سمىر عبدالقادر مع اقتراب انتخابات الرئاسة، بدأت سياسة التضليل والخداع وغسيل المخ من جانب الحزب اياه وبعض التيارات الإسلامية لأفراد الشعب من البسطاء والجهلة والاميين، فالسيناريو الذي حدث في انتخابات مجلسي الشعب والشوري يتكرر الآن، وقد توقفت جلسات المجلسين حتي يتفرغ الأعضاء الذين ينتسبون إلي الحزب اياه والتيارات اياها لخداع هذه الفئات من الشعب التي حرمت من التعليم والعمل والحياة الكريمة في ظل عهود الظلام والفساد، والتي كان شعارها »جوع كلبك يمشي وراك« هكذا كانوا يعاملون الطبقات الفقيرة والجائعة من الشعب!.. بدأت حملات توزيع زجاجات الزيت والارز والسكر وأنابيب البوتاجاز والمنح المالية وجمع بطاقات الرقم القومي، واقامة الشوادر في الاحياء الشعبية لبيع الخضراوات بأسعار تقل كثيرا عن اسعارها في السوق، كل هذا يحدث للمرة الثانية لكسب اصوات هؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يملكون الارادة لمقاومة هذه الاغراءات! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلي متي سيظل الفقر والجهل يتحكمان في البسطاء من المواطنين في مصير هذه الأمة؟ إلي متي ستظل السلطة والغلبة والسيطرة في يد الذين يتلاعبون بارادة الناس دون ضمير أو احساس أو شعور بالذنب نحو مصلحة هذا الوطن؟.. انني لا اعرف ماذا اقول لهم وانا اراهم يشترون الذمم والعقول والبطون، ويستغلون حاجة اصحابهم لفقرهم وعوزهم لخدمة مصالحهم والسعي وراء السلطة، ماذا اقول لهم، وماذا اخاطب فيهم، هل اخاطب ضمائرهم.. ولكن كيف اخاطبها وقد بلدت واصبحت عديمة الاحساس، هل اخاطب عقولهم، ولكن كيف اخاطبها وقد اقسمت علي السمع والطاعة لقادتهم دون تفكير أو ادراك؟ ماذا اخاطب فيهم اذن وهم يقبلون الايادي ويتلقون الأوامر منهم دون ان يكون من حقهم الاعتراض أو الاحتجاج أو الرفض! ..انني ارثي لحالهم واشفق عليهم مما هم فيه، وارثي أيضا لحال من ينصاعون إليهم من البسطاء والفقراء وهم مجبرون ومضطرون لتلبية نداء بطونهم.. وارثي ايضا لحال هذا الوطن سييء الحظ الذي ابتلي بهذه الفئات التي تمادت وامعنت في الغي والضلال والتزوير وانحرفت عن رسالتها، والتي تريد ان تخضع شعبا بأكمله لسيطرتها، بهذه الوسائل غير الاخلاقية التي لا تمت للدين أو المبادئ بصلة، ولا علاقة لها بالنزاهة والشرف والشفافية!