أتعجب من الأغلبية البرلمانية التي انتخبها الشعب لتمثله وافترض فيهم أنهم قادرون علي تحقيق طموحاته ولكن الواقع جاء بعكس ما أراد الشعب! أقلية لاتمثل 25٪ من نواب البرلمان يمثلون الاتجاهات الليبرالية والعلمانية والاشتراكية وغيرها، صوتها أعلي بكثير من الأغلبية التي يبدو أن صمتها المريب سيهدر حقوق أغلبية الشعب المصري.. أقلية متعالية متعجرفة، تتهم الشعب -عندما يلفظها- بالجهل، وتتهم شرع الله -والعياذ بالله- بالتخلف وعدم مواكبته للعصر وأنه لايصلح الا لحكم قريش! أقلية صوتها يعلو يوما بعد يوم.. بسبب أغلبية اتخذت موقع الدفاع عن نفسها فقط أمام هجمات شرسة من القلة .. لابد أن تمارس الأغلبية دورها الوطني ولاتنصاع إلي دكتاتورية الأقلية.. وبعد أن رحل حكم الديكتاتور السابق ليس من المقبول أن نأتي بحكم أشد ديكتاتورية منه يقوم بدور أقذر مما كان يقوم به الحزب الوطني المنحل بحملاته المسعورة لتخويف الشعب من الإسلام والإسلاميين.. إذا كان الشعب رفض ديكتاتورية مبارك وزبانيته فلن يقبل أبدا ديكتاتورية حفنة أوهمها بعض المعتوهين أنها صاحبة هذا البلد وأن هذا الشعب الجاهل لايستحق أن يعبر أو يختار من يمثله.. علي السادة النواب المحترمين أن يعلموا خطورة ما يحاك ضد مصر كلها ويعلموا أنهم نواب الشعب كله.. أما من لايستطيع أن يقوم بهذا الدور الوطني ويعتقد أن دوره لايزال دورا قبليا أو إقليميا ، فعليه أن يعود إلي قبيلته وإقليمه ويترك مكانه لرجال يعرفون قدر هذا الوطن جيدا، وكيف يدافعون عنه وكفانا أشباه الرجال الذين حكموا البلاد قرونا عديدة.. يبدو أن ارتفاع الحرارة الذي أصابني وأنا أكتب »خواطر« الأسبوع الماضي جعل شعوري بالزمن طويلا جدا.. وهو نفس الاحساس الذي يشعر به الانسان خلال أي حكم دكتاتوري.. فكتبت أن عهد مبارك استمر عدة قرون وبالتأكيد أن عهده استمر -رسميا- عدة عقود فقط! وربما جاء التعبير المجازي معبرا عن طول الزمن الذي عشناه مع هذا العهد الصعب ربما لأنه أعادنا للخلف عدة قرون بالفعل.. والسطور التالية كتبتها بعد أن عادت الحرارة إلي معدلها الطبيعي والحمدلله.. وهي مجرد اجتهادات لخطة اللعب لإحدي »الحركات« بعد أن توقف النشاط الكروي بسبب مذبحة ستاد بورسعيد: قرر المدير الفني لحركة »6 إبليس« أن يخوض المنافسات المقبلة لحركته بطريقة 4/2/4 التي كانت سائدة في مباريات الكرة في الستينيات من القرن الماضي.. فهو يري أن هذه الطريقة ستتيح له السيطرة علي الشارع المصري عن طريق الونجين »الجناحين«.. ونج أبوخطوة »الديمقراطي« في الجهة اليمني.. وونج الواد بلية »غير الديمقراطي«« في الناحية الشمال.. وقرر المدير الفني »المجهول« للحركة أن يركز هجومه من خلال جبهتين مختلفتين علي عكس ماتلعب به الحركات الأخري.. حيث تكون مهمة »الجناح اليمين« المراوغة المستمرة.. في الوقت نفسه يتسلل »الجناح الشمال« للوصول إلي الهدف.. معتمدا علي أن الحكام هذه الأيام لايعرفون الفرق بين »التسلل« من »التبول«، مما سيسهل مهمة الحركة في تحقيق أهدافها دون أن يشكك أحد في شرعية أهدافها! النائب الذي ينجح في الانتخابات بصفته المستقلة أو تحت عباءة أي حزب ، لابد أن يحرم من المقعد الذي فاز به إذا غير هويته الحزبية.. وينتقل فوزه إلي المرشح التالي له في الأصوات.. خداع الشعب هو تزييف للديمقراطية ، واذا كان مفروضا علينا أيام الحكم البائد، أما الآن.. فلايجوز ارتكاب هذا السلوك المشين في حق الشعب المصري.