سيدة رجب تاجرة مخدرات «تصوير: محمد عادل» تنفتح البوابة الضخمة وتمر من خلالها، رغم ان المسافة الفاصلة بين الداخل والخارج لا تتجاوز امتارا قليلة، الا ان المار عبرها يشعر انه انتقل بين عالمين. تفصل السنوات الطويلة بين لحظتي دخول كل نزيلة إلي سجن القناطر وخروجها منه، وتتحول جدرانه إلي ما يشبه الصندوق الاسود الضخم الذي يحفظ بداخله آلاف الأسرار، تتعدد الحكايات بين من تعترف بخطئها اعترافا حقيقيا أو مزعوما وبين من تصر علي براءتها رغم ادانة القضاء لها، ورغم ان الدراما المصرية التقطت بعض هذه الحكايات الا ان الواقع يظل أكثر قدرة علي التعبير من اي عمل فني. البداية تقضي سحر محمد البالغة من العمر 28 عاما عقوبة السجن 15 عاما في جريمة قتل ابنتها، تروي ما حدث قائلة: تزوجت عن طريق خالتي من أحد الشباب، لاكتشف انه شخص لا تطاق العيشة معه، اذاقني شتي الوان العذاب من ضرب واهانة وذل وكنت اتحمل من اجل طفلتنا هبة، وبعد ثلاث سنوات لم اعد أستطيع المعيشة معه وطلبت الطلاق الذي تم سريعا مقابل تنازلي عن أي حقوق لي ولضيق ذات اليد وأمام عدم استطاعة والدتي الانفاق عليّ وعلي ابنتي تزوجت للمرة الثانية جار لوالدتي وعدني ان ينسيني هموم الزوج الاول وانه سيشمل ابنتي برعايته ليعترف لي ليلة الزفاف بأنه يتاجر في المخدرات ويدمنها وطلب مني ان اساعده في تجارته الحرام فرفضت لتبدأ سلسلة المشاكل وبعد شهرين من الزواج عاد للمنزل سكرانا وقام بالقاء ابنتي من علي السلم لتسقط قتيلة اسرعت بالابلاغ عنه وكانت الصدمة ان أهل زوجي الأول اتهموني باني تخلصت من ابنتي انتقاما من ابنهم لعدم انفاقه عليها، وادانني القضاء وامضيت 6 سنوات في سجن القناطر بينما يحاكم زوجي الثاني بتهمة الاتجار في المخدرات واتمني ان يحكم عليه بالاعدام حتي تبرد ناري لقتله ابنتي. اما سامية محمد فتقضي عقوبة السجن 6 سنوات تروي قصتها قائلة: لدي 5 اطفال وزوجي معاق. وكنت اعمل في مجال الادوات الكهربائية حتي استطيع الانفاق علي اسرتي وهذا يتطلب ان اكتب علي نفسي ايصالات امانة مقابل البضاعة التي احصل عليها من احد المعارض، واضافت: كنت اقوم بوضع البضاعة داخل احد غرف منزل والدتي بالزقازيق وفي يوم شب حريق بالغرفة دمر جميع الأجهزة وعجزت عن سداد المديونية للمعرض، فقدم ايصالات الامانة البالغ قيمتها 20 ألف جنيه للنيابة وحكم عليّ وانتظر من يساعدني، استرعي انتباهنا بكاء احدي السجينات فاقتربنا منها وعلمنا انها من محافظة القليوبية قالت: اسمي سيدة رجب 38 سنة وكنت اتاجر في المخدرات خلال ثورة يناير وضبطني رجال المباحث وبحوزتي كمية من مخدر البانجو والهيروين وحكم عليّ بالسجن 3 سنوات وبررت دموعها بأنها شعرت بالذنب حيث فقدت أمهات كثيرة ابناءهن بسبب السموم التي كنت أتاجر فيها. كان اغرب ما استمعنا اليه عن سيدة قتلت زوجها بدم بارد ولا تبدي ندما لما فعلته وتروي ياسمين ابي لحمة انها تزوجت محمد اسماعيل منذ سنتين بعد قصة حب دامت لمدة خمسة اعوام وتواصل: وانجبنا محمد طفلنا الاول وسمعت كثيرا عن خيانته لي ولكنني لم اصدق بعدما اضأت له «صوابعي العشرة شمع» ولكن مع كثرة الشكوك قررت ان اتأكد بنفسي فطلبت منه ان اسافر عند والدتي في الاسكندرية لمدة اسبوع لمرضها وتواصل: واشارت إلي انها اتفقت مع جارتها ان تبلغها بمجرد وصول عشيقته إلي بيت الزوجية وسارعت باقتحام الشقة وتشاهد المشهد الذي لا يغيب عن ذهنها فتوة السجن هكذا يطلق علي انوار جاد 41 عاما، حكم عليها بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة استعمال قوة واحداث عاهة مستديمة، تروي قصتها: بدأت مشكلتي مع جارتي بخلاف علي شباك بيننا ليس من حقها فتحه وكبرت المشكلة لاجد نفسي سببا في بتر قدمها واتسبب في اعاقتها وانهمرت دموعها لتتوقف لحظات عن الكلام قبل ان تواصل: انا ندمانة علي اللي عملته وبنصح كل شخص بعدم الانجراف وراء الغضب والانفعال. ، في النهاية وجهت السجينات الشكر لوزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون بإشراف اللواء حسن السوهاجي لحسن الرعاية والاهتمام بهن. محمد راضي ودينا جلال