شنت الطائرات الروسية للمرة الاولي منذ بدء غاراتها في سوريا ضربات جوية استهدفت مدينة تدمر الاثرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش.ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري ان «القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت اوكار تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها, مما ادي إلي تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ».وتأتي هذه الضربات غداة الاعلان عن تفجير التنظيم «قوس النصر» الاثري الشهير في المدينة المدرجة علي قائمة منظمة يونيسكو للتراث العالمي.كما قصفت الطائرات الروسية أهدافا للتنظيم في بلدتي الباب ودير حافر بمحافظة حلب الشمالية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران الروسي شن ثلاثين غارة علي الاقل استهدفت مدينة تدمر, وادت إلي مقتل 15 مسلحا من التنظيم واصابة العشرات. من جهة اخري, استدعت تركيا السفير الروسي في انقرة للمرة الثانية خلال يومين احتجاجا علي انتهاك مقاتلة روسية مجددا مجالها الجوي بالقرب من الحدود السورية. وحذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا من امكانية «خسارة» صداقة تركيا. وعقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو امس اجتماعا أمنيا مع قيادات الجيش لبحث خرق الطائرات الروسية للأجواء التركية, بينما شكك حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في تبريرات روسيا لانتهاك المجال التركي مشيرا إلي ان التوغل وقع مرتين واستمر لفترة طويلة. وقال السكرتير العام للناتو ينس ستولتنبرج إن الانتهاك «لم يكن عرضيا». وأكد أن روسيا «تعزز وجودها العسكري بشكل كبير» في سوريا, وأن هذا يشمل وجود قوات برية ومعدات بحرية مما يمثل «قلقا كبيرا» لحلف الناتو الذي طالب روسيا بتجنب المزيد من التوتر مع الحلف. في المقابل, اتهمت موسكو حلف الناتو باستغلال واقعة اختراق المجال الجوي لتشويه عملياتها بسوريا.ونقلت وكالة تاس الروسية للانباء عن المبعوث الروسي إلي الناتو الكسندر جروشكو قوله ان التحالف العسكري الغربي يستغل حادث التوغل العارض لطائرة روسية في المجال الجوي لتركيا من أجل توريط الحلف كمنظمة في الحملة الإعلامية الغربية لتشويه أهداف العملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا. واكد الاميرال فلاديمير كومويدوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما في البرلمان الروسي ان روسيا لا ولن تنفذ عمليات بمشاركة قوات برية في سوريا. علي صعيد اخر, بدأ وفد عسكري روسي رفيع مشاورات في تل أبيب حول التنسيق بشأن سوريا وتخفيف خطر نشوب اشتباك غير مقصود بين الطرفين هناك.