلسطيني الشقيق الذي عاني ولازال يعاني طوال فترة الصراع الممتدة لاكثر من ستين عاما.. وأتصور انه لا يمكن لعاقل ان يتخيل ونحن في القرن الحادي والعشرين انه لاتزال هناك قوة احتلال تحتل ارض الغير بالقوة العسكرية وتمارس اقسي انواع القهر والارهاب ضد شعب اعزل بدعوي ان ارضه هي ارض الميعاد التي منحها لهم قادة اليهود ليستقروا فيها ويطرودا اهلها ويزوروا التاريخ ويستخدموا جميع الاساليب لتأكيد معتقداتهم وانهم ليسوا محتلين وانما اصحاب حق وارض وحان الوقت ليستريحوا في فلسطين ويقيموا دولتهم. وعندما نتحدث عن القضية الفلسطينية ومحاولات ايجاد حل لها وانهاء هذا الصراع الدامي فلابد ان نذكر الرئيس الراحل انور السادات رحمه الله الذي استطاع ببعد بصيرته ان يصل إلي الطريق الصحيح لوضع حد لهذه المأساة حين انتصر علي العدو الاسرائيلي في معركة مجيدة في حرب اكتوبر 3791 وذهب إلي اسرائيل في عقر دارها حاملا غصن الزيتون وداعيا للسلام الشامل والعادل للجميع اسرائيليين وفلسطينيين وعربا.. لكن للاسف لم يستوعب الكثيرون خاصة في عالمنا العربي هذه الخطوة الشجاعة والجريئة وانهالوا علي الرجل وكالوا له الاتهامات بالخيانة والعمالة.. وكان قدر مصر ان يقودها بعده احد ابنائها المخلصين الذين وهبوا حياتهم فداء مصر وواصل المسيرة وتحقق السلام واستردت مصر كامل ترابها الوطني بينما لازالت باقي الارض العربية ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي ولايزال البعض يزايد ويقاتل بالحناجر وخاصة بعد ان ظهرت الفضائيات هنا وهناك.. ولكن الرئيس مبارك الذي عاصر فترات الحرب والسلام وعايشها كأحد القادة الذين قدر لهم ان يكونوا في آتون الحروب التي خاضتها مصر دفاعا عن الكرامة العربية وواصل مسيرته كربان لسفينة تنطلق وسط اجواء وامواج متلاطمة ادرك الخطر منذ البداية وهو ان القضية الفلسطينية هي قضيته المحورية .. لذلك رأيناه لا يدخر جهدا لدعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل حتي اصبحت هذه القضية بندا رئيسيا علي جدول اعماله ومباحثاته مع المسئولين عربا أو اجانب داخل مصر وخارجها ويؤكد لجميع الاطراف بما فيها الاسرائيليون علي ان حل الصراع العربي الاسرائيلي هو الاساس لعلاقات دولية حقيقية تقوم علي المصالح المشتركة والمتبادلة بين الجميع وانه لا مجال في عالم اليوم للصراعات المسلحة والنظريات الاستعمارية التي انقضي زمانها إلي غير رجعة.. وتحملت مصر والرئيس مبارك الكثير وهي تدرك ان هناك جماعة المنتفعين من هذا الوضع والذين لا يريدون حل القضية وهم يتظاهرون ويتباكون بانهم المدافعون عنها .. وحين ادركت الولاياتالمتحدة ان الوقت يمضي والصراع يزداد ضراوة والمجتمع الدولي هذا المسلسل البغيض وان صورتها في العالم ومصالحها كقوة عظمي اصبحت في خطر تحركت من خلال اللجنة الرباعية وجاء البيان الداعي لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وكان من الطبيعي ان يوجه الرئيس الامريكي اوباما الدعوة للرئيس مبارك وعاهل الاردن الملك عبدالله الثاني لحضور مراسم اعادة اطلاق هذه المفاوضات نظرا لدورهما الداعم للقضية الفلسطينية . وفور الاعلان عن اعادة اطلاق المفاوضات المباشرة انطلقت الاصوات المعارضة من جحورها في الداخل والخارج تطالب الرئيس مبارك بعدم المشاركة في هذا اللقاء ومقاطعته وهي تدرك ان مشاركة الرئيس ضرورية وجوهرية لانها تعني المساندة العربية للجانب الفلسطيني في مثل هذه المفاوضات للتعبير عن المصالح العربية والفلسطينية العليا.