تحول حلمي بالديمقراطية المنشودة إلي كابوس مرعب، وارتدت أحلامي الوردية ثياب الحداد.. بعد ان عرضت بنات أفكاري بخبث ودهاء سيناريو التوقعات المرئية بعد ان يستقر اختيار الشعب علي رئيس قالت داهية من بنات أفكاري: وما الفرق اذا جاء موسي أو ذهب شفيق وماذا سيحدث في الدنيا إذا فاز حمدين صباحي أو سقط محمد مرسي نحن في كل الأحوال نختار واحدا من أبناء مصر ليقود مسيرة البلاد في مرحلة غاية في الخطورة، ولا نختار رئيسا لمصر من إسرائيل! ردت البنت الواعية الأكثر دهاء من بقية بنات أفكاري قائلة: الخوف ليس من سيكون الرئيس القادم، بل الخوف ممن لن يكون الرئيس القادم فماذا لو لم يفز مرشح الاخوان المسلمين أو خسر شفيق أو حمدين صباحي كرسي الرئاسة؟ قالت البنت الأولي يا دي المصيبة.. كلامك صحيح.. فالزوجة إذا كرهت زوجها يمكن ان تخلعه، وإذا كره الرجل زوجته فله ان يطلقها ويسرحها باحسان، أما السادة أصحاب »الدقون« واللحي فقد حرموا المصريين جميعا من حق الاختيار، واعتبروا ان الشعب المصري ناقص عقل ودين، ليس من حقه الا ان يختار رئيسه منهم، وكان لنا فيما حدث عند شطب ترشح شيخهم حازم أبوإسماعيل مثالا وعظة، أو لم يحاصروا مبني مجلس الدولة؟ أو لم يغلقوا الأبواب علي القضاة؟ أو لم يهددوا بالويل والثبور وعظائم الأمور؟ ثم جاءت مجزرة العباسية لترينا السيناريو القادم، فالمتدثرون بعباءة الدين أشد قسوة وضراوة في خصومتهم وعدائهم، وهم من قال فيهم الإمام الغزالي: »ان نصف أوزار الملحدين في هذا العالم يحملها أناس متدينون كرهوا خلق الله في دين الله« إذا ارادوا شيئا وزعوا الزيت والسكر وانتشرت أوراق الخمسين جنيها في ايدي الغلابة، وإذا فشلوا تحولوا لزبانية جهنم واحرقوا البلاد والعباد! هنا.. انتفضت آخر بنات أفكاري قائلة اشهد ألا إله إلا الله.. وسأنتخب من يرضي عقلي وضميري رغم أنف »الدقون«.