»ماذا نقول إذا التقينا بالرسول هنقول له إيه؟ هنقول له ياهلتري شفت اللي للأمة جري؟«. كلما سمعت هذه الكلمات التي كتبها مصطفي الأزهري في مطلع نشيد بعنوان »جراح أمة« تهتز أوصالي وفرائضي من شدة صعوبة الإجابة علي هذا السؤال. وأتمني أن يسأل أهل السُنة أنفسهم هذا السؤال وهم الذين وضعوا سُنة المصطفي صلي الله عليه وسلم دستورا لحياتهم هل سنقول له: أمتك يارسول الله »خير أمة أخرجت للناس« تفرقت بأيدينا بعد أن كنت تفخر بها بين سائر البشر وأصبحت شيعا وفرقا متطاحنة نشهد بأنك يارسولنا الكريم لم تدع سوي لدين واحد ولم تناد سوي لجماعة واحدة فقط هي أمة محمد وحذرتنا من الفرقة والتشيع. والله ياحبيبنا إننا لنشهد أنك قد أديت الأمانة التي حملتها من السماء، وبلغت الرسالة، وتحملت في سبيل إبلاغها كل وسائل العذاب حتي اكتمل الدين كما ارتضاه الله لنا. ولكننا الآن وبعد أن أصبح هذا هو حالنا ماذا نقول إذا التقينا بالرسول؟ ياشيوخنا الأفاضل ليس هذا وقت الزعامات، فالإسلام هو دين الله الحق ومن يختلف عليه أو حوله فبالتأكيد الخطأ ليس في الدين ولكن العيب فيكم أنتم. ولايمكن أن أتصور أن من يفهم صحيح الدين ينادي بتمزيقه إلي إخواني أوسلفي أوصوفي أو أي شئ آخر. كم سعدت للمبادرة التي نشرت مؤخرا عن نية البابا شنودة، القيام بزيارة لأثيوبيا في محاولة لإصلاح ماأفسده النظام السابق علي المستوي الأفريقي ومانتج عنه من تهميش دور مصر التاريخي في القارة السمراء، حتي بين دول حوض النيل وأري أن هذا تحول إيجابي للأخوة المسيحيين نحو المشاركة الوطنية الجادة لمصلحة مصر بدلا من اتباع سياسة التقوقع داخل الكنائس بحجة اضطهاد المسيحيين في مصر خلال العقود الستة الأخيرة. ولعلي لاأذيع سرا عندما أؤكد أن المسيحيين ليسوا وحدهم الذين عانوا من الاضطهاد الديني في هذا البلد خلال الحقبة الماضية نعم فالاضطهاد طال المسلمين قبلهم ولعلهم عانوا كثيرا من أشياء لم تطل الأخوة المسيحيين. هل تحّكم أمن الدولة يوما في تعيين القساوسة كما فعلوا مع أئمة المساجد؟ أليس هذا اعتداء صريحا علي مقدرات الدين الإسلامي دون غيره؟ وهل يحتاج المسيحيون عند ممارسة شعائرهم الدينية إلي موافقة أمن الدولة؟ الإجابة: بالطبع لا ولكن إذا أراد مسجد أن يتجرأ ويقيم إحدي سنن رسولنا الكريم، مثل إقامة سُنة الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فلابد من أن يفتح لكل معتكف يتجرأ ويحاول ممارسة هذه الشعيرة، ملفا عندهم! ولابد لكل مسئول عن مسجد أن يقدم قائمة بأسماء وبيانات كل من يريد الاعتكاف ولو كان الاعتكاف لليلة واحدة بدعوي حمايتهم! وهل وجد أحد المسيحيين اسمه في وثائق أمن الدولة التي تسربت مؤخرا بعد الثورة وكل تهمته أنه من المواظبين علي أداء الصلاة في الكنيسة؟ بالطبع لا.. ولكنه كان يحدث دائما مع المسلمين ولو علي سبيل الاشتباه والمراقبة.. فكل مسلم يواظب علي الصلاة في المساجد هو متهم عندهم.. حتي تثبت براءته!! هذه بعض النماذج التي أدلل بها علي عدم اضطهاد الدولة للمسيحيين بالذات.. وكل ماأتمناه ألا نترك أنفسنا فريسة لأطماع أبليس الذي يريد أن يفرق بين المسلمين والمسلمين.. فهل تعكير العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ليست من أحلامه؟ كلام له معني: الشباب هو القوة »النووية« والطاقة الناهضة بأي مجتمع.. لذلك كان تدمير هذه الطاقة بنشر ثقافة »البانجو« بين الشباب هدفا استراتيجيا للنظام السابق.. وهو ماأكده ظهور هذا العدد الرهيب من البلطجية الذين انتشروا في توقيت واحد في كل أنحاء مصر بعد الانفلات الأمني، فهددوا وروعوا أبناء هذا البلد بوحشية لم نشهدها من قبل.. حتي في ملاعب كرة القدم..؟ ولكن لسوء حظ النظام السابق أن تسريبا »نوويا« سلميا حدث من مفاعل »ميدان التحرير« لذلك جاء نجاح ثورتنا باستخدام طاقة الشباب النووية التي لم تتأثر بعد بثقافة البانجو الفاسدة.. ولكن استخدام الطاقة النووية سلميا لابد أن يكون له شروط.. وهي قصة أخري!