«نفسى أعرف مين المسئول عن تدمير ابنى؟» بهذه الكلمات بدأ أيمن ربيع 42 عاما ويعمل مدرس لغة انجليزية كلامه والدموع تتساقط من عيونه حزنا على إصابة أحد أبنائه بحروق من الدرجة الأولى أثناء خروجه من المدرسة التجريبية بكرداسة قبل انتهاء اليوم الدراسى ب«حصة» واحدة، حيث صعقه أحد كابلات الكهرباء المكشوفة والمواجهه للباب الرئيسى للمدرسة وأنقذته العناية الإلهية من الموت. الأب المكلوم يرقد بجانب نجله أحمد 9 أعوام المصاب بحريق بأنحاء جسده بنسبة 60% من الدرجة الأولى ونزيف بالمخ وشلل تام فى جميع أعصاب الجسم وتدمير كلى بالخلايا الجذعية، ينظر له ويبكى وقال ل«الشروق»: «كنت أحلم أن يكون طبيبا أو ضابطا صحيح البنيان، لكن الإهمال تسبب فى عجزه وتبخر حلمى». وتساءل أين كان مشرف الفصول وحارس المدرسة أثناء خروج ابنى وزملائه من المدرسة قبل انتهاء اليوم الدراسى؟ ولماذا ترك المسئولون كابلا كهربائيا مكشوفا بمنطقة يحتشد بها تلاميذ حيث إن بها مجمع للمدارس؟ وأضاف الأب: «ابنى يرقد بين الحياة والموت، ومنعت شقيقته الطالبة بالصف الرابع الابتدائى من الذهاب إلى المدرسة ذاتها حتى يعود حق ابنى ونعرف المتسبب الحقيقى فى هذا الإهمال الجسيم حتى لا يسقط مزيدا من ضحايا الإهمال». وبإحباط كبير قال أحد أقارب الطفل عماد دوح: «لو عاوز حد ينقذك قوله أنا كلب». فى إشارة إلى اهتمام المسئولين بقضية مقتل الكلب وإهمال حالة الطفل أحمد. قال دوح أثناء انتظاره أمام قسم الحروق بمستشفى الدمرداش: «فى الوقت الذى انتفضت فيه أجهزة الدولة والرأى العام لكلب الأهرام يعانى المرضى من الإهمال فى مستشفيات الحكومة». وكشف أن المدرسين أصابهم الخوف ورفضوا انتشال أحمد من فوق كابل الكهرباء الذى تسبب فى احتراق جسده، بينما سارع أصدقاؤه من الطلبة لإطفاء النيران بالرمال. وأضاف: «الطفل خرج من المدرسة قبل الحصة الأخيرة والباب كان بدوب حارس، ولعب الطفل أمام المدرسة ثم سقطت «زمزمية» المياه التى كانت بحوزته على الكابل وأثناء محاولته إعادتها صعقته الكهرباء». وأضاف دوح: «بعد الحادث توجهنا بأحمد إلى مستشفى قصر العينى مع بعض الطلاب فرفض المسئولون بالمستشفى تسلمه لأن حجرة العناية المركزة «مش فاضية» كما أخبرونا، ثم انتظرنا 4 ساعات وكان جلد الطفل يتساقط بين أيدينا وعندما رفض مستشفى قصر العينى تسلم الطفل توجهنا به إلى مستشفى الدمرداش وعلى الرغم من حسن الاستقبال من جانب الأطباء إلا أننا لم نجد فى المستشفى الإسعافات الأولية فاشترينا القطن والحقن والسرنجات على حسابنا». كان اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقى اخطارا من قسم شرطة كرداسة باشتعال النيران فى الطفل أحمد أيمن ربيع 9 أعوام أثناء خروجه من مدرسة كرداسة التجريبة نتيجة صعقة بالكهرباء بأحد الأسلاك المواجهة لباب المدرسة الرئيسى، حررت المحاضر اللازمة وباشرت النيابة التحقيقات.