الاغتيالات سلاح الجبناء.. فالتصفية الجسدية للأبرياء تنم عن خسة ونذالة وانتهاك لحق الحياة وهو أعظم الحقوق الإنسانية علي الإطلاق، وإزهاق للروح التي حرمها الله إلا بالحق.. لكن الضمير الميت يسمح بارتكاب الجرائم النكراء.. فعندما أصدر قضاؤنا الشامخ حكمه العادل بإعدام محمد مرسي ورفاقه في قضيتي التخابر والهروب الكبير جاء الرد الإرهابي السريع باغتيال ثلاثة قضاة بالعريش وسائق السيارة وإصابة قاضيين آخرين، الجريمة كانت مدبرة قبلها بوقت بالتأكيد وكان القضاة مراقبين واستغل الإرهابيون التقصير الأمني في حماية القضاة لارتكاب جريمتهم التي أعلنت منظمة بيت المقدس تبنيها لها للرد علي أحكام الإعدام ولكن هناك فرقا بين تطبيق القانون علي المذنبين ومنحهم حقهم في الدفاع عن أنفسهم وإذا ثبتت إدانتهم بالأدلة القاطعة يصدر الحكم بعد إحالة الأوراق إلي فضيلة المفتي ثم يمنحون حق الاستئناف ثم النقض وذلك احتراما لحق الحياة بينما يقتل الإرهابيون الناس عشوائيا دون ذنب جنوه إلا لأنهم ينتمون لمهنة القضاء بغرض الانتقام وبث الرعب في نفوس القضاة حتي لا يحكموا أحكاما مشددة علي الإرهابيين.. ولكن القضاة لا يخشون إلا الله تعالي ولا يطبقون إلا القانون لهذا فلابد من تأمين القضاة ووكلاء النيابة لأنهم من الفئات المستهدفة بالاغتيالات بعدما كان تركيز الإرهاب علي الشرطة والجيش والأبرياء المتواجدين في أماكن تفجير القنابل التي يزرعونها هنا أو هناك لبث الرعب في قلوب الناس الذين تتزايد كراهيتهم للإرهاب بعد كل عملية خسيسة تدمي قلوب الشعب بأكمله وليست قلوب أهالي الشهداء فقط.. ومن منا لم يبك وهو يشاهد جنازات الشهداء ودموع وصدمة الأرامل والأمهات والأطفال الذين أصبحوا يتامي.. بكينا القضاة الشبان فأعمارهم 30 سنة و35 سنة و45 سنة حرموا من تحقيق أحلامهم في المستقبل وماتوا غدرا برصاصات الإرهاب الأسود.. القصاص الذي بدأ بتكثيف العمليات العسكرية وتصفية بؤر الإرهاب في سيناء يجب أن يستمر بمزيد من الضربات وزيادة التعاون مع القبائل السيناوية الذين بدأوا حربهم ضد عناصر بيت المقدس منذ عدة أسابيع بالتعاون مع قوات الجيش والشرطة فأهل سيناء من البدو أدري بطبيعتها الجغرافية الخاصة التي تسمح للإرهابيين بالاختباء في مغارات الجبال وكما أن أهل مكة أدري بشعابها فالبدو أيضا أدري بأسرار أرض سيناء وهذا التعاون سيثمر عن تطهير أرض سيناء من الإرهاب. هذه المعركة قد تستغرق سنوات ولكن لابد أن نتحد فالإرهاب يترصد كل مصري.