أعلن الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة ان أي عمل نقوم به تجاه مصر ما هو إلا نقطة في بحر عطائها الفياض الكريم مؤكدا ان مصر التي قدم إليها في عام 65 طالبا للعلم محفورة في اعماقه ولم ينساها ابدا وان مصر هي أهله وعشقه التي عاش فيها خمس سنوات كاملة. وأكد القاسمي ان الله منح مصر رجلا وطنيا هو الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي عرف الطريق ويحفظ الصديق وندعو الله ونسأله أن يحفظه لمصرحتي تنهض شامخة غالية كعهدنا بها دائما مشيرا إلي ان قلبه كان يحترق وهو يري المجمع العلمي تلتهمه النيران. جاء ذلك في تصريحات لحاكم الشارقة خلال افتتاح المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء للمبني الجديد لدار الوثائق القومية بالفسطاط بحضور وزير الثقافة ود. سلطان الجابر وزير الدولة الاماراتي وعدد من الوزراء وسفيرالامارات بالقاهرة. المبني الجديد يقع علي مساحة 5 آلاف متر ويتكون من 5 طوابق بها 3 أدوار كأمانات للوثائق ومزود بمركزلترميم وصيانة الوثائق وقاعة للندوات ومركز تدريب. واكد رئيس الوزراء ان هذا الصرح الكبير الجديد يليق بحجم مصر وتاريخها ويفرض عليها ان تكون هناك استراتيجية واضحة للمحافظة علي الأوراق والمستندات المتعلقة بتاريخ هذه الأمة بوصفها جزءا من التراث الانساني خاصة ان حراك الأمة بكل مؤسساتها ينتج عنه ملايين الاوراق التي تسجل الاحداث. وأكد محلب ان دار الوثائق القومية تمتلك ثروة ضخمة من التراث الوثائقي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية وانها تكاد تكون المصدر المحلي الوحيد لكثير من الاحداث التاريخية لبعض بلدان المنطقة العربية وتقدم معلومات مهمة مسئولة عن رسم جزء منهم من الصورة العامة لتاريخ العالم.. ثم قام رئيس الوزراء والشيخ القاسمي والضيوف بجولة في انحاء واقسام الدار من بينها قاعة البحث والمكتبة ومخازن التوثيق. وحازت الكلمة المرتجلة لحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي التي امتلأت بالمشاعر الفياضة تجاه مصر علي استحسان كل الحاضرين حيث قال القاسمي ان الله أتي بالرئيس عبدالفتاح السيسي لينقذ مصر مماكان يراد بها من الخطر الذي يحيط بها، وقال انه عندما سئل عن السيسي قال : لم أره ولكن تصرفاته تقول انه متسامح ولكن ليس عن الحق مشيرا الي ان السيسي لا يقول «أنافعلت» بل يقول «أنتم فعلتم» وهذه صفة القيادة.. ودعا الله أن يحمي الرئيس السيسي ويحمي مصر حتي تظل في المقدمة. مشيرا الي انه كان يراد لمصر ان تزال من الوجود ولكن بهمة الرجال استطعتم الوقوف من جديد ليس في مكانها فقط ولكن امتدت يدها، ووصلت لحمايتنا نحن في منطقة الخليج العربي، كما حماها الله بفضل اهلها وشبابها. وقال د.القاسمي سلام يامصر مهما غربوا ومهما شرقوا « بحبك يامصر» مشيرا إلي انه جاء طالبا للعلم في أواخر الستينات فوجد فيها جميع علوم الدنيا، وأي عمل نقوم به لمصر، ما هو إلا نقطة في بحر عطائها. وقال انه احب النيل وعشقه وعندما قال له أحدهم «روح شوف النيل بقي شكله ازاي.. فقلت له بحبه». وكشف د. القاسمي النقاب لأول مرة عن سر يكشف مدي حبه لمصر ولأهلها إلي الحد الذي عمل فيه «صحفي سري» يمد الصحفي الكبير جميل عارف في مجلةآخر ساعة بكل الاخبار وكان ذلك عام 1956 وقت العدوان الثلاثي علي مصر وكانت الطائرات تقلع من قواعد لها هناك في الخليج العربي.. وقال القاسمي إنه فور وصوله رسالة د.محمد صابر عرب عندما كان مسئولا عن دار الوثائق تحدث فيها عن الحالة السيئة التي تتعرض لها الوثائق، قلت له انني قادم بنفسي للتعرف علي حالة الوثائق.. واضاف انه عندما رآها بنفسه وجد انها في حالة يرثي لها ويومها اتخذ قراره بدعم مشروع انشاء دار جديدة للوثائق وتبرع بمبلغ 100 مليون جنيه مصري، وبدأت الاجراءات في 2003 حتي خرج المبني اليوم للنور متحملا كل التكاليف. واكد د. عبدالواحد النبوي وزير الثقافة ان الدار تمتلك ثروة ضخمة من التراث الوثائقي في المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية .