كأن الإهمال قدر مكتوب علينا في كل مصالحنا وإداراتنا الحكومية.. وقائع «التسيب» كثيرة واليكم هذه الواقعة التي تمثل عنوانا ل «للامبالاة» .. بإحدي المدارس الحكومية الابتدائية بكرداسة.. فتحت المدرسة أبوابها لخروج التلاميذ لكن الصغير «أحمد اسماعيل ربيع» بالصف الثالث الابتدائي وجد باب كابينة الكهرباء بالمجاورة مفتوحاً.. ودفعه الفضول للدخول ليصعقه التيار الكهربائي.. وتم نقل الطفل إلي مستشفي قصر العيني ونظرا لخطورة حالته حولوه لمستشفي الدمرداش ليصارع الموت أربعة أيام بعدها يسلم الروح لبارئها ودعوات أمه وابيه واسرته لا تنقطع علي كل مسئول مهمل لا يراعي الله في عمله . توجه والد الضحية وهو يعمل مدرسا بأحد المعاهد الازهرية وحرر محضرا بقسم شرطة كرداسة يتهم فيه إدارة المدرسة بالتسيب والاهمال والتسبب في قتل ابنه صعقا وحرقا كما اتهم والد التلميذ وزارة الكهرباء التي تركت باب غرفة الضغط العالي مفتوحا بجوار المدرسة وبها كابلات عارية وكأنها مصيدة الموت لاصطياد تلاميذ المدرسة المجاورة. وفي المقابل تقدمت المدرسة ببلاغ إلي قسم الشرطة اثبتت فيه ان الحادث وقع بعد انتهاء اليوم الدراسي لتخلي مسئوليتها عن الاهمال والتسيب بينما أكد أولياء الامور وزملاء الضحية أن الحادث وقع اثناء اليوم الدراسي وانشغال المدرسين بتصحيح أوراق امتحانات نصف التيرم. وقد سيطرت حالة من الحزن الشديد علي اسرة أحمد وأصابتهم حالة انهيار تام بعد الحادث الاليم وأكد تقرير المستشفي أن اصابة التلميذ كانت عبارة عن حروق شديدة وصلت إلي عظام الصغير وجميعها بالاطراف العلوية والسفلية كما سيطرت حالة من الخوف والهلع علي زملاء أحمد بعد علمهم بموته داخل المستشفي متأثرا بإصابته الشديدة.. وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق يقول والد أحمد إنني لن أترك حق ابني يضيع فالحادث بسبب الإهمال الشديد و التسيب الذي تعاني منه المدرسة لقد خرج أحمد صباحا وهو في كامل نشاطه وحيويته وعاد إلينا جسمه كله حروق وبعد أيام فارق الحياة. دسوقي عمارة