قبل نهاية الألفية الثانية بما يقرب من 50 عاما فوجئت «الافاعي السامة» بعملية تطهير يقودها شباب في السادسة والثلاثين.. تجمع حوله الكبير والصغير والقاصي والداني لسد الجحور وقطع الاوراق الجافة واعادة «الجمال» والحياة للشجرة العريقة. اختفت «الافاعي» داخل جحورها تتكاثر وتغير لونها وجلدها يوما بعد يوم تحت مسميات مختلفة مكونة جماعات وخلايا عنقودية.. ومسترشدة باجتهادات «عفا عليها الزمن» وبأقوال دليلهم الذي مات اسفل عجلات «تريلا» محملة بمواد «البناء». لم يأخذ الشاب فرصته كاملة لينتصر ويقضي علي «الافاعي السامة» بعد ان فر بعضها إلي اشجار اخري.. وزاد من الطين بلة ان صديق «الاناكندا» العنيد ازاح قطع الخشب «الهاشة» التي تسد الجحور ليشل حركة خصومه ومنافسيه حتي «عضته» في يوم زفافه. تولي رعاية «الشجرة» بعد ذلك «جنايني» قليل الخبرة بطئ التفكير فتح «ثغرات» في سدود الجحور ليلاعب زعيمة الثعابين «الاناكندا» التي ترسل اتباعها بجلود «مزركشة» بدعوي الاغاثة أو الحماية أو حفر «جحور» مجهزة بالتكنولوجيا الحديثة خاصة وانها تخلصت من منافسها الوحيد بعد إيهامه بقدرتها علي اسقاط سمومه فوق رأسه بحزمة من اشعة الليزر. لم تكتف «الافاعي السامة» بمساحة الحرية التي اعطيت لها وبدأت في الاعلان عن وجودها بعضات وهجمات بعد ان اخذت الضوء الاخضر من «الاناكندا» التي يمكنها ابتلاع «جمل» وشفط المياه المخزنة بداخله. طلب شيوخ الافاعي «الخروج» من «الجحور».. بعد أن وعدوا «زعيمة الثعابين» العاصرة بالحفاظ علي «جحر» صغيرتها التي تتولي حمايتها «عمال علي بطال».. وحددت «الاناكندا» دورهم في التكتل والزحف والعض وتحطيم الاغصان.. وقالت انه يمكنهم الاستعانة بثعابين مستأجرة ليس لها في «الثور ولا الطحين» حتي يظهروا كقوة علي الارض. لم يستغرق الامر سوي دقائق فسقطت «عيدان الكبريت».. وسقط «الجنايني» مغشيا عليه بعد ان اصبح رحيله مطلبا للجميع. نجح اضخم فروع «الشجرة العريقة» في عدم سقوطها.. أخفت «الافاعي السامة» انيابها واوهمت «البسطاء» بانها ستساعدهم في القضاء علي «الفئران» المنتشرة التي جعلت حياتهم بدون «عيش وحرية وعدالة اجتماعية».. وقامت بمحاولات لخدش وجرح اضخم الفروع حتي يبتعد عن حماية «الاغصان الضعيفة» التي تعاني من الجفاف وندرة المياه. توهمت «الافاعي السامة» ان الامور لانت لها وان الغصن الضخم اصبح «تابعا» فهاجمت الجميع ونشرت سمومها في كل مكان.. ولم تتحمل اوراق الشجرة العريقة «العضات القاتلة» فاحتمت بالغصن الضخم.. ووضعت الثعابين «الاكثر سمية» في اقفاص زجاجية.. لكنها اخطأت عندما تركت «الخوارج» و«صغار الافاعي» داخل جحور لم تغلق باحكام.