بعد سنوات من الاختفاء، عاد «المزين» المتجول إلي إحدي قري المنيا ليواجه سطوة صالونات الحلاقة بموس ومشط ومقص ويقوم بتقديم خدماته بأسلوب «الدليفري»، الغريب أن مزين الألفية الثالثة ليس كبيرا في السن بل أن عمره لا يتجاوز 15 عاما. فقد قرر طالب الاعدادية محمد سيد عبدالجليل ان يخوض هذه التجربة التي ورثها عن والده المتوفي.. بأدواته البسيطة: موس ومقص ومشط. اتخذت الحلاقة مهنة مرغما حتي أتمكن من توفير لقمة العيش، لاشقائي ووالدتي لقد اصبحت بعد وفاة والدي العائل الوحيد لهم. وعن الفرق بين الحلاق والمزين، اوضح قائلا: لا يوجد أي فرق بين الكلمتين، ولكن من وجهة نظري كانت كلمة المزين تطلق علي الحلاق المتنقل، وكانت تطلق أيام زمان، أما الحلاقة فهي كلمة تطلق علي اصحاب الصالونات وما شابههم. ومع تباين أسعار صالونات الحلاقة التي لا تقل تسعيرة الحلقة لديهم عن 20 جنيها يؤكد محمد ان اسعاره رخيصة جدا ويوضح المزين ارخص بكثير من صالون الحلاقة أنا باحلق للناس الغلابة مقابل 3 جنيهات للشعر وجنيه واحد للدقن، وخلي بالك بنروح للزبون لحد البيت يعني دليفري. وعن التوفيق بين اوقات الدراسة والعمل قال: ان التوفيق سهل جدا فمعظم اهالي القري يعلمون انني اذهب إلي المدرسة في الفترة الصباحية والتي تنتهي قرابة الساعة الواحدة ظهرا، ومن ثم انطلق إلي المنزل واسأل والدتي «حد سأل عليا؟» فتخبرني بمن يود ان امر عليه بمنزله. واضاف معظم عملي يكون ما بين العصر والعشاء، واعود إلي منزلي لاتناول العشاء ثم اذاكر، ويؤكد انا عمري ماهسيب التعليم علشان لما ربنا يكرمني واكبر افتح صالون.