تدور يوميا حرب غير مرئية حول العالم.. حيث أن معلومات تقدر بمئات "الجيجا بايت" تهاجم خوادم الانترنت servers في كل ثانية، وهو ما يعد حربا رقمية تستهدف التدفق الحر للمعلومات، وهذه الغارات الاليكترونية تعرف باسم هجمات منع توزيع الخدمة. وتهدف تلك الهجمات الي تدفق المعلومات لتخطي نطاق الاتصال الذي يتحمله الخادم او السيرفر وبالتالي رفض دخول الزوار للمعلومات التي تحملها. والأشخاص الذين يقومون بتلك الهجمات قد يصيبون ملايين الأجهزة لبدء هجماتهم الاليكترونية ويجعلون من المستحيل تعقبهم عبر اجهزة الكمبيوتر، ووفقا لتقرير بمجلة فورين بوليسي الأمريكية فان هناك الآلاف ممن يقومون بتلك الهجمات يوميا حول العالم، ويتسببون في حوالي ثلث الوقت الذي تتوقف فيه أجهزة السيرفر لشبكة الويب. ويشير التقرير إلي ان الهجمات الاليكترونية تعكس بعدا سياسيا وهو ما أظهره مشروع بحثي اشتركت فيه عدة شركات برمجيات منها جوجل، وذكر التقرير امثلة عدة علي هجمات اليكترونية تعرضت لها دول لأسباب سياسية ومنها الهجمات علي تدفق المعلومات بين روسيا واوكرانيا التي ارتفعت من الصفر تقريبا إلي اكثر من 60 جيجا بايت في الثانية خلال الأزمة الاوكرانية الروسية حول شبه جزيرة القرم خلال العامين الماضيين، كما زادت الهجمات الاليكترونية علي اسرائيل خلال حرب غزة 2014. وتعتبر الهجمات الاليكترونية طريقة سهلة ورخيصة لاسكات الأصوات المعارضة علي الانترنت خاصة خلال الأزمات، مثلما حدث خلال الأزمة الاوكرانية الروسية حيث تم الهجوم علي مواقع صحف البلدين بالاضافة لموقع حلف الناتو وموقع شبكة روسيا اليوم حيث استبدلت كلمة روسيا بالنازي. ويقول سيرجي سميتينكو المسئول بجريدة "الحقيقة الاوكرانية" الاليكترونية التي كانت من أوائل الصحف التي وقفت ضد مؤيدي روسيا أن المهاجمين نجحوا في ابطاء خدمات الموقع عبر تعطيل السيرفر. الهجمات الاليكترونية رغم انها لا تتكلف سوي نحو 150 دولارا في الاسبوع الا انها تسبب خسائر كبيرة للجهات التي يتم الهجوم عليها، حيث يؤكد سميتينكو ان وكالتين للدعاية طلبتا منه مبلغا كبيرا لمساعدته في التغلب علي تلك الهجمات الاليكترونية، حيث طلبتا ما بين 3 إلي 4 آلاف دولار لمواجهة الهجمة علي الجيجا بايت الواحدة من المعلومات الموجودة علي الجريدة،، وفي ظل مهاجمة نحو 80 جيجا بايت شهريا كان مطلوبا من سميتينكو نحو ربع مليون دولار شهريا.