عادل شعبان : كثير من شباب القرية أصبحوا لاينتظرون فرص العمل بالميرى كم أتمني أن تكون مصر كلها مثل قرية ساقية أبو شعرة بمحافظة المنوفية. المشهد في هذه القرية يدعو للفخر والإعجاب. الكل يعمل. لايوجد عاطل واحد. تصميم القرية يشعرك بتصميم خلية النحل. كل بيت يضم غرفة أو أكثر بمثابة مصنع للسجاد. تحولت القرية الهادئة إلي نموذج رائع للعمل والإنتاج. إنه النموذج الذي نحلم أن ينتشر في كل أنحاء مصر . تشتهر قرية ساقية أبو شعرة بصناعة أجود أنواع السجاد اليدوي المغزول من خيوط الحرير بأنامل ذهبية أبهرت منتجاتها دول العالم من خلال المعارض المحلية والدولية التي تشارك فيها حتي أصبح سجاد ساقية أبو شعرة ماركة مسجلة في مجال صناعة المنسوجات. يقول عادل شعبان صاحب أقدم نول لصناعة السجاد بالقرية إن تلك الصناعة يرجع تاريخها للعصور الفرعونية حيث انتشرت في كل منزل من منازل القرية أنوال النسيج اليدوي حتي أصبحت غرفة النول من التصميمات الهندسية والمعمارية لكل بيت جديد يتم التخطيط لإنشائه بالقرية. لافتًا إلي أن مهنة صناعة السجاد متوارثة من الأجداد وداخل كل منزل يوجد نول يختلف حجمه من منزل لآخر ويعمل بالمهنة جميع أفراد الأسرة بل يتعلمها الأطفال قبل الكبار ويبدأ تعليم تلك الحرفة من سن 4 سنوات إلي أن يصل الأطفال لمرحلة إتقان الصنعة لمساعدة الأهل حيث يستغرق العمل من 5 إلي 8 ساعات يوميًا أمام نول السجاد وصباغتها بأجمل وأبدع الألوان المطلوبة أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها . وأضاف عادل شعبان أن كثيرًا من شباب القرية أصبحوا لاينتظرون فرص العمل بالميري -الحكومة-بل هناك من امتهن الصناعة منذ عقود طويلة في ظل عدم توفير الحكومة للوظائف لشباب الخريجين مؤكدا أن تلك الصناعة تحتاج إلي تركيز كبير حتي يخرج المنتج بالصورة اللائقة مطالبًا الشؤون الاجتماعية بجلب المزيد من المواد الخام والمساهمة في تسويق المنتجات عالميًا والمساهمة في تمويل عمليات التدريب والتأهيل للباحثين عن العمل علي هذه الصناعة التي تتمتع بإقبال كبير من المستهلكين أصحاب الذوق الرفيع خاصة في دول الخليج وأوربا كما دعا وزارة الصناعة إلي إعطاء مزيد من الاهتمام للصناعات التراثية لتمتعها بمزايا نسبية ناهيك عن دورها الكبير في الحفاظ علي التراث والخصوصية المصرية بين منتجات العالم . محمد الشامي