اشتد الهجوم الإعلامي الفاجر -المدبر والمنظم- علي الإسلاميين واكتشفت أن مناعة الإنسان المصري البسيط ضد أخطار الكذب والتضليل، أكبر بكثير من طبقة المتعلمين وأصحاب الشهادات الجامعية، الذين أثبتت التجارب ضعف مناعتهم في مواجهة هذه الحملات الإعلامية »المڤيرسة« -المليئة بكافة أنواع الڤيروسات اللاأخلاقية- ولم يحصنهم علمهم وثقافتهم من خطر هذه الڤيروسات.. فإذا سمعوا في الفضائيات أن الإسلاميين في البرلمان لم يقدموا شيئا حتي الآن.. تعالت أصواتهم تقول: »آه صحيح ماذا قدموا لنا وأزمات البوتاجاز والبنزين والإنفلات الأمني والحرائق اليومية تفرض نفسها علي الشارع المصري؟«.. ولم يسألوا أنفسهم: مادور البرلمان في هذه الأزمات؟.. ومن المجرم الحقيقي الذي يقف وراء هذه الأزمات؟.. هل السلطة التشريعية أم الحكومة؟.. وإذا طالب الإسلاميون بحل الحكومة لأنها الجاني الحقيقي.. يخرج الإعلام الكاذب ليقول: وماذنب الحكومة، ألم يوافقوا عليها؟.. ومرة أخري يصدقهم المتعلمون »البسطاء« ويهمهموا بين أنفسهم: آه صحيح ماذنب الحكومة؟!! ويخرج علينا الإعلام المضلل ليؤكد أن الإسلاميين في البرلمان مهتمون بتشريع قانون يسمح بمضاجعة الزوج لزوجته المتوفاة!! وقبل أن يسأل البعض نفسه: هل هذا الموضوع له أصل في شريعتنا أم أنها فرية إعلامية مضللة ضد الإسلام؟.. تسمعه يقول: هل هذا وقته؟!! وحتي إذا كانت هذه الفرية لها أصل - وهذا غير صحيح- لم يفكر من يرددها إذا كانت هذه الكذبة تحتاج إلي إصدار قانون لتقنينها وكيف؟!! وتتوالي الأكاذيب والشائعات في هذه الفترة الحرجة للنيل من شعبية الإسلاميين خاصة حزب الحرية والعدالة ومرشحها للرئاسة.. وللأسف فإن البسطاء جدا من الناس يعرفون الحقيقة التي لا يعرفها نفر كثير من حملة الشهادات العليا الذين يجاهر بعضهم بمساندة بعض من لايستحقون قيادة مصر العظيمة. ويجدون لأنفسهم المبررات الواهية لاختيارهم، ولعل مبرر »الخبرة« من أكثر تلك المبررات، يحاولون اقناع أنفسهم وغيرهم به.. والمواطن الغلبان »الفاهم والواعي« يعرف أن هذه الخبرات هي التي ساعدت المجرمين في اغتصاب حقوقنا وثروات هذا الشعب وتهريبها إلي الخارج. وإذا كانت منظومة التعليم والثقافة والإعلام في بلادنا خلال الحقبة الماضية، أفرغت عقول شبابنا من نخوة الدفاع عن دينه، ونجحت في زعزعة ثقته في قدرة الإسلام علي قيادة النهضة التي ننشدها.. فإن الرسول عليه الصلاة والسلام ومبادئه مازال يعيش في وجدان معظمنا.. فماذا لو تخيل أي مسلم يشعر بالغيرة علي دينه قبل أن يضع صوته في صندوق الانتخاب، أن نبينا صلي الله عليه وسلم يراقبنا، ليكون شاهدا علينا.. ليري هل سننتصر لشرع الله الذي قضي حياته من أجل نصرته،أم لا؟ وماذا سنقول له؟ هل سنقول له: عفوا يارسولنا الكريم، سننتخب رئيسا يرفع مبادئ عبدالناصراو ماركس ، لأنها أعمق بكثيرمن المبادئ التي نزلت إليك من السماء؟.. أم سنقول له: أنت حرمت علينا الخمر والعري والربا والقمار وكثير من مباهج الدنيا.. ولذلك سننتخب واحدا لن يبخل علينا بكل ماحرمته علينا؟ إنه بالفعل يوم صعب... وأرجو الله عز وجل ألا يأتي علينا يوم نري فيه بعض المصريين يرقصون مع الرئيس الجديد فوق جماجم شباب استشهدوا يوم 25يناير للتخلص من عصابة »الخبرات الدموية« ويرفعون أيديهم بكئوس الخمر ممزوجا بدم الشهداء احتفالا به، ويصيحون في صوت واحد: »في صحتك ياسيادة الرئيس، »وفي صحة وفاة الحلم الإسلامي إلي الأبد«.. إن الحرية والعدالة التي نحلم بها لن تتحقق إلا بعد أن يصعد هؤلاء إلي سلم الهاوية أو يذهبوا وراء الشمس بلا رجعة..