الديمقراطية.. كلمة لم نفهم معناها الحقيقي حتي الآن، فهي للبعض حقيقة عندما تأتي النتائج لصالحهم.. وللبعض الاخر لا تعني شيئا ولا يتقبلون العمل بها إذا كانت النتائج لا ترضيهم ولا تكون لصالحهم.. هذا ما حدث بالفعل بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي تمت في جو من الديمقراطية والحرية التي سعدنا بها جميعا يومي 32 و42 مايو ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، فقد حدث ما يعكر فرحة كل المصريين من نجاح التجربة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، واعترضوا علي النتائج.. بل وصل الامر الي الطلب بعزل البعض ودخول اخرين الانتخابات ولم يكتف آخرون بتلك الوقفات الاحتجاجية، والمطالبات بهذا وذاك، وتعدوا كل ذلك لحرق المقر الانتخابي للفريق أحمد شفيق. أين الديمقراطية التي نادي بها الجميع.. هل نوافق عليها فقط إذا جاءت لصالحنا، ونرفضها إذا كانت النتيجة في صالح غيرنا.. ان المنافسة قوية بين د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق في مرحلة الاعادة ومن سوف يفصل في تلك المعركة هو فقط الصندوق الانتخابي وحب الناخبين لكل منهما، وأيضا اسلوب الخطابة الموجه الي الشعب من كلا المرشحين وأيضا طمأنة الشعب لكل ما يدور لديهم من اسئلة تستوجب اجابات واضحة من الطرفين. انني أري ان ترتضي جميع القوي السياسية الآن بنتيجة الجولة الأولي وتتقبل المرشحين وتترك كل واحد منهما يقدم ما لديه لجولة الاعادة.. ولا أظن ان حرق مقر الفريق أحمد شفيق أو التعدي عليه بالالفاظ علي الفيس بوك أو في البرامج سوف ينتقص من شعبيته أو يخيف الناخبين من الادلاء بصوتهم لصالح الفريق شفيق.. بل العكس هو ما حدث وما سوف يحدث لأن من يؤيدون الفريق يزدادون يوما بعد يوم ويتمسكون بالتحدي.. واستطيع ان اجزم ان الفريق اكتسب أصواتا أكثر وأكثر بعد كل الذي حدث. والآن نحن في انتظار د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق ليقدم كل منهما ما لديه لطمأنة الناخبين، وفي هذه الحالة فقط ستكون الكلمة للناخبين دون ضغط أو ارهاب من أحد، فلا يمكن ان يتحكم في الشعب والناخبين قلة قليلة خرجت ليكون همها الأول مصلحتها فقط وليس مصلحة الوطن.