المرض دمر حياتها.. افقدها القدرة علي الحياة. .قتل الامل بداخلها.. قضي علي طموحاتها واحلامها كانت سعدية تعيش حياة هادئة مستقرة مع زوجها واولادها السعادة تملأ بيتهم البسيط..الامل والتفاؤل والثقة في الله لم تفارق منزلهم كان زوجها ارزقي عامل بسيط يذهب في الصباح الباكر ليلحق بقطار الرزق وسط عشرات العمال الذين يجلسون في الشوارع في انتظار لقمة العيش يسمونهم عمال التراحيل.. حياتهم ترحال وتجول وراء الرزق لا يعرفون للرفاهية طعما.. حياة سعدية واسرتها كانت مستورة الاب يعمل بالنهار ويعود بالرزق والام كانت تحاول ان تساعده بان تقوم ببيع بعض الاشياء التي تجيد صنعها في المنزل وتبيعها لجيرانها..امراة مكافحة تناضل من جل اسرتها. .اولادها صغار لا يشعرون بمعاناة والديهما..كل ما يعرفونه انهم ان طلباتهم اوامر بالنسبة لابيهم وامهم كغيرهم من ابناء جيلهم واقرانهم فجاة اصيبت الام بمرض خطير اثر علي صحتها ..فدخلت في دوامة المرض لتبدأ رحلة المعاناة علي الاطباء والمستشفيات ولانها غير قادرة و لانتمائها لفئة معدومة الدخل التي كثرت وانتشرت في مصر كانت تذهب الي المستشفيات الحكومية.. كانت تعاني الامرين في هذه المستشفيات التي عفي عليها الزمن واصبحت غير صالحة لاستشفاء اي مواطن.. ولكن سعدية لم تجد امامها مفر سوي المستشفيات العامة.. كانت تذهب يوميا وتتجول في كل المستشفيات لتجد علاجا لحالتها التي فشل الكثير من اطباء المستشفيات الحكومية في تشخيصها.. ولكن بلا فائدة وبعد رحلة طويلة من العذاب اكتشفت انها مصابة بسرطان في الثدي.. وهنا كانت الطامة الكبري بالنسبة لهذه الاسرة.. انقلبت احوالهم رأسا علي عقب.. وخاصمت السعادة منزلهم وهجر راحة البال هذه الاسرة دون رجعة.. واصبحت حياتهم تعج بالمستشفيات والادوية والحزن والهم والفقر.. ولكن الصبر والايمان بالله لا يزال يسيطر علي هذ الاسرة البسيطة.. جاءت الي ليلة القدر ودموعها تذرف شاكية حالها بمنتهي عفة النفس طالبة العون من الله اولا.. ليلة القدر قررت مساعدة سعدية بثلاثة الاف جنيه ويدعو اهل الخير واصحاب القلوب الرحيمة مساعدة سعدية لكي تعيش باقي حياتها بكرامة ودون مذلة. مخلص عبد الحي